دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

وسط رفض داخلي وخارجي .. تركيا ماضية بالتجهيز لعمليتها العسكرية الجديدة في شمال سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تهتم تركيا بالبيانات والمواقف الأخيرة من مجلس الأمن وروسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي والصين، حول تواجدها العسكري في سوريا، و نيتها استئناف عملياتها العسكرية المعلقة منذ عام 2019، المسماة “نبع السلام” في مناطق شمال شرق سوريا، حيث تواصل التجهيزات العسكرية وسط الحديث عن انتظار “ساعة الصفر”.

تعزيزات عسكرية تصل لجبهات القتال .. ولا ضوء أخضر بعد

وخلال اليومين الماضيين، استقدمت القوات التركية المئات من جنودها وعتاد عسكري ثقيل و عناصر من فصائل المعارضة الموالية لها إلى مدينة تل أبيض (المعروفة محلياً بكري سبي)، والتي استولت عليها تركيا وفصائل “الجيش الوطني” في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك ضمن التجهيزات لشن عملية عسكرية جديدة.

وإلى الآن لم تحصل تركيا على “ضوء أخضر” من الأطراف الرئيسية في سوريا (الولايات المتحدة وروسيا) بحسب تقارير إعلامية، لشن عمليتها العسكرية، حيث لاتزال تسعى تركيا للحصول على موافقة واشنطن و موسكو بشأن ذلك، وسط اتهامات تركية لهما أنهما “لم يفيا بوعودهما” حول تعليق عملية “نبع السلام” العسكرية في 2019.

مواقف دولية .. “تركيا تغزو سوريا”

وبعد “لجنة الاتحاد الأوروبي” و إيران والصين، واعتبارهم أن التواجد التركي في سوريا “احتلال” وغير شرعي، جاء مجلس الأمن الدولي ليؤكد أن القوات التركية في سوريا هي “قوات احتلال” وأن أنقرة تغزو سوريا.

وفي حديث لمندوبي الصين و إيران وسوريا في المجلس الذي عقد اجتماعه بخصوص الملف السوري، أكدت تلك الأطراف أن التواجد العسكري الأجنبي في سوريا مصدر “قلق”، واصفين التواجد التركي “بالاحتلال” وأن أنقرة تغزو سوريا، كما سلطت تلك الأطراف الضوء على المعاناة الإنسانية بسبب قطع تركيا للمياه عن الملايين من السوريين.

قمة بايدن أردوغان .. هل ستكون ساعة الصفر ؟

وتنتظر الأوساط السياسية والشعبية في شمال شرق سوريا، ما سيتمخض عن الاجتماع المتوقع بين الرئيس الأمريكي جو بايدن و التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة غلاسكو للتغير المناخي، والذي من المفترض أن يناقش أردوغان من خلالها “وقف الدعم الأمريكي عن قوات سوريا الديمقراطية” و ما تراه أنقرة أنه “عدم الوفاء بالتعهدات الأمريكية في شمال سوريا بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار” إضافة لملفات خلافية أخرى بين الطرفين.

ونظراً للخلافات الأمريكية التركية حول التقارب مع روسيا و السياسة الخارجية لأنقرة، لا يبدو أن الطرفان سيتفقان، بحسب متابعين، وهذا يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت تركيا ستتحرك عسكرياً دون موافقة أمريكية، وروسية التي تهدد بدورها بشن عملية عسكرية في ريف إدلب الجنوبي ومناطق أخرى تقع تحت سيطرة “الجيش الوطني” بريف حلب.

أنقرة تتهم موسكو وواشنطن بعدم الوفاء بوعودهما في سوريا

وسبق أن أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، عن عتابه على أمريكا وروسيا واتهمهما بعدم الوفاء بوعودهما في ما يتعلق بالمناطق الشمالية الشرقية من سوريا وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية منها.

على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية نفذت ما وقع على عاتقها وبشهادة كل من وزارتي الدفاع الأمريكية والروسية في 2019، إلا أن تركيا ترفض ذلك، وتعتبر أن التشكيلات العسكرية التي تهاجم قواتها و فصائل المعارضة ضمن المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا مرتبطة بقسد، مع العلم أن تلك المناطق لا ترتبط جغرافياً بمناطق نفوذ قسد.

رفض داخلي لأي عملية عسكرية جديدة .. “نريد السلام في سوريا لا الحرب”

رفض تحركات أنقرة العسكرية في سوريا لم تقتصر على الأطراف الخارجية، بل انضمت إليها أطراف داخلية، حيث انتقدت المعارضة التركية، التحركات العسكرية التركية في سوريا و تمديد البرلمان التركي لإرسال الجيش لسوريا والعراق.

وقال رئيس “حزب الشعب الجمهوري” وزعيم المعارضة التركية كمال كيلتشدار أوغلو، أنه عندما يستلم حزبه السلطة في تركيا، “سنصنع السلام مع سوريا لا الحرب معها.. سنفتح سفارات بشكل متبادل.. لا نريد المزيد من طالبي اللجوء واللاجئين.. لا نريد لمزيد من جنودنا أن يُقتلوا في سوريا”.

ما الهدف من العملية العسكرية الجديدة ؟

ونقلت وسائل إعلامية عن مسؤولين أتراك قولهم، أن تركيا تهدف من الهجوم إلى إغلاق أكثر من ثلثي حدودها مع سوريا وإلى السيطرة على مناطق جنوب مدينة كوباني (عين العرب) لربط المناطق الواقعة تحت سيطرتها شرق نهر الفرات وغربه.

وأضافوا أن الهدف المحتمل الآخر هو الاستيلاء على مطار منغ العسكري قرب بلدة أعزاز، والتي تقول أنقرة أن الهجمات على مناطق نفوذها من سوريا تأتي من هناك.

إعداد: علي إبراهيم