أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل تعثر المفاوضات لليوم السادس توالياً في محافظة درعا بين اللجان المركزية في حوران والوفد الروسي، للحيلولة دون عملية عسكرية واسعة في المحافظة، بدأت وسائل الإعلامية الحكومية بالترويج لعملية عسكرية جديدة، واصفة الفصائل المسلحة المحلية “بالإرهابيين”.
كل من يعارض الحكومة بنظر وسائلها الإعلامية “عميل وإرهابي”
ولطالما نعتت وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية كل من يعارضها وحمل السلاح في وجهها “بالإرهابي” حتى لو كان من أبناء البلد، ودائماً ما تقول أن تلك الأطراف يحصلون على “دعم خارجي”، دون الأخذ بعين الاعتبار أن أبناء البلد حملوا السلاح للدفاع عن أمنهم وكرامتهم في وقت أصبحتا مهدورتين حتى من قوات بلادهم، والمجموعات الخارجية التي تساندها والتي تحمل حقداً كبيراً على السوريين المعارضين للحكومة، حيث أدت ممارسات تلك الجماعات لحمل أبناء سوريا للسلاح للدفاع عن أنفسهم.
تعثر المفاوضات ورفض شعبي .. والحكومة تصعد من جديد
وتعيش درعا على واقع مجهول ومستقبل غامض في ظل تمسك الحكومة السورية بالخيار العسكري، بعد تعثر المفاوضات لليوم السادس توالياً، بسبب “الشروط التعجيزية والمذلة” بحسب وصف المتحدث باسم اللجان المركزية في حوران، عدنان مسالمة، حيث تتواصل المفاوضات ولكن دون التوصل لأي حل يرضي اللجان و الوفد الروسي.
المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره، أن قوات الحكومة السورية نفذت قصفاً على الأحياء السكنية لمدينة درعا البلد من خلال قذائف الدبابات والهاون والرشاشات الثقيلة، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة بين الفصائل المحلية و قوات الحكومة على أطراف الأحياء المحاصرة في درعا، كما قصفت قوات الحكومة الطريق الواصل بين اليادودة وطفس قرب منطقة البحوث العلميه بقذائف المدفعية .
كما خرجت تظاهرات عدة في مناطق متفرقة من محافظة درعا، لدعم درعا البلد المحاصرة منذ أكثر من 50 يوماً، وسط رفض شعبي كبير للاقتراحات الروسية، التي تشابه تلك التي تقدمت بها الوفود الحكومية التي زارت المدينة، وهددت على لسان وزير الدفاع أنه إذا لم يقبلوا بها فإنهم “سيدمرون درعا”.
إعلام الحكومة تصف أبناء درعا “بالإرهابيين” وتروج لعملية عسكرية
بالتزامن مع ذلك، بدأت وسائل إعلام الحكومة تروج لعملية عسكرية، حيث قالت وكالة الأنباء الحكومية “سانا” أن تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى درعا، وذلك “لإخراجها من يد الإرهابيين” وإعادة الأمن والاستقرار إليها. حسب وصفها.
“سانا” تتهم فصائل المعارضة بدرعا “بالعمالة”
وألقت “سانا” باللوم على تعثر المفاوضات على الفصائل المحلية في درعا، واتهمت الفصائل “بالعمالة” لأنها تتلقى دعماً سياسياً من قبل الدول الغربية ومن العدو الإسرائيلي.
ولفتت “سانا” إلى وصول تعزيزات عسكرية جديدة للقوات الحكومية إلى المنطقة خلال الساعات الفائتة بهدف “إخراج الإرهابيين الرافضين للتسوية” حسب وصفها، من درعا البلد وطريق السد وتسليم كل أنواع الأسلحة التي بحوزتها.
منذ سيطرة الحكومة على درعا.. المحافظة لم تنعم بالهدوء والأمن
ولم تشهد محافظة درعا يوماً دون أن يكون هناك عملية اغتيال من قبل مسلحين مجهولين أو تفجير بسيارة مفخخة أو عبوة ناسفة منذ سيطرة قوات الحكومة السورية عليها بدعم عسكري روسي في صيف 2018، وذلك وسط تجاهل القوات الأمنية المتواجدة بالمحافظة لحالة الفلتان الأمني التي خيمت على المنطقة مدة 3 سنوات.
كما يلقي أهل درعا باللوم على قوات الحكومة بعدم تعاملها بجدية إزاء الفلتان الأمني، وأحياناً حملت القوات الأمنية المسؤولية عن “عمليات التصفية” بحق المعارضين وقادة الفصائل المحلية وإلصاق التهمة فيما بعد “بالمسلحين المجهولين”، حيث أن أغلب العمليات كانت تحصل بالقرب من المراكز والحواجز العسكرية وتحت أنظارهم دون تدخل.
وتعيش درعا أياماً عصيبة في ظل مخاوف شعبية من تكرار سيناريو صيف 2018، وشن قوات الحكومة السورية بدعم إيراني هذه المرة لعملية عسكرية على المحافظة، قد تؤدي إلى موجات نزوح كبيرة لدول الجوار وخاصة الأردن، التي سبق وأن عبرت عن مخاوفها من “سيطرة إيرانية” على المحافظة بعد حديث أهل درعا عن وجود “قوات إيرانية” في صفوف قوات الحكومة التي تهاجم درعا.
إعداد: علي إبراهيم