دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

موقع أمريكي: في أضعف لحظاته.. أردوغان يلتقي بايدن

يأتي اجتماع أردوغان وبايدن المرتقب في 14 حزيران / يونيو الجاري في وقت يمر فيه الرئيس التركي بأضعف فترة من فترات حكمه الطويلة جدًا، وكان أردوغان لفترة طويلة من الزمن قوياً، لا سيما في داخل تركيا، وذهب رفاقه إلى وصفه باعتباره “الزعيم العالمي”.

وسيلتقي أردوغان برئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، في أضعف لحظة في عهده الذي دام قرابة عقدين من الزمن في تركيا. إنه لا يتعامل بشكل جيد مع المشكلات المتزايدة التي يواجهها في الاقتصاد، والتي تفاقمت بسبب الجائحة، فالتضخم يرتفع بأرقام مضاعفة، والبطالة آخذة في الازدياد، الأمر الذي أدى الى تآكل شعبيته، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبيته تتضاءل كل يوم.

القشة التي قسمت ظهر اردوغان

كما تلقى أردوغان ضربة مميتة من قبل زعيم المافيا التركي سيدات بيكر(وهو مؤيد سابق لأردوغان)، الذي قام  بنشر تسجيلات فيديو من منفاه في الإمارات العربية المتحدة، كاشفا عن مزاعم الفساد المتفشية في ظل نظام أردوغان، كما كشف بيكر عن الروابط القوية بين الدولة التركية والجريمة المنظمة(المافيا).

كما أن ادعاءات بيكر لها أهمية ليس فقط في السياسة المحلية، ولكن لها أيضًا تداعيات دولية، لأنه أثار تجارة الكوكايين الضخمة مع كولومبيا عبر فنزويلا، والذي كان يقوم بها، بحسب بيكر، مسؤولين الأتراك وأفراد أسرهم.

وفي هذا السياق كتب المحلل التركي ميليك كايلان مؤخرًا في مجلة فوربس: ” أدت مقاطع الفيديو إلى شل الحكم وتصدع شرعية نظام أردوغان”.

في ظل هذه الخلفية، فإن اردوغان الذي أضعف كثيرًا مقارنة بما كان عليه قبل شهر واحد فقط سيجتمع مع بايدن في بروكسل على هامش قمة الناتو في 14 حزيران / يونيو الجاري.

وقد يكون هذا هو أسوأ توقيت لأردوغان، ففي 24 نيسان / أبريل الماضي، عندما قطع بايدن شوطًا إضافيًا في الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، حيث أكد أردوغان الخاضع بشكل غير عادي أنه سيجتمع مع بايدن في حزيران / يونيو الجاري. حتى ذلك الحين، كان في وضع أفضل ضد بايدن على الرغم من الضربة الشديدة التي تلقاها.

لكن الآن، في حزيران / يونيو عام 2021، أصبح الرجل القوي في تركيا محاصرًا للغاية لدرجة أنه أرسل إشارات بأنه مستعد لإعادة ضبط العلاقة المضطربة بين الولايات المتحدة وتركيا من أجل بقائه. وهذا يعني أنه مستعد للتنازل لنظيره الأمريكي في العديد من جبهات الجدل الأمريكي التركي.

هذا هو السبب في أن البروفيسور إلهان أوزجيل، وهو باحث تركي في الشؤون الدولية، قدّر أن “الإدارة التي زعمت ذات مرة أنها القوة الإقليمية المهيمنة لا تقدم نفسها إلا على أنها حليف مفيد للولايات المتحدة”.

إذا ظل بايدن مخلصًا لتأكيده على أهمية حقوق الإنسان وسيادة القانون والديمقراطية، وإذا أعطى الأولوية لهذه الحقوق لإعادة ضبطها مع تركيا، فإن لقاء بايدن وأردوغان الذي طال انتظاره لن يوفر الكثير من المكاسب التي يأملها بعض المؤيدين للرئيس التركي.

ويبدو أن بعض النقاد ينصحون بايدن بإعادة ضبط الأمور حتى في الولايات المتحدة، بحجة الحفاظ على مصالح الناتو، وبالتالي إبقاء تركيا في المقدمة، لكن اقتراحاتهم تبدو في الغالب وكأنها استرضاء لأردوغان، ومع ذلك، أثبتت التجربة أنه إذا كانت العلاقة قائمة على الأخذ والعطاء، فإنها تضفي الشرعية على العناصر الاستبدادية وأولئك الذين لم يتصرفوا أبدًا كحلفاء حقيقيين وجديرين بالثقة.

ما لم يستطع أردوغان أن يعد بايدن بالعودة إلى سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في تركيا بخطة مستدامة، فلا يوجد شيء مهم يمكنه تقديمه.

المصدر: موقع المونيتور الأمريكي

ترجمة: أوغاريت بوست