أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال المحادثات جارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بشان إقامة منطقة آمنة في مناطق شمال وشرق سوريا، في ظل فشل المفاوضات السابقة، وعدم الاتفاق على شكل المنطقة وعمقها إضافة إلى التي ستسيطر أو ستشرف عليها.
المنطقة الآمنة ستفتح الباب أمام “إبادات جماعية”.. وتركيا تشدد على إقامتها
ويتخوف سكان مناطق شمال وشرق سوريا، من أن تفتح المنطقة الآمنة الباب أمام إبادات جماعية جديدة بحق الأقليات كالمسيحيين والأكراد.
مراقبون تساءلوا عن مدى جدية عزم تركيا على إقامة منطقة آمنة في تلك المناطق بعدم موافقة الولايات المتحدة عليها، خصوصاً وأن الأخيرة لديها قوات وقواعد عسكرية فضلاً عن إنشاءها لقواعد ونقاط مراقبة جديدة لها في المنقطة.
وخلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، قال خلوصي أكار وزير الدفاع التركي، “إن بلاده ستضطر لإنشاء منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا بمفردها، حال عدم التوصل لتفاهم مشترك مع الولايات المتحدة”، مشدداً على سحب كل الأسلحة الثقيلة التي زودها التحالف الدولي لقوات سوريا الديمقراطية، وإبعادها عن الحدود مسافة 20 إلى 30 كم.
وفي السياق ذاته أكد مجلس الأمن القومي التركي تصميم أنقرة على إقامة “ممر سلام” بسوريا، في إشارة إلى المنطقة الآمنة، وقال مجلس الأمن التركي، “نؤكد تصميمنا بخصوص بذل كافة الجهود من أجل إقامة ممر سلام في إطار ضمان أمن حدودنا”.
وفي الجهة المقابلة، سبق لواشنطن أن اقترحت على أنقرة خلال الأيام الماضية إقامة منطقة آمنة على حدودها مع سوريا بعمق 5 كيلومترات، وتوكيل مهمة الإشراف عليها لقوات أجنبية ومحلية، وإبعاد قوات قسد عن الحدود وسحب السلاح الثقيل للمسافة المذكورة، إضافة إلى احتفاظ قسد ببعض الأسلحة المقدمة من قبل التحالف لأجل استمرار الحرب على داعش وحفظ اللأمن والاستقرار في تلك المناطق، لكن أنقرة رفضت المقترحات بحجة “أنها لا تعالج” مخاوفها الأمنية القومية.
المنطقة الآمنة ستفشل بدون توافق أمريكي روسي
أوساط سياسية أكدت أن مساعي أنقرة بتشكيل هذه المنطقة لوحدها دون موافقة أمريكية روسية “لن تتكلل بالنجاح”، وهذه الضغوطات التي تمارسها على واشنطن هي “لتحقيق مكاسب لها في سوريا”.
وتضيف الأوساط السياسية، ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن قسد، أولاً لأنها حليف “موثوق به” في الحرب ضد داعش، وثانياً والأهم لأنه “يشكل أحد الدعائم الرئيسية لمنع عودة التنظيم من جديد لسوريا”.
وبهذا الصدد قال رئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا فراس قصاص لأوغاريت بوست، “استبعد بشكل كبير بل انفي اي احتمالية لان تعطي الولايات المتحدة ضوءً اخضر لتركيا كي تشن عدواناً على شمال و شرق سوريا، فليس ثمة اسباب لدى الولايات المتحدة الامريكية كي تسمح لتركيا بأن تهاجم حلفاءها الذين الحقوا بداعش هزيمة نكراء، وقدموا خدمات للإنسانية وللشعب الأمريكي والمجتمع الدولي”.
موافقة واشنطن على أي “عدوان تركي” سيقوض مصداقيتها أمام المجتمع الدولي
وتابع قصاص، “ناهيكم ان الولايات المتحدة اذا سمحت بمثل هذا العدوان أن يحدث لن يقوض ذلك مصداقيتها امام المجتمع الدولي فقط، و انما سيخرجها من المعادلة السورية ويهمش موقفها و ارادتها في الحل السوري”.
معتبراً أن واشنطن لا يمكنها أن تغامر بمكانتها ومصداقيتها في العالم كقوة عظمى الى هذا الحد، “ولا يمكنها ايضا ان توفر لداعش بيئة انتعاش جديدة ستتشكل لا مناص، بمجرد ما تنحسر بيئة التسامح الثقافي والديني و الاثني، بيئة الديمقراطية و المجتمع الديمقراطي التي ارست لها تجربة الادارة الذاتية الديمقراطية طول السنوات السابقة “.
دفاع وجودي شامل ومدمر
وأردف قصاص، واذا “بادرت تركيا منفردة دون ضوء اخضر امريكي واعتدت على منطقة شمال وشرق سوريا، فهي و الحال هذه تتخلى عن اية عقلانية سياسية وسيكلفها كثيراً وغالياً، ليس بسبب وجود قوات عسكرية امريكية و قوى من التحالف على الارض و سيطرة الاخير على المجال الجوي للمنطقة فحسب، بل بسبب ما ستلقاه من دفاع وجودي شامل ومدمر من قبل قوات سوريا الديمقراطية ومعها كافة مكونات المنطقة”.
إعداد: علي إبراهيم