أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – نتيجة الحرب والعمليات العسكرية المستمرة في سوريا، تبقى بعض الأجسام الملغمة والعبوات الناسفة والقنابل العنقودية دون أن تنفجر، لتكون فيما بعد السبب وراء حصد أرواح السوريين والتسبب لهم بإصابات غالباً ما تكون على شكل عاهات دائمة، وسط عدم إيجاد حل جذري لهذه المعضلة التي تضاف لمعاناة السوريين جراء استمرار الصراع.
سوريا الأولى عالمياً بعدد ضحايا الألغام
وبعد تقرير لمنظمة “مرصد الألغام الأرضية” منذ نحو شهر، كشف من خلاله أن سوريا هي في المرتبة الأولى حول “أعداد الضحايا بالألغام الأرضية” خلال عام 2020، أصدر التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC)، تقريره السنوي والذي أكد أن سوريا هي الأولى عالمياً بعدد الضحايا نتيجة انفجار الألغام.
وجاء تقرير المنظمة الدولية تقييماً لاستجابة المجتمع الدولي للوضع العالمي للألغام الأرضية، مع التركيز على عام 2020. والتي احتلت سوريا المرتبة الأولى في التصنيفين.
“جلهم من الأطفال”.. 2772 ضحية ألغام في سوريا
التقرير الذي نقلته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” العضو في هذا التحالف، أن سوريا سجلت 2729 ضحية شملت المصابين و القتلى، خلال عام 2020، وهي الحصيلة الأعلى، حيث أن هؤلاء الضحايا من بين 7073 قتلوا في العالم نتيجة انفجار الألغام. من مخلفات الحروب والعمليات العسكرية ضمن الدول التي تشهد صراعات مسلحة.
وبحسب التقرير فإن 2772 قتيلاً سورياً، بينهم 672 طفلاً، و 292 سيدة بالغة، و 9 من الكوادر الإعلامية و 8 من الكوادر الطبية و 6 من الدفاع المدني، سقطوا جميعاً منذ بداية الأزمة في البلاد في آذار/مارس 2011، وحتى كانون الأول/ديسمبر من العام الجاري.
وألقت الشبكة الحقوقية السورية التي نقلت التقرير الدولي، اللوم على استخدام الذخائر العنقودية والألغام من قبل أطراف الصراع، والتي خلفت آلاف الضحايا والمصابين في سوريا، وأشارت الشبكة إلى أنها تمتلك قاعدة بيانات تفصيلية بهذا الشأن تتضمن مواقع والحوادث وأزمنتها.
ولطالما كانت الأجسام غير المنفجرة نتيجة العمليات العسكرية وتلك التي خلفها تنظيم داعش الإرهابي في المناطق التي كان يسيطر عليها على الأراضي السورية، السبب وراء حصد أرواح العشرات من السوريين خلال الفترة الماضية، جلهم من الأطفال الذين أما يلعبون أو يرعون الأغنام، وعادة ما تكون تلك الحوادث بالقرب من خطوط التماس أو المناطق التي شهدت حروباً وعمليات عسكرية.
دعوات دولية لحل المعضلة.. والأمم المتحدة تؤكد تعرض 12 ألف شخص لتفجير لغم
وسبق أن دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في ظل استمرار الصراع في سوريا، وعدم حل هذه المعضلة، من المجتمع الدولي التحرك لوضع حد لهذه المخاطر التي تهدد حياة المدنيين السوريين، حيث أن تلك الألغام والأجسام المتفجرة منتشرة على أغلب الجغرافيا السورية.
الأمم المتحدة جمعت بدورها بيانات تشير إلى أن أكثر من 12 ألف شخص تعرضوا لحادث انفجار لغم وتوفي 35 بالمئة منهم، واصيب الـ65 الباقين، ونصف هؤلاء تعرضوا لعاهات دائمة نتيجة بتر أطرافهم، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر لحوادث الألغام.
سوريا تتقدم على أفغانستان وكولومبيا لأول مرة منذ 22 عاماً
وكان التقرير السنوي “لمرصد الألغام الأرضية” كشف قبل نحو شهر، أن سوريا الأولى من بين دول كـَ “أفغانستان وكولومبيا” اللتان احتلتا المركزين الثاني والثالث عالمياً، من حيث ضحايا الألغام، وأشارت إلى أن سوريا وخلال سنوات الحرب تقدمت للمرة الأولى على الدولتين المذكورتين.
والمنظمة التي تعتبر غير حكومية والتي لا تشارك فيها سوريا، أكدت أن سوريا تصدرت القائمة لأول مرة منذ 1999، وأوضح المرصد أنه لم “يتم توثيق أو تأكيد، خلال الفترة المعنية استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل القوات الحكومية السورية أو القوات الروسية المشاركة في العمليات العسكرية المشتركة في سوريا”.
ورجحت المنظمة أن الجماعات المسلحة غير الحكومية في سوريا استمرت في استخدام الألغام الأرضية، كما في السنوات السابقة. لكن الوصول المحدود.. إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة غير الحكومية جعل من الصعب تأكيد حصول استخدام جديد للألغام”.
وأصبحت “اتفاقية حظر الألغام” جزءاً من القانون الدولي منذ العام 1999، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيها اليوم 164، وهي تحظر استخدام الألغام الأرضية التي تنفجر عن طريق الاتصال البشري، وكذلك الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع التي تفعّل عند وجود شخص بالقرب منها أو عند ملامستها.
إعداد: ربى نجار