دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع الأزمات التي تعيشها البلاد.. منظمات أممية تحذر من “خطر وأشهر صعبة” قادمة على سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تستمر فيه حالة التصعيد العسكري في جبهات عدة داخل سوريا، تواصل الأزمات الداخلية إلقاء ظلالها على حياة المواطن السوري، وسط تحذيرات أممية “بخطر جديد يهدد سوريا في الأشهر القليلة القادمة”، مع ارتفاع مستوى الجوع والفقر في البلاد، وسط عدم قدرة الحكومة حل هذه المعضلة وتفاقهما نتيجة غياب الحلول السياسية للأزمة.

سوريا بين تصعيد عسكري وأزمات داخلية

وتعيش البلاد حالة من التصعيد العسكري في المناطق الشمالية الغربية وتحديداً “خفض التصعيد”، إضافة للشمال الشرقي جراء القصف التركي وفصائل المعارضة المسلحة على قرى وبلدات آهلة بالسكان، وانضمت المنطقة الجنوبية وتحديداً محافظة درعا، للمشهد في الأيام الأخيرة، وسط تحذيرات من عودة المعارك كما كانت عليه في 2018، مع تعثر المفاوضات بين الحكومة السورية و لجان درعا المركزية، وتهديد بتدمير المنطقة.

وبعيداً عن العسكرة، يعيش السوريون نوعاً آخر من الأزمات، والتي تتجلى “بالأزمات الداخلية” على مستوى الاقتصاد والمعيشة، حيث عاد مشهد الطوابير التي تنتظر الخبز والمحروقات إلى الواجهة في الأيام الماضية، وسط أزمة كبيرة تعاني منها مناطق سيطرة الحكومة، وذلك بالتزامن مع تقرير أممي يحذر من “أشهر صعبة قادمة” ستعشيها البلاد.

وحذرت منظمتان أمميتان من خطر يهدد 23 منطقة حول العالم، من بينها سوريا، خلال الأشهر القليلة القادمة، ودعت إلى تحرك عاجل لإنقاذ تلك البلدان.

تحذير أممي من خطر يهدد سوريا خلال الأشهر القادمة

منظمتا الأغذية والزراعة “فاو” و برنامج الغذاء العالمي التابعتين للأمم المتحدة، صنفت سوريا كبلد ضمن 23 منطقة أخرى حول العالم ستشهد “انعدامًا في الأمن الغذائي خلال الـ 4 أشهر القادمة وارتفاعًا في معدلات الجوع”.

وسبق لتلك المنظمات أن حذرتا من الأوضاع الإنسانية المأساوية في سوريا، وأن هناك نحو 12 مليون إنسان بحاجة للمساعدات ويعانون من الانعدام الغذائي، بعد عقد من الزمن من بداية الحرب والازمة في البلاد، وسط غياب أي حلول جذرية للحكومة السورية تنهي معاناة السوريين.

انتشار الوباء .. والأزمات الاقتصادية

وخلال تقرير المنظمتين، أكدتا أن عدة عوامل تفيد بأن أشهراً ستمر على سوريا ستكون صعبة للغاية، ومن هذه العوامل أزمة انتشار فيروس كورونا، مع غياب خطة عامة لتطعيم اللقاحات للسوريين، وسط تقارير صحية تفيد بمعاودة ارتفاع حدة الإصابات اليومية جراء انتشار فيروس كورونا في كامل البلاد.

إضافة لذلك فإن أزمة الاقتصاد أيضاً تلقي بظلالها على البلاد، بعد الانهيار الشبه تام للعملة المحلية أمام العملات الصعبة، وخاصة الدولار، وسط انخفاض كبير في المستوى المعيشي للسوريين الذين بات مرتبهم الشهري لا يتجاوز الـ15 دولاراً، في ظل ارتفاع كبير وجنوني بالأسعار.

المناخ و النزاعات المسلحة

أزمة أخرى حذرت المنظمتان منها، وهي أزمة المناخ، حيث تعيش سوريا عاماً جافاً قلت فيه الأمطار، وبالتالي قلة المساحات المزروعة بالقمح والشعير، ما سيؤثر سلباً على أزمة الخبر المتفاقمة أصلاً في البلاد، وقلة المياه وخاصة في المناطق الشمالية، التي شهدت شتاءً شبه جاف ومعدلات هطول أمطار منخفضة للغاية، كما أن لقطع تركيا لمياه نهر الفرات عن الملايين من المدنيين في الشمال تأثير كبير على الزراعة والصناعة و الكهرباء حتى.

كما حذرت المنظمتان من النزاعات المسلحة المستمرة على الأراضي السورية، حيث تشهد منطقة خفض التصعيد شمال غرب البلاد، تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل قوات الحكومة وروسيا والمعارضة، وتتسبب هذه النزاعات بموجات نزوح كبيرة للمدنيين لمناطق أخرى وسط غياب دولي شبه تام لتقديم المساعدات.

والنزاع المسلح لا يقتصر فقط على الشمال الغربي، بل الشمال الشرقي أيضاً، حيث القصف التركي شبه اليومي على المناطق والقرى المدنية في المنطقة الممتدة من ريف الحسكة الشمالي والغربي وصولاً لريف مدينة منبج، هذا التصعيد يؤدي أيضاً لموجات نزوح، وسط غياب الدعم الدولي لمساندة المحتاجين.

كما أن التصعيد العسكري في محافظة درعا، يحذر من نزوح جديد للمدنيين باتجاه الأردن، ومع انقطاع المساعدات الإنسانية الأممية لتلك المناطق فإن أوضاعاً كارثية ستحل بالمدنيين في حال استمرار التصعيد العسكري.

تحذيرات من ارتفاع مستوى العيش تحت خط الفقر

وأكدت المنظمتان أن هذه العوامل المذكورة، ستؤدي إلى زيادة الازمات الداخلية في سوريا، إضافة إلى انعدام الأمن الغذائي للملايين من السوريين، وبالتالي فإن نسب أكبر من المدنيين سيعيشون تحت خط الفقر، الذي قارب الـ90 بالمئة من الشعب الباقي في البلاد.

وسبق أن حذرت تقارير أممية، أن دول الاتحاد الأوروبي قد تواجه موجات نزوح كبيرة جراء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في سوريا، وأوصت المجتمع الدولي بتظافر الجهود لإنهاء الأزمة والحرب في سوريا.

إعداد: علي إبراهيم