أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حذر تقرير نشرته “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” في واشنطن من احتمال استفادة تنظيم “القاعدة” من التوتر الحاصل في الشرق الأوسط، ولاسيما بين الولايات المتحدة وإيران.
ونوهت المؤسسة في تقريرها المنشور على وسائل إعلام إلى أن استراتيجية التنظيمات الإرهابية التابعة لـ”القاعدة” والحليفة لها أيضا، تعتبر تلك الصراعات أمرا حاسما لنجاحها على المدى القريب استنادا إلى تجاربها التاريخية، كما أن التوجه الجديد لهذا لتنظيم في التركيز على الصراعات الساخنة الجارية في المنطقة يعكس أكثر من مجرد انتهازية.
وأشار تقرير المؤسسة إلى أن تنظيم “القاعدة” ظل على مدى سنوات ينسج تحالفات استراتيجية مع عدد من اللاعبين الدوليين.
وعقد بعض تلك التحالفات مع أطراف لها عداء عقائدي وأيديولوجي واضح مع “القاعدة”، على الرغم من علم التنظيم بأن هذه الاستراتيجية قد تنقلب عليه، خصوصا مع ظهور تنظيمات أكثر تشددا منه مثل تنظيم “داعش”.
وتضمن التقرير شرحاً حول كيفية استفادة “القاعدة” تاريخيا من اتباع تلك الاستراتيجيّة فمنذ تأسيسها خلال المراحل الأخيرة من الحرب الأفغانية السوفياتية، لم تتلق “القاعدة” دعما مباشرا من دولة ما، لكنها استفادت بشكل غير مباشر من دعم دول عظمى كالولايات المتحدة، وأخرى إقليمية كانت ترغب في دعم المجاهدين ضد النظام الشيوعي الموالي للسوفيت في كابل.
وأضاف التقرير أنه وعلى الرغم من قدرة “داعش” في تحقيق نمو سريع بين عامي 2014 و2015 وعدم موته حتى الآن، إلا أن تنظيم “القاعدة” أثبت أن استراتيجيته النفعية البراغماتية كانت أشد فعالية.
كما أشار التقرير إلى أن “داعش” قاتل في الحرب السورية ضد كل الأطراف بما فيها الولايات المتحدة والدول العربية ونظام الأسد وروسيا وإيران”، وفي المقابل، سعت “هيئة تحرير الشام” المنتسبة إلى “القاعدة” إلى استغلال الخلافات الكامنة خلف الصراع فتلقت دعما من تركيا وقطر وكل الأطراف التي دعمت السنّة ضد نظام الأسد وحلفائه.
وحذر التقرير من أن قرع طبول الحرب في الخليج، وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى أعلى درجاته، قد يؤدي إلى اتخاذ طهران خطوات لإعادة تشكيل النظام الإقليمي مع إمكانية أن يشمل ذلك إعادة التعاون مع المتشددين الجهاديين المستعدين دوما لاستغلال الوضع لصالحهم إذ تشير تجارب التاريخ إلى أن تجدد الصراع يمكن أن يعزز قوة تنظيم “القاعدة”.
كما لم يستبعد التقرير أن يغير “داعش” استراتيجيته الحالية ويسعى لمحاكاة تنظيم “القاعدة” من أجل بناء قوته من جديد.