دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

درعا تعيش شبح حرب جديدة.. و”الفرقة الرابعة” تنقلب على الاتفاق مع “اللجان المركزية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعيش محافظة درعا على صفيح ساخن هذه الأيام، وسط غموض عن مستقبل المحافظة وأبنائها، في ظل تصعيد قوات الحكومة السورية، بعد اتفاق جرى مع اللجان المركزية والذي من المفترض أنه جاء لتجنيب المنطقة عمل عسكري.

جاء لتجنب الحرب.. “اتفاق لم يصمد طويلاً”

وهددت قوات الحكومة سابقاً، باجتياح درعا البلد، في حال عدم الموافقة على مطالبها التي تقضي بتسليم المطلوبين في درعا البلد أو تهجيرهم للشمال السوري، وإنشاء 4 نقاط عسكرية دائمة في المنطقة ومحيطها.

وقبل أيام اتفقت “اللجنة المركزية في درعا” مع قوات الحكومة، ويقضي الاتفاق على “إنهاء الحل العسكري في درعا البلد، وتسوية أوضاع 50 اسمًا مع تسليم أسلحتهم، إضافة إلى إنشاء نقاط عسكرية لقوات الحكومة السورية في كل من المسلخ والبريد”.

الاتفاق لم يصمد طويلاً، حيث قصفت قوات الحكومة السورية، صباح الثلاثاء، مناطق في درعا البلد، بقذائف الهاون، وسط حالة من الذعر الكبير بين الأهالي، الذين نزحوا لأماكن أخرى قريبة، سيراً على الأقدام خوفاً من أي تصعيد عسكري. وجاء ذلك بعد أن توجهت تعزيزات عسكرية ضخمة “للفرقة الرابعة” من دمشق إلى درعا، في خطوة اعتبرتها أوساط شعبية أنها “تمهد للتصعيد ونقض الاتفاق”.

قصف بري وحشودات عسكرية.. و “درعا البلد محاصرة بالكامل”

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القصف الحكومي طال محيط طريق السد ومنطقة البحار، وأشار أن “مصدرها الفرقة الرابعة التي تقوم بحشد قوات بمحيط درعا البلد”، وأشار المرصد بأن قوات الفرقة الرابعة “أطلقت النار بشكل عشوائي باتجاه المزارع المحيطة في درعا البلد، مما أدى إلى إصابة اثنين من المدنيين.

مصادر خاصة من درعا البلد، كشفت لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن الأوضاع متوترة للغاية في المنطقة، حيث أنها محاصرة بالكامل من قبل “الفرقة الرابعة”، واستقدمت الأخيرة تعزيزات عسكرية جديدة من جنود و دبابات وعربات.

وأكدت المصادر، أن “الفرقة الرابعة” حاولت اقتحام المنطقة صباح الثلاثاء، وتزامن ذلك مع استهداف احياءها بالقذائف الصاروخية، وأشارت إلى أن بعض الشبان والمسلحين الموجودين في المنطقة أطلقوا الرصاص على القوات المقتحمة لمنع تقدمها أكثر، ولفت إلى أنهم داهموا وعفشوا بمنازل المدنيين شرق درعا البلد.

ضوء أخضر روسي.. والفرقة الرابعة تنقلب على الاتفاق

وألقت المصادر باللوم على روسيا، متهمين إياها بإعطاء الضوء الأخضر “للفرقة الرابعة” باجتياح المنطقة والسيطرة عليها، كونها من البقع الجغرافية في درعا الخارجة عن سيطرة الحكومة.

موقع “تجمع أحرار حوران” أكد بدوره، أنه كان من المفترض بحسب الاتفاق بين “اللجنة المركزية” و الحكومة، أن تدخل “الفرقة 15″ وتنشئ نقاطا في مناطق محددة، حيث فوجئ الأهالي في درعا البلد بمداهمة قوات تابعة لـ”الفرقة الرابعة” منازلهم وسرقتها. ما أدى للرد عليهم، وقالوا أن “الفرقة الرابعة” انقلبت على الاتفاق.

“اللجان المركزية” ترفض مطالب الحكومة وتتأهب لأي تصعيد

وبعد ما اعتبرته “انقلاباً على الاتفاق”، رفضت “اللجان المركزية” المشكلة في كل من درعا البلد وريفي درعا الشرقي والغربي، مطالب قوات الحكومة في عملية التهجير القسري لأشخاص معينين، إضافة لتواجد حواجز ومفارز عسكرية في درعا البلد، وسط استعدادات لأي عمل عسكري.

وتنقسم الأحياء في مدينة درعا إلى قسمين، الأول “درعا المحطة” خاضع لسيطرة الحكومة، والثاني “درعا البلد” خارجة عن سيطرته، وذلك منذ بدء الأزمة في سوريا عام 2011.

وتعيش المحافظة، شبح الحرب الذي شهدته في 2018، حين قامت قوات الحكومة السورية بدعم روسي بمهاجمة المحافظة، والسيطرة على مساحات واسعة منها بعد أيام من قصف عنيف براً وجواً، وفق اتفاقات “مصالحة وتسويات” أدت فيما بعد لتهجير من رفض تلك الاتفاقات إلى الشمال السوري.

إعداد: رشا إسماعيل