دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

عبر “شركات أمنية”.. تركيا تتجهز لإرسال مقاتلين سوريين موالين لها إلى أفغانستان قريباً

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وجهة جديدة اختارتها تركيا للفصائل والمسلحين الموالين لها للسفر مقابل إغرائهم بالأموال، مستغلة الفقر الكبير والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد جراء استمرار الصراع على السلطة منذ أكثر من عقد من الزمن.

في ظل رفض “طالبان” أنقرة تستغل الانسحاب الأجنبي لبسط النفوذ

وتنوي هذه المرة أنقرة، إرسال المسلحين الموالين لها إلى أفغانستان، وذلك بعد أن أرسلوا للقتال في ليبيا و إقليم آرتساخ “قره باغ”، ومشاركتهم للقتال مع الأتراك في بلدهم سوريا، إضافة إلى تقارير تحدثت عن مشاركتهم في المعارك في إقليم كردستان العراق.

ومع انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية، وقرب هذه العمليات من نهايتها، بدأت الساحة تخلو لتركيا في أفغانستان، حيث تنوي تركيا البقاء في تلك البلاد، وتشغيل مطار العاصمة كابول، على الرغم من إعلان حركة “طالبان” رفضها القاطع لتواجد القوات التركية أو سواها في أفغانستان بعد رحيل كل القوات الأجنبية، وهذا يزيد احتمال التصادم العسكري بين الطرفين.

فتح مكاتب في عفرين والبدء بتسجيل أسماء الراغبين بالسفر

مصادر خاصة كشفت لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية عن فتح الفصائل الموالية لتركيا مكاتب لها في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية شمال حلب، لتسجيل أسماء الراغبين بالسفر إلى أفغانستان.

وأكدت المصادر الخاصة، أن الفصائل الموالية لتركيا كل منها على حدى افتتحت 13 مكتباً لتجنيد المقاتلين لإرسالهم إلى أفغانستان، حيث بدأت عملية تسجيل الأسماء في المكاتب، ويتم تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى كابول، ووعدت قيادات الفصائل الراغبين بتسجيل أسمائهم للسفر إلى أفغانستان، بمرتب شهري يبلغ 1200 دولار أمريكي، وليس كما تم تداوله في أوقات سابقة بأن المرتب الشهري يبلغ 3 آلاف دولار أمريكي.

الاستخبارات التركية طلبت تجهيز ألفي عنصر “كدفعة أولى”

تقارير إعلامية سبق وأن كشفت عن أن تركيا تنوي إرسال ألفي عنصر من الفصائل والمسلحين الموالين لها إلى أفغانستان، وفي تقرير لمركز “الفرات”، كشف أنه “بتاريخ 24 حزيران/يونيو، عقد اجتماع في منطقة حوار كلس بتركيا، بين ضباط في جهاز الاستخبارات التركية وقيادات فصائل المعارضة السورية للتحضير لإرسال المسلحين إلى أفغانستان”.

وبحسب المركز الإعلامي، فقد حضر الاجتماع قيادات من الفصائل التالية أسمائهم:

سيف أبو بكر قائد فرقة الحمزات – فهيم عيسى قائد فرقة السلطان مراد (المتهمة بارتكاب جرائم في المناطق التي شاركت بالقتال فيها) – حسين خيري من لواء صقور الشمال – محمد الجاسم الملقب “بأبو عمشة” قائد لواء سليمان شاه  – ياسر عبد الرحيم قائد فيلق المجد – ثائر معروف قائد لواء سمرقند.

وطلبت تركيا من قيادات الفصائل المذكورة أسمائهم، ضرورة تجهيز قوائم تضم أسماء لألفي عنصر للذهاب “كدفعة أولى” إلى أفغانستان، وأشارت المصادر إلى أن الفصائل طلبوا مقابل ذلك راتب شهري 3 آلاف دولار أمريكي، إلا أن تركيا اعتبرت أن المبلغ كبير جداً، ووعدت بدراسته. فيما تم الكشف من قبل مصادرنا أن المبلغ سيكون 1200 دولار أمريكي، أي أقل من نصف ما طلبته القيادات.

بعقود رسمية مع “شركات أمنية تركية” لماذا ؟

مصادر شبكتنا، أكدت أن هؤلاء سيسافرون إلى أفغانستان عبر عقود رسمية مع “شركات أمنية تركية”، وذلك في خطوة تختلف عن سابقاتها عند مشاركتهم في القتال بليبيا و إقليم آرتساخ، وأشاروا إلى أن المراد من ذلك، تجنب تركيا لأي تصعيد دولي ضدها، وإمكانية إدراج هؤلاء على قوائم الإرهاب، كونهم يغذون الصراعات في دول العالم.

وشددت المصادر على أن تركيا ستطلق إعلامياً وسياسياً لقب “حراس شركات أمنية” على المقاتلين الموالين لها في أفغانستان، لإضفاء صفة “الشرعية” عليهم، ولفتوا إلى أن القيادات قالت لمسلحيها، أن الهدف ليس “قتال طالبان بل حماية مطار كابول”.

هل ستتصادم تركيا و “طالبان” في أفغانستان ؟

وسبق أن عرضت تركيا خلال اجتماع لدول حلف شمال الأطلسي “الناتو” الشهر الماضي، تأمين مطار العاصمة الأفغانية كابول، بعد الانسحاب الاجنبي، خطوة رحبت بها بعض الدول إلا أنها لم تقدم أي وعود لتركيا بدعمها في تلك البلاد.

وأعلنت حركة “طالبان” عن رفضها لبقاء أي من القوات الأجنبية بما فيها تركيا في أفغانستان، ومن شأن هذه الخطوة التركية، تصعيد الأوضاع في تلك البلاد، واحتمال حدوث تصادمات عسكرية بين “طالبان” و الفصائل السورية الموالية لتركيا.

وقالت المصادر الخاصة لشبكة “أوغاريت بوست”، أنه من المرجح بدء عمليات نقل المقاتلين السوريين، من قبل الاستخبارات التركية، في شهر أيلول/سبتمبر، وهو الموعد المفترض للانسحاب الكامل للقوات الأجنبية.

إعداد: علي إبراهيم