دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

درعا تعيش أسوأ أيامها في ظل صراع روسي إيران.. ورفض شعبي لمطالب الحكومة “التعجيزية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تحظى التطورات الميدانية في الجنوب السوري باهتمام دولي وأممي، وسط تحذيرات من تصاعد العمليات العسكرية في تلك المناطق، واعتبارها احد أسباب انعدام الحلول السياسية في سوريا وتمسك أطراف الصراع بالعسكرة، يأتي ذلك في وقت أكدت الأمم المتحدة أن التصعيد العسكري في درعا أدى لنزوح الآلاف من منازلهم.

وتعيش محافظة درعا أسوأ فترة لها منذ صيف عام 2018، حينما شنت قوات الحكومة السورية بدعم روسي عملية عسكرية واسعة استعادة السيطرة على أغلب المحافظة، مع بقاء مناطق خارج سيطرتها اتفق المسلحون المحليون مع روسيا بالبقاء و عدم تسليم اسلحتهم.

رفض شعبي لمطالب الحكومة.. والحصار مازال مستمراً

يأتي ذلك في وقت لاتزال المفاوضات جارية بين قوات الحكومة السورية واهالي درعا و اللجان المركزية في حوران، لتجنب المنطقة عملية عسكرية واسعة، مع استمرار الحديث عن رفض وجهاء درعا لمطالب الحكومة “التعجيزية” والتي تنص على التهجير القسري و السيطرة على المحافظة بشكل كامل.

فيما تفرض قوات الحكومة السورية حصاراً خانقاً على منطقة درعا البلد منذ أكثر من 43 يوماً، وسط تنديدات شعبية بهذا الحصار ومطالبة بفكه فوراً، وإدخال مساعدات إنسانية إلى أكثر من 7 آلاف عائلة تعيش أوضاعاً مأساوية بسبب انعدام الخدمات و الخبز والمياه والكهرباء و خدمات طبية.

عشائر حوران ترفض التهديدات والتلويح بالتهجير الجماعي

وأصدرت عشائر حوران، بياناً استنكرت فيه الحشود العسكرية المتزايدة في درعا “تحت أي ذريعة كانت”، وندد البيان بالحصار الذي يطبق على أهالي درعا البلد وباقي المناطق المحاصرة، مؤكداً على رفض التهديد المستمر بالقتل والتدمير والاقتحام والتلويح بالتهجير الجماعي.

وطالب البيان فك أسر المحتجزين من الأهالي في المزارع المتاخمة لمدينة درعا، ووقف تمدد المجموعات المسلحة الموالية لإيران وحزب الله في الجنوب تحت أي مسمى.

وخلال الأيام الماضية فشلت جميع المفاوضات التي عقدت بين قوات الحكومة ولجان درعا المركزية برعاية روسية، واتهمت قوات الحكومة بخرق الاتفاقات السابقة جراء استمرار قصفها على مناطق في المحافظة، ومحاولة السيطرة عليها وفقاً لمصالح إيرانية.

“العودة” يرفض مطالب وزير الدفاع و يؤكد الجهوزية للحرب

قائد “اللواء الثامن” التابع “للفيلق الخامس” التابع لروسيا، أحمد العودة وصف مطالب وزير الدفاع العماد علي عبدالله أيوب بشأن درعا “بالهجومية”، وشدد على عدم تسليم السلاح وأن الحواجز ستبقى تحت سيطرة اللواء بناء على رغبة الأهالي، ولفت إلى أنه لا مانع في أن تكون الحواجز تحت سيطرة “الأمن العسكري” رافضاً أي وجود “للفرقة الرابعة” المدعومة من إيران، وأكد أنهم لن يتوانوا عن حماية أهل درعا البلد وباقي قرى حوران، وأن اللواء جاهز لمحاربة قوات الحكومة في حال أرادت الحرب.

روسيا لن تشارك في أي هجوم على درعا

فيما كشف قيادي في “الفيلق الخامس” أن الضابط الروسي “ألكسندر كينشاك” أكّد وقوف روسيا إلى جانب “العودة”، مع عدم تدخلها في حال حصول عملية عسكرية بين الطرفين، مردفاً أنّ قوات الحكومة بدون الغطاء الجوي الروسي غير قادر على اقتحام درعا البلد”.

ورأت أوساط سياسية عدة أن الجنوب السوري يشهد صراعاً روسيا إيرانياً بطريقة غير مباشرة، حيث تسعى إيران للتمدد في الجنوب عبر “الفرقة الرابعة”، فيما ترفض روسيا ذلك كون أي تواجد للقوات الإيرانية أو المجموعات الموالية لها في المنطقة سيعرضها لهجمات إسرائيلية، ناهيك عن وجود اتفاق أمريكي روسي إسرائيلي بعدم السماح لإيران بتثبيت موطأ قدم لها في درعا والمناطق الجنوبية السورية.

الأمم المتحدة: 18 ألف نازح بسبب التصعيد في درعا

بدورها دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر جراء التصعيد في درعا، والمأساة التي يعيشها المدنيون جراء العمليات العسكرية وقصف قوات الحكومة السورية لأحياء مدنية، والذي أدى بدوره لنزوح أكثر من 18 ألف مدني، فروا نتيجة العنف إلى المناطق المجاورة لدرعا البلد.

ودعت المفوضية السامية للاجئين في الأمم المتحدة، أطراف النزاع للالتزام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، ودعت لتنفيذ وقف إطلاق نار لتخفيف معاناة المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق.

إعداد: ربى نجار