دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

التصعيد في الشمال السوري يدخل مرحلة جديدة .. فهل هو تصعيد مارق أم تمهيد لعملية عسكرية جديدة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – استبعدت أوساط سياسية تركية من أن تقوم القوات التركية وفصائل المعارضة السورية بأي عملية عسكرية جديدة في شمال شرق البلاد، وذلك على ضوء التصعيد العسكري الكبير الذي تشهده المناطق الممتدة ما بين أرياف الحسكة و الرقة وحلب، ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية و تشكيلاتها العسكرية.

العنف تصاعد بعد اجتماع “دول آستانا” .. فهل هناك اتفاق جديد ؟

التصعيد العسكري الأخير تصاعدت حدته بشكل ملحوظ بعد نهاية اجتماع “مسار آستانا” بجولته السادسة عشرة، في العاصمة الكازاخية نور السلطان، حيث تشهد أرياف الحسكة و الرقة و حلب التي تتواجد فيها القوات الروسية رفقة التشكيلات العسكرية المحلية، تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة.

هذا التصعيد في الشمال الشرقي، يقابله تصعيد عسكري آخر للقوات الروسية وقوات الحكومة السورية في منطقة “خفض التصعيد”.. مشهد ربطه محللون سياسيون ومتابعون، بأن الاتراك والروس بينهما خلافات كبيرة إزاء المنطقة، وأن التصعيد يقابله تصعيد، فيما رجح آخرون وجود “اتفاقات جديدة بين الطرفين”.

وتتركز عمليات القصف البري على جبهات تل تمر (ذات الأغلبية المسيحية)، إضافة لنواحي الرقة ومنها عين عيسى التي تعتبر العاصمة السياسية للإدارة الذاتية، والتي سبق وأن تعرضت لهجمات من قبل القوات التركية لكن دون نجاحهم في السيطرة عليها، إضافة لذلك فإن التصعيد العسكري امتد إلى ريف حلب الشمالي، ويحمل طابعاً مغايراً هذه المرة على اعتبار أن تلك المناطق تتعرض للقصف منذ سنتين، إلا أن دخول الطائرات المسيرة التركية تشير إلى إمكانية أن يكون هناك “عمل عسكري جديد” في تلك المناطق. وهذا بالضبط ما حذرت منه قوات سوريا الديمقراطية في سلسلة بيانات سابقة لها.

دخول الطائرات المسيرة .. هل هو تمهيد لعمل عسكري ؟

وتعرضت نقاط عسكرية عديدة في الأيام السابقة في تل تمر والقامشلي وعين العرب “كوباني” لقصف من قبل الطائرات المسيرة التركية، وهو ما أقلق الجهات السياسية في شمال وشرق سوريا، من تطور الاوضاع لعملية عسكرية جديدة تركية قد ترسم خطوط تماس جديدة، غير تلك الموجودة منذ سنتين تقريباً.

الباحث السياسي، مهند حافظ أوغلو، تحدث عن التصعيد العسكري التركي في شرق سوريا، وقال في حديث له مع “قناة الحرة”، أن التحرك المكثف في شرق سوريا لا يشي بتغيير كبير، لكنه يندرج ضمن استراتيجية تركية في استهداف ما قال عنه “حزب العمال الكردستاني”. والذي تتحجج أنقرة به للقيام بعملياتها العسكرية في سوريا والعراق أيضاً. واعتبر السياسي التركي، أن “هذه الاستهدافات هي بديل عن عملية عسكرية موسعة”.

هل تستغل تركيا انشغال العالم بأحداث أفغانستان ؟

وتخشى الأوساط السياسية في شمال شرق سوريا من “عملية عسكرية تركية جديدة” في المنطقة، خاصة مع انشغال العالم بالأحداث الجارية في أفغانستان، والانسحاب الأجنبي من تلك البلاد وما أدى فيما بعد لعودة حركة طالبان إلى الحكم مجدداً، وسط مخاوف من أن تكرر الولايات المتحدة ما فعلته في أفغانستان بسوريا أيضاً، وبالتالي فإن المنطقة الشمالية الشرقية التي كانت بعيدة عن الحروب والصراعات على السلطة طيلة العقد الماضي، من الممكن أن تشهد تقلبات كبيرة، وما سينتج عنها لاحقاً من أزمات إنسانية وموجات نزوح ضخمة.

مخاوف محلية رغم تطمينات الأمريكان والتحالف

ويأتي ذلك على الرغم من أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي شددا في وقت سابق على استمرار دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية حتى تحقيق الاستقرار الدائم في تلك المناطق، لمنع عودة تنظيم داعش وأن تبقى المناطق الشمالية الشرقية مستقرة وآمنة، إضافة لحديث الرئيس الامريكي جو بايدن قبل أيام أن “سوريا تشكل خطراً على الولايات المتحدة أكثر من أفغانستان”. ولكن تجربة المنطقة في عفرين من قبل روسيا و رأس العين وتل أبيض من قبل أمريكا تجعل هذه المخاوف واحتمال من أن تغير الولايات المتحدة استراتيجيتها وارد جداً.

كما تخشى أوساط شعبية في الشمال الشرقي من البلاد، من تفاهمات أو ما يسمونها هم “بصفقات مشبوهة” بين روسيا وتركيا على حساب المنطقة والسوريين فيها، خاصة مع تأكيد أنقرة وموسكو على محاربة ما تصفه “بالأجندات الانفصالية” في إشارة منهم إلى “الإدارة الذاتية”. التي أكدت مراراً وتكراراً أن “مشروعها” ليس انفصالياً وإنما “دعماً لوحدة الأراضي السورية وسيادتها وسلامتها وإنقاذ البلاد من الاحتلالات والتقسيم” حسب قولها.

إعداد: علي إبراهيم