دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“لا تشمل أهداف إيران العسكرية”.. موسكو تصعد ضد إسرائيل وتلمح لإغلاق المجال الجوي السوري

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن اتُهمت “بالتواطؤ” مع إسرائيل وإعطاء إحداثيات للمواقع العسكرية الإيرانية في سوريا واللهجة الخجولة في الرد على الهجمات الإسرائيلية، صعدت روسيا أخيراً من تصريحاتها ضد الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي تطال نقاطاً عسكرية ومواقع للقوات الإيرانية وأخرى تشترك فيها الأخيرة مع قوات الحكومة السورية.

ودخل التصعيد الإسرائيلي الإيراني والصراع بينهما على الأراضي السورية عامه الرابع، حيث بدأت إسرائيل منذ 2018، مساعيها لطرد إيران وقواتها العسكرية من سوريا أو ما تسميه “الحدود الشمالية”، وشهد العام الجاري هجمات إسرائيلية متعددة طالت قواعد القوات الإيرانية تحت مرأى أنظمة الدفاع الروسية، التي من المفترض أنها تتصدى للأنظمة العسكرية الإسرائيلية أمريكية الصنع.

موسكو تلمح لإغلاق المجال الجوي السوري أمام إسرائيل

وبدأت روسيا تصعد من لهجتها ضد هجمات إسرائيل على سوريا، حيث لمحت بإغلاق الأجواء السورية أمام الطائرات الإسرائيلية، لوقف “الاعتداءات المتواصلة على السيادة السورية”، حيث حمل بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية، لهجة حادة لإسرائيل تعكس تطوراً في تعاطي موسكو مع هذا الملف، وذلك بعد الهجومين الإسرائيليين الأخيرين الذين طالا “مركز البحوث العملية ومعامل الدفاع” في منطقة السفيرة بحلب، وآخر طال نقاط عسكرية للقوات الإيرانية في مدينة القصير بريف حمص وسط البلاد.

وقالت الوزارة أن الدفاعات الجوية السورية استطاعت إسقاط كل الصواريخ التي طالت الأهداف المذكورة، حيث أطلقت تلك الصواريخ من طائرات إف-16 الأمريكية الصنع. وهذا التصريح يدل على إمكانية تدخل روسي في عملية التصدي هذه المرة للأهداف المعادية.

لقاء بايدن وبوتين وراء الموقف الروسي الجديد

صحيفة الشرق الأوسط نقلت عن “مصدر روسي مطلع” (لم تسمه)، أن “هذا له علاقة مباشرة بالمحادثات التي انطلقت مع الولايات المتحدة في أعقاب القمة الأولى التي جمعت الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن الشهر الماضي”، وأوضح أن “موسكو كانت تحسب ردات فعلها في السابق لأن تل أبيب تنسق كل تحركاتها مع واشنطن، في حين أن قنوات الاتصال الروسية مع واشنطن كانت مقطوعة، وبدا من الاتصالات الجارية مع الجانب الأميركي حاليا، أن موسكو حصلت على تأكيد بأن واشنطن لا ترحب بالغارات الإسرائيلية المتواصلة”.

وبحسب المصدر الروسي المطلع، فإن هذا هو السبب وراء تصعيد موسكو للهجتها ضد إسرائيل و هجماتها على سوريا، وأشار إلى أن الإسرائيليين شعروا أن صواريخهم دمرت بالفعل و أنظمة الدفاعات الجوية تم تفعيلها، وهذا بحد ذاته يعي “تغيير في آليات التعامل مع الهجمات الإسرائيلية من قبل روسيا”.

أنظمة دفاعية جديدة قد تحد من حرية تحركات إسرائيل

وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن تزويد قوات الحكومة السورية بأنظمة دفاعات جوية متطورة، وأشارت إلى أن هذا التعزيز سيشرف عليها ضباط وخبراء روس بشكل مباشر. وهو ما يرجح أن الصواريخ الإسرائيلية التي تم إسقاطها تمت من قبل خبراء و ضباط روس من الأنظمة الجديدة.

وسابقاً كانت الطائرات الإسرائيلية تدخل المجال الجوي السوري، لا بل كانت تذهب لأجواء بعيدة عن إسرائيل وتنفذ غارات جوية على مواقع للقوات الحكومية وإيرانية وعاودت تل أبيب هذه العمليات كثيراً خلال السنوات الماضية، ما وضع تساؤلات عدة حول عدم تشغيل أنظمة الدفاع الجوي في سوريا والصمت الروسي حيالها.

“شريان حيوي”.. والتدخل الروسي لن يشمل المواقع الإيرانية !

ويقول المصدر الروسي المطلع، أن التحرك الروسي قد لا يشمل كل الأهداف العسكرية على الأراضي السورية، مرجحاً أن تتحرك موسكو عندما تنوي تل أبيب استهداف قواعد للقوات الحكومية فقط، ولا تتدخل عندما يكون المستهدف إيران.

وبالتزامن مع الرسائل الروسية شديدة اللهجة لإسرائيل، كشفت مصادر أمريكية نقلتها وسائل إعلامية، أن الضربات الجوية الإسرائيلية ستستمر في سوريا وبضوء أخضر أمريكي، وأشارت إلى أن هذه الغارات ستطال خلال وقت قريب “طريق مواصلات يعتبر شرياناً لإيران وهو طريق دمشق طهران مروراً بالعراق”.

وبحسب تلك المصادر فإن روسيا والولايات المتحدة “ترغبان بإنهاء الدور الإيراني والصيني في المنطقة”، إذ إن الصين بدأت بالتغلغل في المنطقة من البوابة الإيرانية. وهو ما يوافق تماماً ترجيح المصدر الروسي الذي تحدث “للشرق الأوسط” أن روسيا ستتدخل في حال كانت تل أبيب تنوي استهداف قوات الحكومة وليس إيران.

إعداد: ربى نجار