أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد محافظة درعا خلال الفترة الماضية تصعيدا عسكريا غير مسبوق بين قوات الحكومة والمجموعات المسلحة المعارضة يرافقه حصار على أحياء درعا البلد يفاقم الأوضاع الإنسانية سوءا وذلك بعد 3 سنوات من تسوية ومصالحة استثنائية برعاية روسية.
فوضى أمنية
فعلى الرغم من اتفاقية التسوية، وخلال 3 سنوات سادت الفوضى الأمنية على المشهد في درعا، من تفجيرات وعمليات إطلاق نار ضد قوات الحكومة أو اغتيالات طالت موالين أو معارضين سابقين أو حتى مدنيين يعملون لدى مؤسسات حكومية، في وقت انتشر السلاح في كل مكان، حيث تشهد المحافظة بين الحين والآخر منذ عام 2018 مواجهات بين قوات الحكومة والمقاتلين المعارضين، لتندلع في نهاية تموز/ يوليو الماضي في مناطق متفرقة من المحافظة بينها مدينة درعا مواجهات تعد “الأعنف” خلال السنوات الماضية وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي وثق مقتل 32 شخصا، بينهم 12 مدنيا و11 مقاتلا محليا و9 عناصر من قوات الحكومة.
ويُرجّح سكان وناشطون أن يكون أحد أسباب التصعيد العسكري سعي الحكومة إلى الانتقام من درعا التي لا يزال سكانها يخرجون في تظاهرات ضده، إذ يوجد في درعا البلد مطلوبون كثر للحكومة فضلاً أن الاغتيالات لم تهدأ ضد الموالين، حيث أن الحكومة تشترط خروج أصحاب أسماء معينة من المحافظة وإرسالهم إلى الشمال السوري.
رغبة إيرانية
وترى مصادر مطلعة، أن الإيرانيون لديهم رغبة بتعزيز نفوذهم أكثر في الجنوب لقربها من إسرائيل، وهم من يدفع قوات الحكومة والفرقة الرابعة بشكل خاص للمواجهة مع المسلحين المحليين في درعا، حيث يتواجد الإيرانيون بشكل واسع في جنوب سوريا، إلا أن تواجد روسيا في درعا يضبط نفوذهم.
كما تسعى روسيا إلى نشر “الفيلق الخامس” الذي يضم مقاتلين معارضين سابقين ف درعا البلد ولكن كل هذه المحاولات إلى الأن باءت بالفشل، حيث تستخدم موسكو سياسة نحن أو القوات الحكومية للضغط على سكان درعا البلد الذي يرفضون أن يسلّم المقاتلون أسلحتهم الخفيفة، ومن الواضح أن ما يحصل في درعا هو مثال واضح على التنافس بين الإيرانيين والروس على مناطق النفوذ في سوريا.
بالمقابل، تبقى المفاوضات المتواصلة معلقة النتائج والتي شهدت خلال الفترة الماضية تأجيلات متكررة يبدو انها تدل على عدم التوافق أو الاتفاق بين الحكومة وأهالي المحافظة حيث تصر القوات الحكومية ومن ورائها إيران على ما يبدو لتسليم المنطقة بشكل كامل دون وجود أي مظاهر مسلحة خارجة عن الطاعة أو السيطرة.
وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية تحدثت الأمم المتحدة عن بقاء طريق عبور واحد مشياً على الأقدام ما يعرض المدنيون لإجراءات تفتيش أمنية صارمة، كما أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن الخميس عن قلقه المتزايد بشأن التطورات في جنوب سوريا، قائلاً: إن ارتفاع وتيرة الأعمال العدائية تسبب فرار آلاف المدنيين، مشيرا إلى أن السكان يعانون من نقصٍ حاد في الوقود وغاز الطهي والمياه والخبز، بالإضافة إلى انعدام المساعدات الطبية اللازمة لمعالجة الجرحى ، واصفا الوضع بالخطير.
إعداد: يعقوب سليمان