قال الصحفي الأمريكي بلال عبد الكريم، الذي سُجن في إدلب ستة أشهر، إن التعذيب منتشر في سجون هيئة تحرير الشام وزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني شخص ‘غير لائق للحكم’ ، ويكذب بخصوص وضع السجون التابعة للتنظيم في محافظة ادلب السورية.
قال بلال عبد الكريم لموقع “ميدل ايست آي” البريطاني إنه تعرض للتهديد بالاعتداء الجسدي، كما تم حجزه في حبس انفرادي لأكثر من ستة أشهر بعد اعتقاله في آب الماضي. قال إنه سمع مرارا أصوات سجناء آخرين يتعرضون للتعذيب من زنازين قريبة.
يعمل عبد الكريم في تغطية الأخبار من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا منذ عام 2012، ومعظمها لمنصة “On the Ground News” الخاصة به، وهو موجود في البلاد منذ عام 2014.
اشتهر بتقاريره عن الأيام الأخيرة من معركة شرق حلب في كانون الأول 2016، عندما تم إجلائه إلى جانب مقاتلي المعارضة كجزء من صفقة تم بموجبها تسليم المناطق التي يسيطر عليها الثوار في المدينة إلى سيطرة الحكومة السورية.
التهديد بالضرب
يقول عبد الكريم إنه اعتُقل بعد أن أثار موضوع التعذيب في سجون هيئة تحرير الشام في تقاريره الخاصة. إحدى الحالات البارزة التي غطاها كانت حالة توقير شريف، وهو عامل إغاثة بريطاني قال إنه تم تقييده بإطار وتعرض للضرب أثناء احتجازه لدى هيئة تحرير الشام.
بعد إلقاء القبض عليه، قال عبد الكريم إنه تم تقييد يديه وتعصيب عينيه واستجوابه بشكل يومي حيث هدده المحقق بالضرب.
حُكم على عبد الكريم لاحقًا بالسجن لمدة 12 شهرًا بتهم تشمل “العمل مع مجموعات تضر بالأمن العام”، و “التحريض” ضد السلطات، و “نشر وترويج أكاذيب تمس المؤسسات دون دليل”.
يقول عبد الكريم، بأنه لم يستطع تمالك نفسه من الضحك، بعد سماع حكم المحكمة، وحين سألوه من في المحكمة، لماذا تضحك، فأجبابهم “أنا أضحك لأنني اعتدت تقديم الكوميديا الارتجالية، لكن لا يمكنني كتابة النكات مثلكم يا رفاق”، وقلت: “لا عدالة في هذا. لا توجد عدالة إسلامية ولا عدالة علمانية. لا يوجد عدالة في هذا على الإطلاق”.
بعد الحكم عليه، قال عبد الكريم بأنه عُرض عليه احتمال الإفراج المبكر إذا وافق على الاعتذار، ويقول إنه رفض القيام بذلك وكان على استعداد لقضاء عقوبة السجن لمدة 12 شهرًا كاملة.
تم إطلاق سراح عبد الكريم في نهاية المطاف في 17 شباط بعد التماس قدمه شيوخ منطقة أطمة في إدلب.
تسبق مزاعم تورط هيئة تحرير الشام وسابقاتها في الاعتقال التعسفي والتعذيب صعودها إلى السلطة في إدلب، حيث أشار تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، نشرته اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن سورية، في آذار، إلى أن هنالك مزاعم بانتهاكات متعلقة بالاحتجاز مرتبطة بهيئة تحرير الشام والجماعات ذات الصلة تعود إلى عام 2011.
وقالت إن هيئة تحرير الشام كانت “تحتجز المدنيين بشكل تعسفي في محاولة منهجية لخنق المعارضة” وأنشأت “سجون عقابية” ينتشر فيها “التعذيب وسوء المعاملة”.
قال عبد الكريم إنه سعى إلى الإبلاغ عن تلك الشكاوى السابقة، لكن معظم الذين يدلون بالادعاءات لم يكونوا استعداد للوقوف امام الكاميرا أو تعريف بأنفسهم.
ويضيف عبد الكريم، بأنه غادر الآن الأراضي التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام بسبب مخاوف على سلامته بعد أن أخبره مسؤولو هيئة تحرير الشام أنه يُعتبر تهديدًا أمنيًا.
المصدر: موقع ميدل ايست آي البريطاني
ترجمة: أوغاريت بوست