أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت سابق من الشهر الجاري، فاجأت إدارة الرئيس جو بايدن العالم، بإدراج حليف وشريك في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بقائمة “الإتجار بالبشر لعام 2021″، حيث تضمن التقرير السنوي للخارجية الأمريكية، أسم تركيا في قائمة الدول التي تجند الأطفال في المعارك والنزاعات المسلحة بسبب دعمها لفصيل “فرقة السلطان مراد” المنضوي تحت سقف “الجيش الوطني السوري” الموالي لأنقرة.
رفض تركي للتقرير الأمريكي .. “هذا نفاق”
التقرير الأمريكي قوبل برفض تركي كبير، و سلط الضوء على خلافات كبيرة بين إدارة الرئيس جو بايدن وتركيا، الذي سبق وأن وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “بالمستبد”، ووصفت وزارة الخارجية التركية خلال بيان لها حينها القرار الأمريكي “بالنفاق و وازدواجية المعايير”.
وبررت الولايات المتحدة قرارها في ذاك الوقت بقولها، إن “تركيا تقدم دعما ملموسا لفرقة السلطان مراد في سوريا، وعمليات التجنيد للقتال خارج البلاد.
“السلطان مراد” اسم ارتبط بتجنيد الأطفال و جرائم وانتهاكات في سوريا وغيرها
وربط أسم فرقة “السلطان مراد” الموالية لتركيا، بتجنيد المسلحين سواءً من الفصائل أو من المدنيين ومن بينهم أكثر من 350 طفل أرسلوا للقتال في ليبيا مقابل مبالغ مالية لم تتجاوز الـ1500 دولار أمريكي، بحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فمن هي فرقة “السلطان مراد”.
من هي فرقة “السلطان مراد” ؟
تعد فرقة “السلطان مراد” السورية التي أطلقت على نفسها “لقباً عثمانياً”، من أبرز التشكيلات العسكرية المقاتلة في سوريا إلى جانب القوات التركية، وهي متهمة بارتكاب العديد من الجرائم والانتهاكات في شمال وشرق سوريا وليبيا وأذربيجان، وتتكون من “مقاتلين تركمان”.
وتأسست الفرقة أواخر شهر آذار/مارس 2021، حيث كان تحالف ما بين أكثر من 13 جماعة مسلحة تركمانية، قالت أن هدفها “قتال الحكومة السورية”، وفي بداياتها كانت “السلطان مراد” تحوي لكل فصيل قائد عسكري، إلا أن ذلك تغير فيما بعد ليستلم المدعو “فهيم عيسى” والذي كان يعمل “صانع أحذية” في مدينة حلب قيادتها، قبل الأزمة السورية.
وحصلت الفرقة على دعم تركي كبير، كون مقاتليه من أصول عرقية تركمانية، وهذه من الأسباب التي جعلت الفصيل أكثر نشاطاً و تسليحاً وقوة من باقي الفصائل الموالية لتركيا ضمن “الجيش الوطني”، وهي تتحكم بإرسال المقاتلين السوريين إلى الخارج للقتال إلى جانب القوات التركية في النزاعات المسلحة التي اندلعت في ليبيا و أذربيجان، وسط الحديث عن نقلها إلى إقليم كردستان العراق لقتال حزب العمال الكردستاني مع القوات التركية.
دور “السلطان مراد” في تغيير ديمغرافية سوريا وتجنيد الأطفال
كما للفرقة دور كبير في تغيير التركيبة السكانية في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية شمال سوريا، حيث عمدت الفرقة إلى طرد وتهجير السكان الأصليين من مناطقهم بغية جلب عوائل مقاتليها “التركمان” و توطينهم في منازل المهجرين، وهذا ما أكده ناشطون لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية.
كما أصدرت منظمة “سوريون من أجل العدالة” تقريراً مفصلاً عن ممارسات “فرقة السلطان مراد” بتجنيد الأطفال ومن هم تحت السن القانونية للقتال إلى جانب المسلحين خارج سوريا، وأشارت المنظمة في تقريرها الذي صدر قبل تقرير الخارجية الأمريكية بنحو شهر، أن الفرقة جندت أكثر من 21 طفلاً دون السن الـ18، ويحصل هؤلاء الأطفال الفقراء على مرتبات شهرية تبلغ 500 ليرة تركية أو ما يعادل 60 دولاراً شهرياً.
وأكدت المنظمة السورية أن المهام الموكلة للأطفال القصر، لم تفرق بين كبير أو صغير أو ما إذا كان باستطاعة الأطفال القيام بها أم لا.
لجنة دولية اتهمت “السلطان مراد” بارتكاب جرائم ضد الأكراد السوريين
كما سبق وأن اتهمت “لجنة التحقيق الدولية الخاصة” بالجرائم المرتكبة في سوريا، أن الفرقة تورطت مع مسلحيها بجرائم ضد الأكراد السوريين في شمال وشرق البلاد، خلال الهجمات التركية السابقة و سيطرتها على مناطقهم، إضافة إلى نسب جرائم حصلت في ليبيا وأذربيجان “للسلطان مراد”.
ويعتبر تجنيد الأطفال بحسب القانون الدولي، جريمة حرب، ومن الضروري معاقبة الجهات التي تقوم بها سواءً كانت دول أم تشكيلات عسكرية
هل تصنف واشنطن “السلطان مراد” ضمن قائمة “الإرهاب” ؟
ويعني التصنيف الأمريكي بإدراج تركيا و “السلطان مراد” على قائمة تجنيد الأطفال، فقدان تركيا للكثير من المساعدة العسكرية الأميركية، ومن المرجح بحسب تقارير إعلامية أمريكية أن تقوم واشنطن بإدراج فصيل “السلطان مراد” على القوائم السوداء لديها أي “قائمة الإرهاب”. فهل ستفعلها الولايات المتحدة أم أنها ستكتفي بخطوتها السابقة ؟.
إعداد: علي إبراهيم