دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تحركات سياسية عسكرية روسية في الملف السوري لحل الأزمة وقطع الطريق أمام أي هجوم تركي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد العاصمة الروسية موسكو، تحركات سياسية عدة على مستوى زيارة وفود من المعارضة السورية، في ظل التصعيد التركي وتهديدها بشن عمليات عسكرية جديدة شمال البلاد، وسط رفض أمريكي روسي إيراني، وعدم إعطاء الضوء الأخضر لأنقرة لاجتياحات جديدة.

موسكو .. تحركات سياسية لوفود معارضة سورية

وعاودت روسيا وضع ثقلها في الملف السوري وإمكانية حله عبر تكثيف اللقاءات والاتصالات مع جهات سورية عدة، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وفداً من “جبهة السلام والحرية” السورية المعارضة برئاسة “احمد الجربا”، في الوقت الذي ينتظر زيارة جديدة لوفد من مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” إلى العاصمة الروسية بعد زيارة جرت قبل شهر تقريباً، جرى خلالها البحث عن سبل حل الأزمة السورية.

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً تعليقاً على زيارة وفد “جبهة السلام والحرية” وقالت، أن الطرفان تباحثا حول تطور الأوضاع في سوريا ومحيطها مع التركيز على الحاجة إلى دفع العملية السياسية وفق المقررات الأممية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2254، ودعم الحوار السوري السوري على المسارات كافة.

وجاء في بيان الوزارة الروسية، أن موسكو جددت تمسكها بالسيادة السورية ووحدة أراضيها وشددت على تكثيف الجهود لتحسين الوضع الإنساني و إعادة أعمار ما دمرته الحرب.

وترى أوساط سياسية أن التحركات الروسية سواءً السياسية والعسكرية يأتي لمنع أي هجوم تركي جديد على المناطق الشمالية من البلاد، في ظل التجهيز التركي لمعركة جديدة قد تغير من خطوط التماس المتماسكة منذ سنتين تقريباً.

موسكو ترعى الحوار بين دمشق والقامشلي

وكشفت تقارير إعلامية بأن روسيا تدعم وترعى الحوار بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية بشكل كبير عبر قنوات اتصال مباشرة مع القامشلي ودمشق، وسط الحديث عن تفاهمات أولية، وهذا ما كشفه السفير الروسي في العراق، وترحيبه أن الطرفان لم يكشفا بعد ما يدور في تلك المحادثات، لكنه أشار إلى أنه لا اتفاق نهائي حتى الآن وهناك وجهات نظر كثيرة.

تسليم قسد لبعض المدن للحكومة السورية عارٍ عن الصحة .. ووفد مسد في موسكو قريباً

وفي ظل حديث وسائل إعلامية روسية وأخرى تابعة للحكومة السورية بأن هناك اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية على تسليم مدن كمنبج و عين عيسى و الطبقة وبعض المناطق في ريف دير الزور، أكدت مصادر مسؤولة من الإدارة الذاتية أن ذلك عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلاً، وأنه لا اتفاق حتى الآن بين القامشلي ودمشق، وكل ما يروج له وسائل الإعلام عن تسليم المدن للقوات الحكومية لمنع الاجتياح التركي غير صحيح. بحسب وسائل إعلامية تابعة للإدارة الذاتية.

وفي إطار مساعي موسكو لتقريب وجهات النظر بين دمشق والقامشلي وإمكانية اتفاق الطرفان على حل الخلافات بينهما،  قال المحلل السياسي الروسي رامي الشاعر، إن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيلتقي خلال الأيام القريبة المقبلة مجدداً، وفداً من قيادات قوات سوريا الديمقراطية.

وأضاف، أن موسكو تحاول منذ بداية الأزمة، لعب دور الوسيط بين “قسد” و”مسد” وبين الحكومة السورية، مشيرا إلى أن روسيا كانت تنجح في بعض الأحيان بتنظيم لقاءات، إلا أن الوضع اختلف بعد بدء التعاون ما بين قسد ومسد والولايات المتحدة الأميركية.

موسكو تقدر دور قسد بمحاربة الإرهاب

وتابع “الشاعر”، أن موسكو تقدر دور قوات سوريا الديمقراطية في “الحرب ضد الإرهاب”، وان ذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار وبكل جدية حول مطالبهم المشروعة، وكيفية إثبات حقوقهم القومية في الدستور السوري الجديد، في إطار الدولة السورية الموحدة”.

ولاحظ متابعون لأول مرة النبرة الروسية في الحديث عن “دور قسد في محاربة الإرهاب و اخذ ذلك بعين الاعتبار وأن يكون لهم حقوق قومية في الدستور”. حيث أكدت قوات سوريا الديمقراطية أكثر من مرة أنها مستعدة للانضمام إلى الجيش السوري، لكن بشرط أن تحافظ على خصوصيتها.

الانسحاب التركي .. ولا موافقة على هجوم تركي على الشمال السوري

وأضاف السياسي الروسي “الشاعر”، أن روسيا والولايات المتحدة تحاولان تخفيف حدة التوتر بين تركيا وقسد وتفادي حدوث أي احتكاك عسكري جديد، وتركيز الاهتمام على توجيه كل الإمكانات لتصفية من تبقى من المتشددين”.

وأشار إلى أن تركيا يتعيّن عليها “بل وسوف تنسحب من جميع الأراضي السورية مع بداية عملية الانتقال السياسي في سوريا استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، وهي العملية التي يجب أن يشارك فيها ممثلون عن مسد بكل تأكيد”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن “موسكو وواشنطن لن تقبلا أي مقاربات عكسية، أو فرض واقع إداري جديد من قبل القوات التركية في سوريا”.

بدورها نقلت “الشرق الأوسط” عن مصدر مطلع، بأن “موسكو نصحت الحكومة السورية في أكثر من موقف بإبداء قدر كاف من المرونة في التعامل مع المطالب التي يطرحها المكون الكردي، والتي قوبلت برفض من جانب السلطات السورية، وبينها ملف الخدمة العسكرية وغيره من النقاط الخلافية”، وأشار المصدر إلى أن موسكو على قناعة بعدم السماح لتركيا بشن أي عملية عسكرية جديدة في سوريا، ولفت إلى أن “العملية العسكرية التركية لن يتحول إلى واقع”.

إعداد: علي إبراهيم