دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“عقد على الحرب السورية”.. نصف مليون قتيل و مدن محتلة وتقسيم بحكم الأمر الواقع

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يتم وصف “الحرب السورية” بأنها الأكثر “دموية” منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك لهول ما شهدته البلاد من عمليات عسكرية كبيرة أدت لدمار نصف البلاد، وتشريد ملايين السوريين في الداخل والخارج، إضافة إلى أكثر من نصف مليون قتيل، وملايين الجرحى.

نصف مليون قتيل.. وتحذيرات من تصاعد الأرقام

ومع غياب أي بوادر لإمكانية حل الأزمة بالطرق السلمية، ووفق القرارات الأممية ذات الصلة، يبدو أن الأرقام لن تقف عند هذا الحد، حيث تعاني المناطق الشمالية السورية وخاصة “منطقة خفض التصعيد” من استمرار العمليات العسكرية والقصف المتبادل بين قوات الحكومة و فصائل المعارضة المسلحة، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، فإن عمليات تنظيم داعش الإرهابي مستمرة، ما يسفر عن وقوع ضحايا بين المدنيين والعسكريين سواءً من قوات الحكومة السورية أو سوريا الديمقراطية أو الإيرانيين وحتى الروس، فضلاً عن حالة الفلتان الأمني التي تعيشها المناطق الجنوبية و تصاعد عمليات الاغتيال التي تقوم بها جماعات مسلحة مجهولة، بحق ناشطين سياسيين و مدنيين وعناصر سابقين في فصائل المعارضة وخاصة ممن أجروا تسويات ومصالحات مع الحكومة.

إضافة لكل ما سبق، فإن السجون السورية لا تزال مكتظة بالمعتقلين و هناك في كل يوم مقتل سجين أو معتقل تحت التعذيب، والأمر ذاته ينطبق على سجون الفصائل الموالية لتركيا و المعارضة وباقي الأطراف.

كذلك الغارات الإسرائيلية المستمرة على نقاط عسكرية للقوات الحكومية تتحصن فيها القوات الإيرانية، والتي تسفر في معظمها عن قتلى و إصابات بصفوف العناصر العسكرية، وأحياناً في صفوف المدنيين، حيث سبق أن أخطأت الدفاعات الجوية السورية وأصابت منازل المدنيين في محاولة منها لاستهداف الأهداف المعادية ما أدى لوقوع ضحايا.

توثيق مقتل 100 ألف سوري بالأسماء

المرصد السوري لحقوق الإنسان، وخلال تقرير له، تحدث عن نحو نصف مليون قتيل سقطوا في الحرب السورية، وأشار المرصد إلى أنه تمكن من “توثيق أسماء 100 ألف منهم” وذلك في حصيلة للنزاع المستمر على السلطة منذ أكثر من عقد من الزمن.

ويشير المرصد في تقريره إلى أنه قتل منذ بدء الصراع في سوريا في آذار/مارس 2011، 494.438 شخص، وذلك بعدما خرجت احتجاجات سلمية طالبت الحكومة السورية بإجراء إصلاحات، لكن السلطات السورية واجهت تلك الاحتجاجات بالقمع.

تدخل أطراف خارجية بالأزمة أدى لعسكرتها

وما زاد الوضع سوءً استغلال بعض الأطراف الإقليمية والدولية لهذه الحالة و صب الزيت على النار حتى تحولت تلك الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، غيرت الأوضاع في سوريا رأساً على عقب، وأصبحت البلاد اليوم على شفا الانهيار ومن جميع النواحي.

ويضيف المرصد السوري، أنه ومنذ مطلع العام الجاري، تمكن من توثيق مقتل 105.015 شخص، غالبية هؤلاء قضوا بين نهاية عام 2012 ونهاية 2015؛ وبينهم 42 ألفاً و103 مدنيين، فارق جزء كبير منهم الحياة تحت التعذيب في معتقلات الحكومة السورية.

بالأرقام.. أكثر من نصف مليون قتيل

وتتضمن حصيلة القتلى الأخيرة 159.774 مدني؛ بينهم أكثر من 25 ألف طفل. وقتل غالبية المدنيين جراء هجمات عسكرية لقوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لها.

وبين القتلى أكثر من 168 ألف مقاتل من قوات الحكومة والمجموعات الموالية لها؛ فضلاً عن 79 ألفاً و844 قتيلاً من الفصائل المقاتلة، و27 ألفاً و765 آخرين من مجموعات مسلحة تابعة للمعارضة بينها “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” و40 ألفاً و628 عنصراً من تنظيم داعش.

ووثق المرصد، مقتل 57 ألفاً و567 في معتقلات الحكومة وسجونه، فيما لا يزال يعمل على توثيق مقتل أكثر من 47 ألفاً أيضاً تحت التعذيب وجراء ظروف السجون السيئة، كما لا يزال مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمخطوفين لدى أطراف النزاع كافة مجهولاً.

عقد من الزمن.. وسوريا مقسمة ومحتلة وضعيفة

وبعد أكثر من عقد من الزمن على بدء الحرب، أصبحت سوريا مقسمة جغرافياً بحكم الأمر الواقع، حيث تسيطر قوات الحكومة وحلفائها على ثلثي مساحة البلاد، ومن ثم الإدارة الذاتية على محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وجزءاً من الريف الشمالي لحلب، فيما تسيطر القوات التركية على الجزء الشمالي الغربي للبلاد، من بينها مناطق في شمال شرق سوريا.

وبما أن أطراف النزاع على السلطة متمسكون بالعسكرة ويرفضون أي حلول سياسية، فإن محللون سياسيون حذروا من تصاعد اعداد قتلى الحرب مع مواصلة العمليات العسكرية، مشيرين إلى أن البلاد تعيش اليوم واقعاً خطيراً يهدد وحدتها وسلامة أراضيها.

إعداد: ربى نجار