من المقرر أن يعمل المعبر الحدودي بين الأردن وسوريا بكامل طاقته اعتبارًا من 1 آب، بعد ما يقرب من 10 سنوات من الإغلاق الكامل والجزئي بسبب تصاعد العنف في سوريا ووباء فيروس كورونا.
أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفاريا مؤخرا أن معبر جابر نصيب سيعمل بكامل طاقته بعد استكمال جميع الترتيبات الفنية والإدارية مع الجانب السوري.
وقال الفاريا إن القرار جاء بعد توجيهات من رئيس الوزراء بشر الخصاونة عقب زيارته الميدانية للمعبر في 8 تموز.
وأضاف الوزير أنه سيتم تنفيذ مجموعة من الإجراءات الجديدة على المعبر الحدودي – الواقع على بعد 90 كيلومترًا شمال عمان – لزيادة حركة الركاب والبضائع بين الأردن وسوريا، بما في ذلك إلغاء بروتوكول الشحن.
وقال “هذا يعني أن الشاحنات السورية ستستمر في طريقها إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الأخرى دون الحاجة إلى وكيل شحن أردني”.
وأضاف الفاريا أنه سيتم زيادة عدد الوافدين عبر المعبر الحدودي وسيتم السماح لجميع الجنسيات بمغادرة الأردن عبر المعبر الحدودي دون موافقة مسبقة من وزارة الداخلية.
في نيسان 2015، أغلق الأردن معبره الحدودي مع سوريا بشكل كامل نتيجة تصاعد العنف في بلدة نصيب السورية الحدودية، والتي ورد أن الثوار السوريين ومقاتلين من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة استولوا عليها في ذلك الوقت.
مع استعادة القوات الحكومية السورية للمناطق الجنوبية ورفع العلم السوري فوق نصيب، أعاد الأردن فتح المعبر مع سوريا في تشرين الأول 2018، ولكن جزئيًا فقط، ولعدد محدود من الركاب وحركة الشحن.
وبعد مخاوف من أن يصبح المعبر وسيلة لانتشار فيروس كورونا، أغلقت السلطات الأردنية البوابة الوحيدة للبلاد إلى سوريا في آب 2020 ثم أعادت فتحها بعد فترة وجيزة، ولكن أيضًا بقدرة محدودة.
معبر نصيب هو المعبر الوحيد العامل بين الأردن وسوريا ويعتبر شريانًا اقتصاديًا حيويًا للتجار والتجار الأردنيين والسوريين واللبنانيين.
وقال المحلل الاستراتيجي عامر صبيلة إن “اقتراب الأردن” من سوريا له علاقة بإحباط عمان من تقاعس المجتمع الدولي عن سوريا وفشلها في حل الأزمة المستمرة.
واضاف “بعد 10 سنوات من الأزمة، لا أحد يقدم حلولاً للصراع السوري، وهذا يضع مزيدًا من الضغط على الأردن للبدء على الأقل في استكشاف فرص جديدة لوضع حد لهذه الأزمة، لأنها الأكثر تضررًا من عواقبها المستمرة”.
وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعيش في الأردن حوالي 650 ألف لاجئ سوري مسجل.
وردا على سؤال حول ما إذا كان النشاط الأردني الناشئ بشأن سوريا قد تمت الموافقة عليه من قبل الولايات المتحدة بعد زيارة الملك عبد الله لواشنطن، قال صبيلة: “كانت هذه المحاولة قبل زيارته للولايات المتحدة، لكن النشاط أصبح أكثر نشاطًا بعد عودته إلى الوطن. إذا لم يكن هناك ضوء أخضر من الولايات المتحدة، على الأقل لم يكن هناك رفض”.
وأشاد المعلق السياسي شفيق عبيدات بقرار الأردن إعادة فتح المعبر الحدودي مع سوريا ووصفه بأنه قرار “حكيم وتاريخي” ويعكس “العلاقات الأخوية” بين عمان ودمشق.
وقال عبيدات إن إعادة فتح معبر جابر الحدودي مع سوريا يتماشى مع “الموقف الأردني غير المتغير” بشأن سوريا، والذي قال إنه كان على الدوام يروج لحل سياسي شامل للصراع المستمر هناك.
ووصف عبيدات سوريا بأنها “بوابة الأردن الشمالية” إلى العالم، وقال إن إعادة فتح المعبر الحدودي بكامل طاقته سيولد مساهمات “لا حصر لها” لتعزيز التجارة الثنائية وزيادة الصادرات الأردنية إلى سوريا ولبنان وأوروبا الشرقية.
المصدر: صحيفة العرب نيوز السعودية
ترجمة: أوغاريت بوست