أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يتهم العالم؛ الحكومة السورية و “حزب الله” اللبناني، بالوقوف وراء شحنات المخدرات التي تُصدر إلى دول الخليج وغيرها من البلدان العربية والأجنبية، وتعتبر أنه في ظل الصراع المسلح على السلطة المستمر منذ أكثر من عشرة أعوام في سوريا فإن “تجارة المخدرات باتت تزدهر في البلاد” خاصة وأنها تحظى بدعم من الدولة.
الحكومة تعلن محاربة المخدرات .. والعالم يتهمها بتصديرها
وعلى الرغم من أن الحكومة السورية أعلنت مراراً أنها ضبطت شحنات مخدرات كبيرة تحوي مئات الآلاف من حبات “الكبتاغون” وغيرها من المستحضرات المخدرة كانت في طريقها لدول الخليج، إلا أن ذلك لم يبعد الشبهات حول تورط مسؤولي الحكومة السورية بل وأقرباء للرئيس السوري بشار الأسد في هذه التجارة الذي بات يطلق عليها “بالتجارة العالمية للمخدرات”، وأن سوريا أصبحت “مصنعاً لها”.
وقبل أسبوع من الآن، أعلنت الحكومة السورية أنه “من خلال معلومات وتحريات مكثفة حول مجموعة من المهربين والمتاجرين بالمخدرات أوقفت الجهات المختصة سيارة شاحنة نوع انترا بريف دمشق، وبتفتيشها تبين أنها تحمل أكياساً من الحبوب المخدرة من نوع كبتاغون ضمن شحنة معكرونة كانت معدة للتصدير إلى السعودية بوزن 170 غراماً لكل كيس وبوزن إجمالي يقارب الـ 525 كيلوغراما”.
صحف ووسائل إعلامية عالمية تقول أن “الحكومة السورية تحاول التستر على ترويجها وتصديرها للمخدرات للدول العربية والأجنبية، عبر الإعلان عن مصادرة شحنات ضخمة للمخدرات”، مشيرين إلى “أنه لا يوجد أي دليل واقعي يثبت صحة ادعاءات دمشق، وأن الحكومة السورية و حزب الله اللبناني وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بهما لا سبيل أمامهما لدعم اقتصادهما إلا من خلال تجارة المخدرات العالمية”.
“قنبلة إعلامية”.. أقرباء الرئيس السوري “تجار مخدرات”
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية فجرت قنبلة إعلامية من النوع الثقيل، بقولها خلال تحقيق صحفي استند إلى معلومات من مسؤولي إنفاذ القانون في 10 دول وعشرات المقابلات مع خبراء في عالم المخدرات دوليين وإقليميين وسوريين أيضاً، أن أقرباء للرئيس السوري بشار الأسد ينتجون مخدر الكبتاغون ويبيعونه، وأن نسبة كبيرة من هذه التجارة تشرف عليها الفرقة الرابعة التابعة لقوات الحكومة السورية وقائدها شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد.
وذكرت الصحيفة أن هذه التجارة باتت تدر مليارات الدولارات على المسؤولين عنها، وهي تتجاوز الصادرات القانونية السورية، وحولت هذا البلد إلى أحدث مصدر للمخدرات في العالم.
ويقول التقرير إن المنتج الرئيسي هو الكبتاغون، وهو عقار أمفيتامين غير قانوني، يسبب الإدمان. وتنطلق صناعة تلك الحبوب في سوريا من ورش تصنيع ومصانع تعبئة حتى تصديرها عبر شبكات التهريب ونقلها إلى الأسواق في الخارج.
ونقلت الصحيفة عن خبراء في مجال المخدرات، أن من بين اللاعبين الرئيسيين في انتاج وتجارة الكبتاغون رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بالحكومة، وبحزب الله اللبناني وأفراد من عائلة الرئيس الأسد، بما يضمن لهم الحماية من الأنشطة غير القانونية، حيث أن هذه التجارة باتت مدعومة من الدولة.
مصدرها سوريا .. مئات الملايين من الحبوب المخدرة جرى ضبطها بدول العالم
وسبق أن كشفت السلطات الإيطالية 84 مليون حبة كبتاغون مخبأة في لفات ضخمة من الورق والتروس المعدنية العام الماضي، كما أعلنت السلطات الماليزية أنها ضبطت أكثر من 94 مليون حبة داخل عجلات عربة في آذار/مارس الماضي، وكلها قادمة من سوريا.
واشار التقرير، الى قول خبراء المخدرات إن هذه المضبوطات ربما لا تمثل سوى جزء بسيط من الكميات المهرّبة. فقد تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون في جميع أنحاء العالم حتى الآن هذا العام، أي أكثر من 18 مرة الكمية التي تم ضبطها قبل أربع سنوات.
ويشدد مسؤولو الأمن الإقليمي أن أكثر ما يقلق الدول والحكومات في المنطقة والدول المجاورة لسوريا، هي أن الشبكة المسؤولة عن تجارة المخدرات باتت أكثر خطورة كونها مدعومة من الدولة، التي لم تعد ترى سبيلاً لإنعاش ودعم اقتصادها سوى عبر المخدرات.
ويجري إخفاء الحبوب الجاهزة في حاويات الشحن، وعبوات الحليب والشاي والصابون، وشحنات العنب والبرتقال والرمان. ثم يجري تهريبها براً وبحراً وجواً.
وتعاني الحكومة السورية جراء العقوبات الغربية والقطيعة السياسية من أغلب دول العالم، من أوضاع اقتصادية سيئة للغاية، وانهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، ما أدى لارتفاع نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى أكثر من 90 بالمئة. وما غذى هذه الأزمات “السياسة الاقتصادية” التي كانت تتبعها دمشق خلال العقود الماضية بحصر الأموال بالدائرة المقربة من الحكومة فقط.
إعداد: علي إبراهيم