دمر جهاديون أوزبكيون ينتمون إلى هيئة تحرير الشام التي تسيطر على محافظة إدلب، في 11 حزيران، بعض الآثار الموجودة في متحف إدلب، بدعوى أنها أصنام لا ينبغي عرضها. وسبق أن أقدم تنظيم داعش الارهابي على إجراءات مماثلة في مناطق سيطرتها في سوريا.
انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر حطامًا متناثرًا في إحدى قاعات المتحف التي اقتحمها المتشددون ليلًا. ويبدو أن الفيديو صوّره أحد المجاهدين الذي كان يتحدث بلغة أوزبكية.
قال محمود طلحة، الصحفي المقيم في ريف حلب، لـ “المونيتور” إنه قبل اقتحام الجهاديين الأوزبك لمتحف إدلب، نشر بعض الجهاديين المعارضين لهيئة تحرير الشام صورًا ومقاطع فيديو للتماثيل في المتحف، وانتقدوا هيئة تحرير الشام لسماحها بعرض الأصنام في مناطق سيطرتها في إدلب.
ونشر الباحث السوري المعارض حسام جزماتي على فيسبوك في 12 حزيران، “قبل ثلاث سنوات، أعادت حكومة الإنقاذ السورية التابعة لهيئة تحرير الشام في إدلب فتح متحف إدلب بإشراف عدد من علماء الآثار، وأصبح المتحف وجهة للطلاب والزيارات المدرسية”.
وبحسب جزماتي، أثارت صورة الأطفال في المتحف تظهر خلفهم ستة أو سبعة تماثيل، عددا من الجهاديين الذين انشقوا عن هيئة تحرير الشام، ونددوا بوجود أصنام في منطقة من المفترض أن تحكمها الشريعة الإسلامية، زاعمين أنها خطوة من أبو محمد الجولاني لإرضاء الغرب، بعد مقابلته مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث.
وأضاف جزماتي: “دخلت مجموعة من الجهاديين الأوزبكيين المحسوبين على هيئة تحرير الشام المتحف 11 حزيران وحطموا هذه التماثيل”.
وقال مسؤول في حكومة الإنقاذ لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، “أفرغت القوات الخاصة من هيئة تحرير الشام في بداية شهر حزيران قسمًا كبيرًا من محتويات المتحف، خاصة التماثيل والتحف الأثرية القيمة، ونقلتها إلى مكان آمن”.
واضف المسؤول “كانت لدى هيئة تحرير الشام مخاوف من اقتحام جهاديين متطرفين للمتحف، وهو ما كان متوقعاً في أي لحظة بسبب الجدل الذي يثيره الجهاديون المناهضون لهيئة تحرير الشام الذين انتقدوا عرض التماثيل ودعوا بشكل غير مباشر إلى تدميرها، وعندما اقتحم الجهاديون الأوزبكي المتحف، وجدوا القليل من القطع الأثرية ودمروا أقل من اثنتي عشرة قطعة صغيرة”.
وأردف “متحف إدلب تديره حكومة الإنقاذ، وكان يستقبل طلاب قسم التاريخ في جامعة إدلب وطلاب من الأقسام الأخرى ممن يحبون رؤية الآثار، بالإضافة إلى كونه وجهة لرحلات مدرسية ميدانية”.
وشكك عصام الخطيب، وهو عضو منشق عن هيئة تحرير الشام، في مصداقية قصة تدمير جهاديين أوزبكيين موالين لهيئة تحرير الشام التماثيل. ونشر على تلغرام في 12 حزيران قائلا: “الأوزبك لم يدمروا التماثيل في متحف إدلب. بعد أن اعترض بعض الجهاديين على وجودهم، خشي الجولاني من تدميرهم، فأمر قواته بنقل التحف”. ويضيف الخطيب “في الوقت نفسه، فإن الأخبار عن اقتحام الجهاديين الأوزبكيين للمتحف هي مجرد طريقة للجولاني ليظهر للغرب أنه لا يزال هناك بعض المتطرفين في صفوفه لكنه يعمل على كبح جماحهم”.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست