أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعتبر نبتة القريص من النباتات التي لها فوائد جمة ولا بد من احتوائها في البيت، وتنتشر بسوريا بشكل كبير، ويمكن لأي شخص الحصول عليها.
اسمها “القرّيص” أو “القراص”، أي من “قرص”، بحسب اللغة الشعبية. وهي نبتة تسبّب الحكة، وكأن أحداً قرصك، تم احتقارها ومحاولة تخليص الأرض منها في بعض المناطق، في حين تم استخدامها كطارد (مبيد) طبيعي للحشرات، مثل شجرة الزنزلخت الشهيرة التي كانت تُزرع أمام المنازل لطرد الحشرات أو يتمّ وضعها في أسقف المنازل الخشبية والترابية لحفظ الخشب من الحشرات ولا سيما من نخر السوس.
القريص في اللغة العلميّة هو نبات مغذٍّ وطبيّ ويُطلق عليه من قبل البعض “شعر العجوز” و”الحريق”.
ينتشر كثيراً في منطقة البحر الأبيض المتوسط في البساتين وحدائق المنزل. لا يتخطى ارتفاعها ٥٠ سنتيمتراً، أوراقها معنقة تغطيها شعيرات تصيب الجلد بالحكاك والاحمرار عند لمسها. وهذا مردّه إلى احتوائها على الهيستامين وحمض الفورميك.
كما تحتوي على الاسيتل كولين والسيروتين والجلوكوزيدات والبوتاسيوم والكبريت، المنغنيز والحديد. بالإضافة إلى المعادن ومنها السلكا وفيتامين (أ ، ب ، ج) والبروتين ومعدن البوردون.
ممنوع اللمس .. لكن لمسها مفيد !
عند لمس هذه النبتة، تفرز سائلاً أسيدياً فنشعر بتعقيص يجبرنا على الحكاك. كما ينتابنا إحساس بالألم، فهذا التقريص يساعد في تنشيط الدورة الدموية. ويروي موريس ميسيغيه “عندما يلعب الأطفال في البراري ويتعرضون للسعات القريص يهرعون إلينا باكين من الألم، كنا نخفف عنهم قائلين: افرحوا لن تصابوا مستقبلاً بالروماتيزم”.
منذ القِدم كان للقريص منزلة كبيرة عند الفلاسفة والأطباء، عرفوا ميزاتها العديدة وأدخلوها في كثير من وصفاتهم.
فوائدها المتنوعة
منافع القريص لا تعدّ ولا تحصى على صعيد الصحة والبيئة. فهذه النبتة تدخل في الكثير من الاستخدامات الطبية منها علاج الأكزيما وآلام الكلى والمسالك البولية. كما أنها تدخل في علاج أمراض والتهابات البروستات كما يعمل القريص على علاج فقر الدم وتنقيته وتنشيط الدورة الدموية .. ما زاد من أهميتها وجعلها تدخل في علاج سرطان الدم وعلاج مرض السكري لأنها تساعد على السيطرة والتحكم في نسبة السكر في الدم لاحتوائه على الحديد.
كما تدخل القريص في علاج الكبد والمرارة وأورام الطحال. كما تعالج تقرحات المعدة والاثني عشر وتستخدم أيضاً كمضاد للفيروسات والسموم والبكتيريا الضارة.
كما يُنصح بتناول القريص عند الشعور بنقص نسبة الحديد في الدم ويعتبر مغلي القريص مفيداً جداً في علاج الروماتيزم وحلّ مشكلة تساقط الشعر والوقاية من ظهور القشرة فيه ويكسب الشعر اللمعان والطول. ويعتبر القريص معالجاً فعالاً للأزمات الصدرية.
كما يوصف للأمهات المرضعات وذلك لأنه يعمل على إدرار الحليب ويقلّل من الطمث الكثير.
عُرف القريص منذ القدم كمحفّز جنسي فكان يُنصح بأخذ باقة من القريص ولسع الرجال في المناطق الحساسة لزيادة الطاقة الجنسية. ويروى أن المزارعين الذين يتعرضون بشكل دائم للسعاته لديهم قدرات جنسية فائقة وهو من العلاجات لمشاكل الخصوبة. كذلك يلاحظ أن الدجاج يُقبل عليه بشراهة لغناه بالعناصر اللازمة لنموه وخصوصاً عناصر الخصوبة.
تحارب التجاعيد
أما على صعيد البشرة فهو يحافظ على نضارة البشرة وجعلها أكثر شباباً ويعمل على تأخير ظهور التجاعيد ويفتح مسام البشرة وينقّيها ويُكسبها نضارة ورائحة عطرية ذكية .. كما تعمل على تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان ما يقلل من الإصابة بأمراض عديدة وخاصة الأمراض السرطانية.
طريقة تحضير المشروب
نسكب الماء المغلي على النبات المغسّل جيداً سواء كان أخضر أو مجففاً في إبريق للشاي ونغطيه (التغطية ضرورية لأنها تحفظ المواد الفعالة وتمنع تبخرها).
نتركه في البراد لمدة ١٠ إلى ١٥ دقيقة لتتفاعل المواد مع المياه. ثم نسكب المحتوى في كوب ويمكن تحليته بقليل من السكر أو العسل، مع العلم أن الشاي المحضر من القريص خالٍ من مادة الكافيين.
تزداد فعالية هذا الشاي أو النقيع إذا حُضّر من نباتات القريص الصغيرة الندية في الربيع أو في نهاية الخريف عند ظهور البراعم.
كما بإمكاننا عصر نبتة القريص الطازجة بالخلاط حتى تذوب تماماً وتشرب محلّاة أو نضيف إليها البابونج أو النعناع ليصبح طعمها مستساغاً… عند الحاجة.