أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دون وجود لقاحات ولا خطة لاستيراد ما يكفي منها لتطعيم السوريين، بات فيروس كورونا بالتحور الجديد له المسمى “دلتا” يشكل خطراً كبيراً على حياة الملايين من المواطنين، خاصة مع تصاعد العنف والعمليات العسكرية في أكثر من منطقة في البلاد، وما ينتج عنها موجات لنزوح المدنيين.
الإصابات اليومية تتزايد.. والإعلان عن وصول “دلتا”
وبدأت إصابات فيروس كورونا تتزايد في اليومين الماضيين ضمن المناطق السورية المختلفة، حيث باتت السلطات الصحية في مناطق سيطرة الحكومة و الإدارة الذاتية والمعارضة، تسجل أكثر من مئة إصابة في اليوم، بعدما كانت الإصابات اليومية تقتصر على أقل من 10، ما يشير وبشكل جدي لوصول المتحور الجديد إلى البلاد.
وخلال تصريحات إعلامية، أكد عضو الفريق الاستشاري لوباء كورونا التابع للحكومة السورية، نبوغ العوا، بدء انتشار السلالة الجديدة لفيروس كورونا “دلتا” في سوريا. حيث يتسم هذا النوع من السلالات الجديدة لكورونا بالسرعة و العدوى الشديدة.
وخلال تصريحات لصحيفة “الوطن” أكد العوا، أن إصابات وصلت إلى المشافي في الأيام الماضية وتم التأكيد على أنها من “سلالة دلتا”، ولفت إلى أن الفيروس يتميز أنه يظهر في البداية على شكل إصابة صدرية لفترة، من دون أن يكون واضحا كإصابة فيروسية، ومن ثم تظهر أعراضه الأخرى على جسم المريض.
وأشار إلى أن عدداً كبيراً من المرضى يراجعون العيادات الخاصة، وغالباً ما تتم إعطائهم العلاج المطلوب، و الطلب منهم الالتزام بالبيوت واتخاذ إجراءات الوقاية، كما أن هناك عدد آخر يتم إدخالهم في العناية المشددة، وشدد المسؤول الحكومي على أن وصول هذه السلالة إلى سوريا كان بسبب المسافرين الواصلين من الخارج.
حالة تأهب.. ولا خطط لمواجهة الموجة الرابعة
ولم يتحدث المسؤول عن أي إجراءات يمكن للحكومة أن تتخذها في سبيل الحد من انتشار العدوى بين المواطنين، كما لم يتحدث عن أنه هناك أي دعم من قبل أي دولة لتزويد سوريا باللقاحات اللازمة. ما يعني بحسب متابعين أن الحكومة السورية ليس لديها أي خطة لمواجهة الموجة الرابعة “الأشد فتكاً” من سابقاتها، وأن ملايين السوريين باتوا في خطر في ظل عجز الحكومة و تجاهل المجتمع الدولي.
بدوه أكد وزير الصحة في الحكومة السورية، أنهم أصدروا تعميماً لكافة المديريات المشافي في المحافظات بضرورة التقيد التام بالإجراءات الوقائية، مشدداً على أن المديريات والمشافي أصبحت في حالة تأهب قصوى.
الصين تتعهد بالمساعدة.. والأوضاع في بعض المناطق مأساوي
وسبق أن أكدت الصين على أنها ستساعد سوريا بتأمين الاحتياجات اللازمة لمواجهة الموجة الرابعة من فيروس كورونا “دلتا”.
وأكد رئيس مجلس الدولة الصيني لى كه تشيانغ، أن بلاده تولي اهتماما كبيرا لعلاقاتها مع سوريا، واستعدادها لمواصلة توفير المساعدة بما يتوافق مع قدراتها في مكافحة فيروس كورونا. إلا أنه لم تصل أي مساعدات إلى البلاد حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وتعاني المناطق الخارطة عن سيطرة الحكومة السورية وخاصة “مناطق الإدارة الذاتية” من نقص كبير في الأدوات والمستلزمات لمواجهة فيروس كورونا، مع إعلان السلطات المحلية عن وصول “دلتا” للمنطقة، حيث تسجل المنطقة بشكل شبه يومي أكثر من 100 إصابة، وهي الأعداد التي يمكنها أن تجري لهم مسحات لكورونا، كون المادة التي يجري عن طريقها الفحص لم تعد تتوفر بالشكل المطلوب.
ويتم الحديث عن فرض حظر للتجوال مرة أخرى في مناطق شمال وشرق سوريا، كون لا طريقة أمام السلطات المحلية لإيقاف انتشار الوباء إلا “الحظر”، نظراً لعدم وجود لقاحات ولا مواد لازمة للوقاية وإجراء المسحات الطبية.
تحذيرات من تفشي أوسع في الشمال الغربي
منطقة الشمال الغربي، ورغم حصولها على لقاحات سابقاً، إلا أنه لم يتم الحديث عن أي حملات لتطعيم المواطنين في تلك المناطق، والذي يبلغ عددهم أكثر من 4 ملايين شخص. وسط تحذيرات من قبل مصادر طبية بتفشي كبير جراء عدم الالتزام وعدم الاكتراث من قبل الأهالي للحالة الصعبة التي وصلت إليها البلاد في ظل الموجة الرابعة من كورونا.
وهناك الكثير من الشكوك حول الإحصائيات الرسمية التي تقدمها الجهات المختلفة المسيطرة على الأراضي السورية، لأعداد الإصابات الكلية لكورونا، حيث تشدد تقارير إعلامية أن العدد الفعلي للمصابين في سوريا أكبر بكثير من المعلن عنه، مشيرة إلى أن الإصابات تخطت المليون والوفيات بعشرات الآلاف، وسط تكتم كبير حيال ذلك.
إعداد: رشا إسماعيل