دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تحركات أمريكية لفتح معابر جديدة لإيصال المساعدات للسوريين.. فهل ستنجح واشنطن بإقناع موسكو ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت يضغط الكونغرس الأمريكي على إدارة بلاده لتحقيق حل سياسي في سوريا ينهي الأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، و التشديد على إدارة الرئيس جو بايدن بالانخراط بشكل أكبر في الملف السوري لتحقيق “انتقال سياسي”، بدأت الولايات المتحدة الامريكية جهودها للإبقاء على إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا وفتح المزيد من المعابر.

وبضغوطات روسية وتحت تهديد استخدام “الفيتو” رضخ مجلس الامن الدولي قبل أكثر من سنة، لقرار روسي بالإبقاء على معبر واحد فقط من أصل 4 معابر حدودية في سوريا، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد، والتي يحتاجها الملايين من السوريين في ظل استمرار الصراع على السلطة وعدم وجود أي بوادر للحل في المستقبل القريب.

الكونغرس ينفذ صبره.. و يطالب “بانتقال سياسي” بسوريا

وأكدت تقارير إعلامية، أن أعضاء في الكونغرس الأمريكي من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، بعثوا برسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، من أجل التمسك بحصول “انتقال سياسي” في سوريا.

وبحسب التقارير فإن الرسالة التي وقّع عليها السيناتور الديمقراطي البارز بوب مننديز، وزميله الجمهوري جيم ريش، إضافةً إلى النائب الديمقراطي غريغوري ميكس، والجمهوري مايك مكول، بعثت “إشارة واضحة” إلى الإدارة الأمريكية بضرورة التطبيق “الحاسم والصارم لقانون قيصر”. والذي فرضته الإدارة الأمريكية السابقة في الـ17 من حزيران/يونيو 2020.

وأشارت التقارير إلى أنه بالرغم من أن الرسالة كانت قصيرة و تم ذكر “تطبيق قانون قيصر” بكل حذافيره على سوريا، إلا أنه يؤكد أن صبر أعضاء المجلس بدأ ينفذ من إدارة الرئيس جو بايدن، التي لم تتخذ بعد أي خطوات من شأنها أن تبلور السياسة الأمريكية الجديدة في سوريا.

التشديد في تطبيق قانون “قيصر” ومحاسبة المنتهكين

كما يطالب أعضاء الحزبين أن تكون العقوبات شديدة ضد من ينتهك القانون، أي من كان، ومحاسبته، وذلك لإجبار أطراف النزاع على السلطة وعلى رأسها الحكومة الكف عن الحلول العسكرية والانخراط بالسياسة وفق المقررات الأممية وخاصة قرار رقم 2254.

وحثّ المشرعون بلينكن على الاستمرار ببذل جهود مكثفة للحيلولة دون إغلاق مدخل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، وذلك خلال عملية التصويت المقبلة في مجلس الأمن على تجديد قراره رقم 2533، إضافة إلى العمل على توسيع نطاقه ليشمل إعادة فتح معبري “باب السلام” مع تركيا و”اليعربية” (تل كوجر) مع العراق.

ودعوا الإدارة الأميركية إلى التعاون مع شركائها وممارسة ضغوط جماعية على كل من روسيا والصين كي لا تصوّت كلتاهما لصالح منع التصريح بتنفيذ عمليات المساعدة عبر الحدود.

البيت الأبيض: الملف السوري سيكون حاضراً أمام بايدن وبوتين

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جان سوليفان، خلال مؤتمر صحفي، حول الجولة التي يقوم بها الرئيس جو بايدن، و لقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الملف السوري سيكون على طاولة المناقشات بين الزعيمين. وكشفت مصادر دبلوماسية أن المباحثات ستصب في إطار الدفع بالحلول السياسية و تطبيق وقف إطلاق نار شامل على الأراضي السورية، و إعادة فتح المعابر المغلقة أمام المساعدات الإنسانية.

الأمم المتحدة تحذر من “كارثة إنسانية” في سوريا

وبالتزامن مع المساعي الأمريكية، حذرت الأمم المتحدة مرة أخرى، من أن سوريا “ستشهد كارثة إنسانية” في حال إغلاق المعابر في وجه المساعدات الإنسانية، ويشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن هناك حوالي 4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا بحاجة للمساعدات بشكل عاجل، كون السكان في تلك المناطق “يعيشون في ظروف معيشية قاسية وصعبة للغاية” خاصة مع تدهور الوضع الإنساني بعد انتشار جائحة كورونا.

ونقل موقع “روسيا اليوم” عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قوله “إن الوصول الوحيد للأمم المتحدة لهؤلاء الملايين من الناس من خلال معبر باب الهوى، وهو آخر نقطة دخول للأمم المتحدة لنقل المساعدات إلى شمال غربي سوريا”.

فتح معبر واحد لن ينهي مأساة السوريين

ودعا الفريق الأممي، المجتمع الدولي والأمم المتحدة، إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية بشكل كامل اتجاه الملف السوري، والاستمرار في تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة و مواصلة العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين.

وتشدد أوساط متابعة، أن معاناة السوريين لن تتوقف في حال الإبقاء على معبر “باب الهوى” مفتوحاً أمام المساعدات الإنسانية، كون هناك الملايين الآخرين في شمال شرق البلاد ومناطق سيطرة الحكومة بحاجة أيضاً للمساعدات، مشددين على ضرورة عدم “تسيس” هذا الملف للحصول على مكاسب سياسية، كون هذا الملف يمس “حياة السوريين”.

إعداد: علي إبراهيم