أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد صدور تقارير من منظمات أممية تحذر من أشهر صعبة وخطيرة ستمر على سوريا، بدأ الحديث عن “موجة رابعة” من الإصابات جراء فيروس كورونا المستجد، وشهدت الأيام الماضية ارتفاعاً بعدد الإصابات المسجلة بالفيروس في مناطق عدة من البلاد، ما يشير إلى تصاعد المنحى الوبائي للفيروس.
وقبل يومين حذرت منظمتا الأغذية والزراعة “فاو” وبرنامج الغذاء العالمي التابعتين للأمم المتحدة، من أن سوريا ستشهد أشهراً صعبة قادمة، وركزت على عوامل عدة منها الوضع الاقتصادي و النزاعات المسلحة والمناخ وانتشار وباء كورونا.
بدروها أعلنت منظمة “الصحة العالمية” قبل أيام، أن نسخة فيروس كورونا المتطور “دلتا” أثارت ارتفاع عدد الإصابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأشارت المنظمة إلى أن هناك نقص في المعدات الطبية و اسطوانات الأوكسجين في عدة بلدان (من بينها سوريا)، وأشارت إلى أن نسب الإصابات بالفيروس بعد دخول النسخة المتحورة “دلتا” أصبحت أكثر من 55 بالمئة، والوفيات بـ15 بالمئة.
الإحصاءات تشير لتصاعد المنحى الوبائي.. ولا تحذير بعد
وتشير الإحصاءات التي تسجل من قبل السلطات الصحية التابعة للحكومة والإدارة الذاتية وتلك التي تتبع للمعارضة إلى زيادة الإصابات اليومية بالفيروس مقارنة بالأشهر الماضية.
“الملايين في سوريا سيكونون في خطر” في ظل الموجة الرابعة التي تصف بالسريعة، حيث تعاني البلاد من نقص حاد من المستلزمات الطبية واختبارات الكشف عن الفيروس، واسطوانات الأوكسجين، وكل ذلك وسط عدم تطبيق وتقيد بالإجراءات الصحية على الإطلاق من قبل السلطات المسؤولة و المواطنين، وذلك يجعل الفيروس ينتقل بشكل أسرع.
الأمم المتحدة حذرت من “موجة رابعة” في سوريا
وكالة الإغاثة والأمم المتحدة حذرتا في وقت سابق، من أن الموجة “السريعة والمتسارعة” من كورونا وحالات النقص في اللوازم الطبية في سوريا، تعرض حياة الملايين للخطر في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
وتشير المصادر إلى أنه على الرغم من أن حالات الوفاة في سوريا أقل من الكثير من البلدان في الشرق الأوسط وكذلك الإصابات، إلا أن جمع البيانات الموثوقة أمر شبه مستحيل، لذلك من الصعب أن تعتبر سوريا بلد ذو إصابة منخفضة من الفيروس، خاصة بعد نشر وسائل إعلامية دولية تقارير تفيد بإصابة أكثر من مليون ونصف من السوريين بالفيروس، والوفيات بعشرات الآلاف.
الحكومة لا تعليق.. والإدارة الذاتية تحذر من موجة رابعة
الحكومة السورية لم يصدر منها بعد أي تعليق على زيادة الإصابات اليومية من الفيروس، وسبق أن اتهمت أنها تتكتم عن الأرقام الحقيقية للإصابات والوفيات اليومية.
الإدارة الذاتية دقت ناقوس الخطر، حيث حذر “الرئيس المشترك لهيئة الصحة جوان مصطفى”، من اجتياح موجة رابعة لمناطق شمال وشرق سوريا بعد انتشارها في دول الجوار، داعياً إلى التقيد بالتدابير الوقائية، كما لم يستبعد المسؤول أن تكون “السلالة الجديدة” قد وصلت إلى سوريا.
حجر صحي على قرية بعفرين.. والإصابات تزداد في المخيمات
السلطات الصحية في مناطق المعارضة، لم تعلق على الإحصائيات اليومية للإصابات التي ارتفعت في الآونة الأخيرة، لكن في عفرين، فرضت الجهات الطبية حجراً صحياً على قرية “قوجمان” التابعة لناحية جنديرس، وذلك بعد تسجيل 30 إصابة بفيروس كورونا في القرية، تحسباً لأي انتشار أوسع.
وقال الدفاع المدني التابع للمعارضة، أن الإصابات بفيروس كورونا ارتفعت في مناطق شمال غرب البلاد، وخاصة في المخيمات والتي تكاد تنعدم فيها الخدمات الأساسية ويصعب تطبيق إجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي فيها.
ومع غياب الدعم الدولي و إيصال اللقاحات اللازمة بما يكفي لتطعيم الشعب السوري بشكل كامل، بات الملايين من السوريين اليوم يعيشون خطر الإصابة بالسلالة الجديدة والموجة الرابعة من فيروس كورونا، وما يزيد من خطورة الأمور تجاهل الشعب للإجراءات الاحترازية وعدم قناعته بأن الأمور من ناحية الوباء تتجه للأصعب.
إعداد: ربى نجار