دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قوات الحكومة تفشل بضبط الأمن في درعا .. والفلتان الأمني يسيطر على المحافظة من جديد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد إعلان قوات الحكومة السورية الانتهاء من عمليات “التسوية” في محافظة درعا وسحب كامل السلاح من أبناءها، تتصاعد عمليات الاغتيال بشكل أكبر في الأيام الماضية، ما دفع بالكثيرين للقول “أن الفترة التي تلت تسويات 2018 ستعود من جديد مع تسويات 2021”.

وباتت قوات الحكومة السورية تسيطر على كامل محافظة درعا بعد تسويات جديدة فرضتها على أبناء المحافظة، بعد شهر تقريباً من الحرب والقصف والعمليات العسكرية هناك، دفعت اللجان المركزية و الأهالي للقبول “بالخارطة الروسية” لتجنيب المحافظة أي عملية عسكرية جديدة قد تكون “مكلفة” بحسب رواية الروس.

“تسويات” لبسط الأمن .. والاغتيالات تعود من جديد

“التسويات” كانت تهدف الحكومة السورية من خلالها “التشديد” من القبضة الأمنية على المحافظة وتعيد إليها الأمن والاستقرار، بحسب رواية الإعلام الخاص بها، إلا أن ما يحدث الآن وحدث أثناء “تطبيق التسويات” من عمليات اغتيال و خروقات أمنية وهجمات على نقاط وحواجز عسكرية تدل على أن “انتصار” الحكومة في درعا كان “انتصاراً إعلامياً”، والهدف منه إظهار دمشق نفسها أنها انتصرت عسكرياً في الجنوب و الدور قادم على الشمال.

الساعات الـ72 الماضية، كانت حافلة بالأحداث في محافظة درعا، حيث نفذ مسلحون مجهولون ضمن “مناطق التسويات” التي من المفترض أنها أصبحت خالية من السلاح، عمليات اغتيال عديدة بحق مدنيين، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بانفجار عبوة ناسفة بسيارة زوجة عقيد متقاعد في صفوف قوات الحكومة، يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم، وانفجرت العبوة بسيارة زوجة العقيد وهي طبيبة قرب حاجز عسكري عند بوابة الفرقة التاسعة على طريق الصنمين – جباب بريف درعا، ما أدى لإصابتها بجروح خطيرة.

كذلك قتل متعاون مع فرع أمن الدولة من بلدة الشجرة في منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي من محافظة درعا، جراء إطلاق النار عليه من قِبل مجهولين على أطراف البلدة.

كما اغتال مجهولون أحد عناصر الرادار التابع للأمن العسكري، والواقع قرب من بلدة النعيمة في الريف الشرقي من محافظة درعا، حيث جرى استهدافه بين جسر صيدا وحاجز الرادار،من خلال إطلاق النار عليه، ما أدى إلى مقتله على الفور.

كما فقد شاب حياته جراء إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين أمام منزله في مدينة الصنمين، التي سبق وأن خضعت “للتسويات”، ما أدى لإصابته بجروح نقل على أثرها للمستشفى لكنه فارق الحياة بعدها بوقت قصير.

سبق ذلك فقدان 3 أطفال أشقاء لحياتهم نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب والعمليات العسكرية في قرية الكتيبة الواقعة قرب بلدة خربة غزالة في الريف الشرقي لمحافظة درعا.

المرصد: 26 شخصاً قتلوا منذ الاتفاق الجديد في درعا

وفي إحصائية له أكد المرصد السوري، أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الاتفاق الأخير في محافظة درعا وصل إلى 26 شخصاً، هم 15 مدنيًا من ضمنهم طفل وبعضهم كانوا مقاتلين سابقين في صفوف الفصائل وباتوا مدنيين بعد عمليات “التسوية” السابقة، و11 من عناصر قوات الحكومة و”الفيلق الخامس” المدعوم روسيًا والمتعاونين مع أجهزة الحكومة الأمنية.

بدوره أعلن “مكتب توثيق الشهداء في درعا” أن الفترة الممتدة بين الـ 6 من أيلول/ سبتمبر الماضي ولغاية 28 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، شهدت محافظة درعا 41 عملية ومحاولة اغتيال، أدت 28 منها لمقتل الأشخاص المستهدفين، وإصابة 9 آخرين، وكانت 4 محاولات اغتيال فاشلة.

مــن الـمـســؤول ؟

أوساط شعبية في درعا لاتزال تحمل الحكومة السورية مسؤولية الفلتان الأمني في المحافظة، وخاصة مع الحديث عن “تغلغل” المجموعات المسلحة الإيرانية في المنطقة، والتي كان من المفترض أنها ستبتعد عن المحافظة ولن تتدخل فيها كما نص الاتفاق الأخير بين اللجان المركزية وقوات الحكومة السورية برعاية روسية، وسط تحذيرات من تنفيذ تلك الجماعات المسلحة عمليات اغتيال بحق أبناء المحافظة وإلصاق التهم “بالمسلحين المجهولين”.

وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت قوات الحكومة السورية رسمياً انتهاءها من “ملف التسويات” في بلدات ومدن درعا، وسيطرتها على المحافظة بالكامل لأول مرة منذ 2011، مع نشر عشرات الحواجز الأمنية لحفظ الأمن والنظام، لكن كل ذلك لم يكبح جماع “المسلحين المجهولين” كما يطلق عليهم إعلامياً، من الاستمرار بارتكاب عمليات الاغتيال و الإبقاء على حالة الفلتان الأمني في المحافظة التي لم تشهد هدوءً منذ بداية الأزمة السورية.

إعداد: رشا إسماعيل