تم تصوير مشاركة الرئيس بايدن في اجتماعات قمة مجموعة السبع وحلف الناتو في نهاية هذا الأسبوع على أنها مهرجان للحب، يهدف من خلالها إلى التأكيد على عودة الولايات المتحدة إلى العلاقات الوثيقة مع الحلفاء بعد أربع سنوات مسمومة من التنافر في عهد الرئيس دونالد ترامب.
إعادة التأكيد مهمة، لكن هذا يعني أيضًا أن التحديات الدبلوماسية الصعبة التي سيواجهها بايدن في أول رحلة خارجية له كرئيس ستكون في اجتماعات ثنائية خارج القمة، على وجه الخصوص، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحاكم الروسي فلاديمير بوتين، فالأول هو “بالاسم فقط” لواشنطن وعضو في حلف الناتو، اما الثاني جعل من نفسه أكثر خصوم الولايات المتحدة جرأة.
لكن كلاهما من الرجال الأقوياء المتصلبين، لم يتعامل السيد ترامب معهما بشكل سليم، حيث كان الأخير متيما بأساليبهم الاستبدادية، وتجاهل قمعهم الداخلي وتسامح مع اعتداءاتهم على المصالح الحيوية للولايات المتحدة. على الرغم من معاقبة كلا النظامين من خلال عقوبات فرضها الكونغرس، ألا انهمام لم يرتدعا.
وبالتالي، ستكون أهم مهمة للسيد بايدن هي إعادة رسم الخطوط الحمراء مع اثنين من الحكام الذين عملوا ضد الولايات المتحدة بعدة طرق. السيد أردوغان، الذي سيلتقي مع السيد بايدن يوم الاثنين، حارب القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا ودعم هجوم أذربيجان الأخير ضد أرمينيا. لقد رفض التخلي عن شرائه نظامًا روسيًا متطورًا مضادًا للطائرات حتى بعد أن أدى هذا الموقف إلى إلغاء تسليم طائرات F-35 الأمريكية. وقد اشتمل قمعه الذي لا يلين للمعارضة المحلية على محاكمة أكاديمي أمريكي بذريعة عبثية أنه وجه محاولة انقلاب ضد السيد أردوغان.
يقال إن السيد أردوغان سيعرض على واشنطن “غصن زيتون” عبر التزام تركي بترك قواته في أفغانستان لحماية المطار الدولي بعد انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. من شأن ذلك أن يخدم المصالح الأمريكية، لكن يجب على السيد بايدن إخبار الزعيم التركي بأنه لن يحصل على أي تنازل عن العقوبات الحالية دون تغييرات في سياساته، وأن العلاقات المستقبلية ستعتمد على ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في عام 2023 حرة ونزيهة.
في حين أن جلسة بايدن وأردوغان قد تكون ودية ظاهريًا، فلن يكون من المفاجئ أن ينتج أول اجتماع رئاسي لبايدن مع السيد بوتين في جنيف يوم الأربعاء ألعابًا نارية. يتعرض السيد بايدن لضغوط لإحداث مسار معاكس ضد مراوغات السيد ترامب، الذي وقف علناً مع الزعيم الروسي ضد وكالات الاستخبارات الأمريكية بعد قمة 2018.
لدى الرئيس الجديد أيضًا اسباب للخطاب المتشدد: فقد كانت الهجمات الإلكترونية الروسية على أهداف أمريكية كبيرة للغاية، المنظمون الروس يتجهون نحو إغلاق عمليات إذاعة أوروبا الحرة التي ترعاها الولايات المتحدة، والهجمات الغامضة على الدبلوماسيين الأمريكيين مستمرة والتي تعتبر موسكو المشتبه بها الرئيسي فيها. إن ردع السيد بوتين عن المزيد من الاعتداءات لن يكون سهلاً. قد تكون أقوى بطاقة لدى السيد بايدن هو الكشف عن ثروة بوتين الشخصية ومتابعتها.
كان مسؤولو الإدارة يتحدثون عن السعي وراء “علاقة أكثر استقرارًا وقابلية للتنبؤ” مع روسيا، وسيكون بايدن محقًا في اتباع خطوات متواضعة في هذا الاتجاه، مثل الموافقة على محادثات حول قضايا الأسلحة النووية واستعادة بعض الروابط الدبلوماسية. لكن على الرغم من تأكيداته، فعلى عكس ذلك، فإن السيد بوتين ربما لا يريد علاقة أكثر استقرارًا مع واشنطن.
المصدر: صحيفة الواشنطن بوست
ترجمة: أوغاريت بوست