توافق أمريكي روسي يسمح لمجلس الأمن بتمديد إيصال المساعدات لسوريا.. وجهود مشتركة لحل الأزمة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وافق مجلس الأمن بعد شد وجذب استمر شهر تقريباً، على آلية تمديد إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، لمدة 12 شهراً، جاء ذلك بالتزامن مع اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي والروسي حول الملف السوري و التسوية السياسية في البلاد.

توافق أمريكي روسي ينهي المعركة الدبلوماسية بمجلس الأمن

وأعدت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا و إيرلندا و النرويج، مشروع القرار الذي طرح للتصويت على مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، ونص على تمديد عمل معبر “باب الهوى” فقط على الحدود السورية التركية لـ12 شهرا إضافيا شريطة أن يعرض الأمين العام للأمم المتحدة بعد مرور 6 أشهر تقريرا حول عمل آلية نقل المساعدات الإنسانية.

التعنت الروسي يقصي معبر اليعربية من المشروع الأممي

وكان من المزمع أيضاً أن يتم فتح معبر “اليعربية/تل كوجر” في شمال وشرق سوريا مع العراق، إلا أن روسيا رفضت ذلك، و بسبب التعنت الروسي تم إلغاء بند “فتح تل كوجر” أمام المساعدات الإنسانية، حيث يعتمد أكثر من 5 ملايين شخص في تلك المناطق على هذه المساعدات، التي انقطعوا منها منذ أكثر من سنة، حيث اضطرت كل من “إيرلندا والنرويج” المسؤولتان عن الملف من شطب المعبر لموافقة روسيا على نقل المساعدات لسوريا.

ترحيب أمريكي روسي على تمديد التفويض الأممي

الولايات المتحدة عبرت عن ترحيبها بموافقة مجلس الأمن الدولي على التفويض الجديد، والذي كان سينتهي في أقل من 24 ساعة، حيث أكدت مسؤول أمريكي من البيت الأبيض في مؤتمر صحفي، أن تبني مجلس الأمن الدولي “مشروع قرار حول تمديد آلية نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة 6 أشهر كانت تتجاوز توقعات واشنطن.. هذا أفضل بكثير مما كنا نتوقعه خلال الأشهر الأخيرة”.

بدوره ذكر القصر الرئاسي الروسي “الكرملين”، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، أكدا خلال اتصال بينهما الجمعة أنهما يقدران إيجابيا التنسيق بين البلدين حول قضية نقل المساعدات إلى سوريا، وأفاد الكرملين، في بيان، بأن بوتين وبايدن بحثا خلال المكالمة تطورات الأوضاع في سوريا بالتركيز على الجوانب الإنسانية للملف، و “أعطى كلا الجانبين تقديرا إيجابيا لتنسيق الجهود بين روسيا والولايات المتحدة حول هذه القضية بما في ذلك في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

مسؤول روسي: نتحدث مع واشنطن لتخفيف عقوبات قيصر

فيما قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن بلاده تخوض محادثات مع الولايات المتحدة حول تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.

وخلال تصريح صحفي أدلى به الجمعة، بعد إقرار مجلس الأمن مشروع قرار نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا، قال “نعم، نحن نتحدث عن ذلك”، وامتنع المسؤول الروسي عن الرد على سؤال حول مدى استعداد الولايات المتحدة لهذه الخطوة، مصرحا: “سنرى”.

وبدأت الولايات المتحدة في 17 حزيران/يونيو 2020 بتطبيق “قانون قيصر” الذي تم بموجبه فرض عقوبات على 39 شخصية وكيانا على صلة بالسلطات السورية، بينهم رئيس البلاد، بشار الأسد، وعقيلته، أسماء الأسد.

وتستهدف هذه العقوبات القطاعات الأساسية للاقتصاد السوري وسلطات البلاد والجهات الداخلية والخارجية التي تدعم العمليات العسكرية للحكومة، حيث أدت هذه العقوبات إلى جانب استمرار الحرب إلى انهيار كبير في الاقتصاد السوري وقيمة الليرة.

مسؤول أمريكي: هدفنا من قيصر “تغيير سلوك النظام”

وفي السياق علق مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوي هود، بأن هدف الولايات المتحدة من عقوبات “قيصر” تغيير سلوك “النظام في سوريا”، وطالب المسؤول الأمريكي، اطلاق سراح المعتقلين والسماح بتفتيش المعتقلات والسجون وفك العزلة عن المناطق المحاصرة وعدم استخدام الطائرات والصواريخ بالقصف، وتسليم ما تبقى من الأسلحة الكيماوية و تسليم من قام باستخدام هذه الأسلحة للمحاكمة، إضافة إلى التشديد على انخراط الحكومة السورية في تسوية سياسية على أساس قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015.

إعداد: ربى نجار