أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد الإعلان الروسي التركي، حول إنشاء “منطقة خالية من الوجود العسكري” في إدلب، بدأ التصعيد العسكري بشكل كبير في إدلب، حيث تدخلت الطائرات الحربية الروسية مرة أخرى بعد غيابها لأيام عدة عن سماء المنطقة، إضافة إلى قصف تركي لأول مرة طال “غرفة عمليات” تعمل قوات روسية فيها.
“اتفاق فاشل جديد”.. و تصعيد عسكري كبير
تصعيد كبير اعتبرته أوساط سياسية ومتابعة، أنه يبين مدى الخلافات بين أنقرة وموسكو حيال الملف الإدلبي، مشيرين إلى أن “اتفاق إنشاء منطقة خالية من الوجود العسكري” في إدلب، ولدت ميتة و لم تبصر النور، مرجحين أن يكون ذلك هو سبب التصعيد الكبير للقوات الحكومية السورية وروسيا في تلك المنطقة.
وخلال يوم الأربعاء الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه ناقش مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، الوضع في إدلب، وكشف الطرفان عن التوصل لاتفاق على “تأسيس منطقة خالية من العناصر العسكرية في المنطقة”.
ولم يبين الوزيران ماهية هذه المنطقة التي تحدثوا عنها، وهل هي نفس ما تم الاتفاق عليه في اجتماع موسكو بين الطرفين في آذار/مارس بالعاصمة الروسية موسكو، أن أنها منطقة جديدة وذات طابع جديد. إلا أنه من المؤكد أن خلافات جديدة طفت على السطح بين الطرفين حتى عاد التصعيد العسكري في تلك المناطق بعد 24 ساعة فقط من الحديث عنها.
اقتراب “الآستانا”.. وحديث عن انسحاب تركي من بعض المناطق فهل هناك مقابل ؟
ويتزامن التصعيد العسكري في منطقة شمال غرب سوريا، مع قرب انعقاد الجولة السادسة عشرة من “محادثات آستانا” في العاصمة الكازاخية نور السلطان، حيث كشفت تقارير إعلامية سابقة عن أن تركيا ستنسحب من مناطق في ريفي إدلب و اللاذقية، لصالح قوات الحكومة وروسيا، لكن دون الكشف عن المقابل الذي ستحصل عليه تركيا بعملية انسحابها تلك.
و رجحت التقارير ذاتها، أن تكون هناك “صفقات جديدة” بين روسيا وتركيا على حساب الأراضي السورية، مشيرين إلى أن روسيا قد تكون وافقت على منح تركيا الضوء الأخضر لمهاجمة مدن سورية جديدة تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية و تتواجد فيها روسيا “كمنبج و تل رفعت و كوباني”.
فيما رأت تقارير أخرى، أن روسيا لم تعد مستعدة للتنازل عن أي مدينة سورية لتركيا، وأن الانسحاب التركي من مناطق في ريفي إدلب و اللاذقية، قد يكون لمنع أي عملية عسكرية واسعة تشنها قوات الحكومة السورية بدعم روسيا في جبل الزاوية أو غيرها.
قصف جوي روسي.. وتركيا ترد بالمثل
ميدانياً، دخلت الطائرات الروسية مرة أخرى في الصراع، حيث استهدف الطيران الروسي، محطة لضخ المياه بالقرب من مدينة إدلب، و أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، أن الطيران الروسي استهدف بغارتين جويتين “محطة الروج” الشمالي، حيث تروي المحطة حوالي ٣٥٠٠ هكتار من الأراضي الزراعية.
وشنت المقاتلات الروسية 4 غارات جوية على منطقة الشيخ يوسف على الأطراف الغربية لمدينة إدلب، تزامن ذلك مع تحليق طائرة حربية روسية ثانية في أجواء منطقة “خفض التصعيد”، ولفت المرصد إلى مقتل نحو 10 مدنيين بينهم 6 أطفال وامرأة جراء قصف مدفعي طال مناطق متفرقة من منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، من قبل قوات الحكومة السورية.
بدورها ردت القوات التركية بقصف مباشر غرفة عمليات القوات الروسية بريف إدلب، وقالت مصادر محلية، أن القصف التركي أسفر عن تدمير المدرسة الشمالية في بلدة بسقلا بريف إدلب والتي تعد غرفة عمليات للقوات الروسية.
كما طال القصف التركي نقاط عسكرية لقوات الحكومة السورية استهدفت “منصات إطلاق صواريخ ومدافع”، ولم ترد بعد معلومات عن حجم الخسائر البشرية و المادية.
إعداد: علي إبراهيم