أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد سيطرة القوات الحكومية السورية على مدينة القصير قبل 6 أعوام في ريف حمص، لم تشهد المدينة تواجداً كثيفاً للسكان، كما حصل أمس الاثنين.
حيث وبالرغم من طغيان مشهد الدمار على أجزاء كبيرة من المدينة، وذكريات الهروب من نيران القذائف وغارات الطائرات، التي لم تفارق مخيلة الساكنين، ألا أنهم عادوا إلى مدينتهم للاطمئنان عليها، بعد سنوات من الغياب عنها.
القصير تحولت لمنطقة أمنية
ويقول سكان سابقون يعيشون في الخارج (لبنان)، إن سبب عدم عودتهم لمدينتهم، يعود لأسباب منها، أن القصير التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن الحدود اللبنانية “أصبحت منطقة أمنية لا يدخلها سوى من يحمل إذناً خاصاً”.
وعلى ما يبدو فإن الحكومة السورية تريد تغيير هذا الوضع، بحسب سكان المدينة. حيث رافق الجيش السوري، الأحد، حوالي ألف شخص من السكان السابقين، الذين فروا إلى أجزاء أخرى من سوريا، أثناء عودتهم إلى المدينة حيث احتشدوا في الشوارع للاحتفال.
وتقول مصادر في أجهزة مخابرات غربية، إن المنطقة لا تزال جزءاً في حزام من الأراضي في سوريا “يتمتع فيه حزب الله بنفوذ قوي” بما في ذلك السيطرة على حركة الناس.
العودة بشكل مؤقت
وعلى الرغم من أن بعضاً ممن كانوا يسكنون القصير وشاركوا في رحلة العودة يوم الأحد قالوا إنهم عادوا إلى المدينة بشكل نهائي فإن آخرين قالوا، “إن بيوتهم تضررت لدرجة تجعلها غير صالحة للعيش”.
ويقول أحد ساكني المدينة ويدعى (ج.ح)، “إن منزله في المدينة سوي بالأرض”، لكنه أراد أن يرى بعينيه ما ينبغي فعله حتى يحاول أن يعود مرة أخرى قريباً.
وأضاف ”نطالب الدولة السورية بأن تساندنا بالمادة-النقود لبناء بيوتنا المهدمة”. وعندما فر (ج.ح) من القصير بسبب القتال، فر إلى مدينة حمص. وقال إنه سار عند العودة على نفس الطريق الذي سلكه للفرار.
الحكومة تنظم رحلة العودة للقصير
وحسب مصادر محلية من القصير، اجتمع حشد الأهالي العائدين في القطاع الشرقي من المدينة، حيث فتحت المتاجر أبوابها. وتعرض الحي لأقل نسبة ضرر جراء المعارك لكن بعض المباني بدت متضررة وبعضها تعرض لدمار جزئي أو ظهرت على جدرانها آثار الطلقات النارية.
ونُقلت المكاتب الحكومية إلى هذه المنطقة بمجرد توقف القتال في منتصف عام 2013. ومعظم من عادوا إليها هم من الموظفين وعائلاتهم.
وأُعلن عن بعض المبادرات الأخرى التي نظمتها الحكومة السورية لعودة النازحين داخليا في سوريا الذين يبلغ عددهم 6.2 مليون شخص إلى معاقل المعارضة السابقة، لكن الاستجابة لتلك المبادرات كانت ضعيفة. ومعظم تلك المناطق لا تزال تشهد وجوداً أمنياً كثيفاً فيما لا تزال باقي المناطق تفتقر للخدمات الأساسية.
وبدوره قال طلال البرازي محافظ حمص لوسائل إعلام رسمية سورية، “إن الحكومة نظمت الزيارة ضمن مسعاها لإعادة سكان القصير النازحين إلى ديارهم”.
لكنه أضاف أن 30 في المئة على الأقل من المدينة تعرض للدمار، وأن إعادة البناء لن تتم على وجه السرعة. مونوهاً بأن إعادة بناء القصير ”تحتاج لوقت“.
كانت القصير والمناطق المجاورة لها طريقا للمهربين لفترة طويلة. واستغلت المعارضة المسلحة هذه المنطقة قبل تعرضها للهزيمة، وتحولت الآن إلى طريق إمداد رئيسي لجماعة حزب الله اللبنانية داخل سوريا. حسب مصادر محلية من المدينة.
إعداد: علي إبراهيم