دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

روسيا وتركيا تتفقان على “منطقة خالية من السلاح” بإدلب.. وواشنطن تفتح الباب أمام موسكو لحل الأزمة السورية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ ما يقارب الـ24 ساعة، تشهد منطقة “خفض التصعيد” هدوءً حذراً على جبهات القتال و خطوط التماس بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة، وذلك بالتزامن مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا، ولقاءه بنظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، لبحث ملف إدلب و مسار آستانا.

“منطقة خالية من السلاح” ولا تفاصيل أخرى ؟

وأعلن وزير الخارجية الروسي و نظيره التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك، أنه تم الاتفاق على “إنشاء منطقة خالية من السلاح” في إدلب، مشيرين إلى ضرورة وقف إطلاق النار في المنطقة و تظافر الجهود بين البلدين لإرساء هذا الاتفاق بشكل دائم.

وأكدت مصادر دبلوماسية روسية، أن موسكو توصلت مع أنقرة لتشكيل “منطقة خالية من السلاح” في إدلب، ولم تذكر المصادر عن ماهية هذه المنطقة، أو إذا كانت هي نفسها التي أعلن عنها في الـ5 من آذار/مارس من عام 2020 في موسكو، والتي اتفق الطرفان على تشكيل “ممر آمن” بإشرافهما و تكون خالية من السلاح والمسلحين. إلا أن هذا البند منذ الاتفاق عليه لم يبصر النور بسبب ما تقول روسيا عنه أنه “مماطلة تركية” بسحب الجماعات “الإرهابية” من تلك المنطقة، في إشارة إلى “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”.

الهدوء في إدلب يتوقف على الموقف التركي

تقارير إعلامية سلطت الضوء على الاتفاق الروسي التركي الجديد بخصوص إدلب، وقالت أن تلك المنطقة يتوقف تشكيلها على “جدية تركيا بالعمل على إرساء وقف إطلاق النار في إدلب وسحب الآليات والسلاح الثقيل من تلك المنطقة إضافة إلى المسلحين الإرهابيين”. حسب قولهم، وذلك في إشارة إلى “تحرير الشام”، حيث أنه من المفترض أن تكون تلك المنطقة خالية منهم ومن السلاح.

وبحسب التقارير الإعلامية، فإن لافروف و تشاويش أوغلو، اتفقا أيضاً خلال اجتماعهم في مدينة أنطاليا التركية، بدفع سبل الحل السياسي في سوريا و بحث الجولة الجديدة التي من المفترض عقدها في إطار مسار آستانا في الأسبوع الأول من شهر تموز/يوليو الجاري.

لافروف يجدد رفض روسيا لمهمة المعابر.. فهل هو الرد على المقترحات الأمريكية ؟

وخلال المؤتمر، جدد وزير الخارجية الروسي، عن رفض بلاده تمديد المهمة الدولية بإرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا كما ترغب الدول الغربية، التي تنوي فتح معبر جديد إلى جانب معبر باب الهوى، وهو معبر “اليعربية/تل كوجر” الذي يربط مناطق الإدارة الذاتية مع العراق، كما رفضت روسيا الموافقة على مشروع القرار الذي أعدته كل من إيرلندا والنرويج وطرحه في مجلس الأمن للمناقشة لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. حيث تشدد أوساط متابعة أن روسيا ترغب بفتح معبر “الرمثا” التي تسيطر عليه الحكومة مع الأردن.

لكن بذلك فإن المجتمع الدولي سيكون قد طبع العلاقات مع دمشق بالتزامن مع استمرار العقوبات الغربية والأمريكية.

وسبق أن هددت الولايات المتحدة الأمريكية، أنه في حال رفض روسيا لمشروع القرار الأممي القاضي بالاستمرار بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، فإن الحوار مع الروس سيتوقف حول سوريا.

أهداف واشنطن في سوريا

كما حددت واشنطن 3 أهداف في سوريا، وعلى رأسها “تمديد إرسال المساعدات عبر المعابر إلى جانب معبر (تل كوجر)، وتحمل المواقف الأمريكية الجديدة رسالة إلى روسيا، تتضمن أنه في حال موافقة موسكو على المقترحات في مجلس الأمن، فإنه استئناف الحوار الثنائي وتوسيعه حول سوريا، واتخاذ إجراءات إيجابية أخرى، أما في حال رفضت موسكو الاقتراحات، فسيكون الجمود مصير الملف السوري، وسط تلويح بفرض مزيد من العقوبات.

ولم تجدد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ توليه السلطة، أي من قائمة العقوبات في إطار قانون قيصر على سوريا، بل أعفت واشنطن جهات تعمل لإرسال المساعدات الإنسانية والطبية إلى سوريا لمكافحة وباء كورونا. وذلك كدليل حسن نية من قبل واشنطن بإمكانية العمل مع روسيا لحل المعضلة السورية. بحسب دبلوماسيين تحدثوا سابقاً لوكالة “رويترز”.

وكان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن قد حدد هدفاً طويل الأجل، وهو الوصول إلى “حل سياسي”، باعتباره الطريقة الوحيدة للمصالحة والسلام وإعمار سوريا، وبالتالي تنفيذ القرار “2254” بجوانبه كافة، كما شدد خلال مؤتمر التحالف الدولي على الاستمرار في محاربة داعش و إمكانية إشراك روسيا في هذا الملف، في حال عدم وقوف روسيا أمام المهمة الدولية بشأن المعابر. وبذلك فإن واشنطن تضع الكرة في ملعب الروس، بانتظار ما ستقوم به روسيا.

إعداد: علي إبراهيم