أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع قرب اجتماع القمة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن و الروسي فلاديمير بوتين من جهة، و بايدن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من جهة أخرى، تحاول بعض الأطراف التابعة للحكومة السورية و روسيا إبعاد الشبهات عن “الفاعل الحقيقي” الذي قصف مدينة عفرين، وأدى لمقتل وجرح العشرات من المدنيين.
إعلام الحكومة وروسيا تتهم قسد.. والمرصد يحدد الفاعل
وسائل الإعلام الحكومية والروسية، تحاول إبعاد الشبهات عن قوات الحكومة السورية التي نفذت القصف (بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان) على مدينة عفرين، وتسعى جاهدة لاتهام قوات سوريا الديمقراطية به. وذلك على الرغم من أن نوعية الصواريخ التي استهدفت مدينة عفرين و دقتها تشبه تلك التي طالت مشفى الباب في وقت سابق وأدى لوقوع عشرات الضحايا و الجرحى. بحسب خبراء عسكريين تحدثوا لوكالات أنباء عربية ودولية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران هي المسؤولة عن قصف مدينة عفرين بريف حلب، وأشار المرصد إلى أن الاستهداف جاء من نقاط للقوات الحكومية في منطقتي أبين و الزيارة شمال حلب، وهي مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة ومجموعات موالية لإيران.
وارتفع عدد القتلى جراء القصف، بحسب إحصائية المرصد، إلى 21 شخصاً، من بينهم سيدة وطفلة، إضافة لوجود أكثر من 23 جريحاً أغلبهم في حالة خطيرة، ما يرشح ارتفاع عدد القتلى، ولفت المرصد إلى أن عناصر من “الشرطة المدنية والعسكرية” انتشرت في “مشفى عفرين” ومحيطها بأوامر من الاستخبارات التركية، ومنعوا الكوادر الإعلامية والناشطين المتواجدين في المدينة من تغطية اللحظات الأولى “للمجزرة” التي أطلق عليها “السبت الأسود”.
مثل موسكو ودمشق.. أنقرة والفصائل الموالية لها تتهم قسد
تركيا بدورها ألقت باللوم على قوات سوريا الديمقراطية أيضاً، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “سنحاسب قسد.. وسيدفعون الثمن”. ولم يقدم الرئيس التركي أي دلائل تشير إلى صحة كلامه حول اتهام قسد “بالمجزرة” التي حصلت في عفرين.
الجهات المعارضة الموالية لتركيا، بقيت صامتة حتى إعلان تركيا عن “المسؤول” (من وجهة نظرها) عن القصف الذي طال عفرين، حيث اتهم مصطفى سيجري وهو “مسؤول المكتب السياسي في فرقة المعتصم” الموالية لتركيا، قوات سوريا الديمقراطية بالقصف على عفرين، وذلك بعد حديث الرئيس التركي بوقت قصير.
لماذا يتهمون قسد ؟
ويرى متابعون أن روسيا والحكومة وتركيا والفصائل الموالية لأنقرة يتعمدون لاتهام قوات سوريا الديمقراطية بهذه “المجزرة” دون أن يقدموا أي دلائل تشير إلى ذلك، حيث تقول أوساط سياسية في شمال شرق سوريا، أن الهدف من ذلك “الإساءة لصورة قسد أمام المجتمع الدولي وخاصة الرئيس الامريكي”، مشيرين إلى أن هذه الاتهامات أيضاً تأتي في محاولة لخلق “ذرائع” لتركيا لشن هجوم على مناطق شمال شرق البلاد، أو إعطاء الشرعية في الرد بقصف منازل وقرى المدنيين في منطقة الشهباء و ريف عفرين الخاضعة لسيطرة “تحرير عفرين”، حيث تشهد تلك المناطق منذ نحو 48 ساعة قصفاً عنيفاً للقوات التركية.
مـسـد: طباخي الفتن يحاولون الإساءة لقسد
“الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية” رياض درار، أعتبر أن “طباخي الفتن يهمهم الإساءة لقوات سوريا الديمقراطية بالتزامن مع قرب لقاء بايدن بوتين – بايدن أردوغان”، مشيراً إلى أن “استهداف عفرين” كان يراد منه الإساءة لقسد.
تصريحات درار سبقها تنديد من قبل قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، للاستهداف الذي طال عفرين، معبراً عن حزنه لفقدان الأبرياء لأرواحهم، وشدد على أن قسد ليس لها أي علاقة بهذا الهجوم، وهو الأمر الذي أكدته القوات في بيانٍ لها في وقت سابق.
واشنطن تندد وتدعو لوقف التصعيد
الولايات المتحدة الأمريكية يبدو انها فهمت ما يحدث، حيث نددت بالهجوم على عفرين، ودعت إلى “وقف التصعيد فوراً في سوريا” لوقف إراقة الدماء وعدم استهداف البنى التحتية، دون أن تبدي رأيها بالجهة التي تقف وراء الهجوم، ما يشير إلى إمكانية أن تلك الأطراف فشلت في مساعيهم لإبعاد “الفاعل الحقيقي” عن الشبهات.
إعداد: علي إبراهيم