دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

علماء وباحثون ينتقدون اللقاح الروسي .. “متهور وأحمق وغير أخلاقي” !

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لانتقاد لاذع من قبل مجموعة من العلماء بعد إعلانه “المتهور” بأن روسيا طورت أول لقاح لفيروس كورونا في العالم، بحسب ما نقلت صحيفة ديلي ميل عنهم.
وسخر بعض الخبراء من تأكيدات السلطات الروسية بأن اللقاح أنتج الاستجابة المناعية المطلوبة ولم يتسبب في آثار جانبية كبيرة، مشيرين إلى أن مثل هذه الادعاءات تحتاج إلى دعم ببيانات علمية منشورة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن جميع اللقاحات المرشحة يجب أن تمر بمراحل كاملة من الاختبار قبل طرحها، وحثت منظمة الصحة العالمية روسيا الأسبوع الماضي على اتباع الإرشادات المعمول بها والمضي في “جميع المراحل” اللازمة لتطوير لقاح آمن.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن “المرحلة التي تسبق الترخيص” للقاح يجب ان تخضع لآليات “صارمة” بعد درس المعلومات “التي تم جمعها خلال التجارب السريرية”. واعتبرت الأوساط العلمية الأجنبية أن هذه الشكوك في محلها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا في العالم، تحت مسمى “سبوتنيك 5″، وقال إنه يعطي مناعة مستدامة ضد الفيروس، وأكد أن إحدى بناته تلقت اللقاح، كما أعلن الصندوق السيادي الروسي المشارك في عملية تطوير اللقاح إنه من المقرر بدء إنتاجه صناعياً في سبتمبر.
وأكد رئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديمترييف الثلاثاء أن عشرين دولة أجنبية طلبت مسبقاً “أكثر من مليار جرعة” من اللقاح الروسي، مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب على البشر تبدأ الأربعاء.
كما أثارت ألمانيا شكوكًا بشأن جودة اللقاح، مؤكدة أن الموافقة على الدواء لا تمنح في الاتحاد الأوروبي إلا بعد تجارب إكلينيكية كاملة، وقالت متحدثة باسم وزارة الصحة لشبكة الصحف الألمانية: “سلامة المرضى هي الأولوية القصوى. لا توجد بيانات معروفة عن جودة وفعالية وسلامة اللقاح الروسي”.
وفي حين أن بعض الخبراء لم يستبعدوا احتمال أن يكون “سبوتنيك 5” فعالاً، إلا أنهم يقولون إن هناك “القليل من التفاصيل” حول اللقاح ويحذرون أنه من الصعب معرفة اللقاح وتقييمه بدون المعلومات كاملة، فقد انتقد البروفيسور فرانسوا بالو، عالم الأحياء في جامعة كوليدج لندن، خطوة بوتين ووصفها بأنها “متهورة وحمقاء”، مؤكداً أن التطعيم بلقاح تم اختباره بشكل غير صحيح أمر غير أخلاقي”.
وأشار إلى أن أي مشكلة في اللقاح وفي حملة التطعيم الروسية ستكون كارثية سواء من خلال آثارها السلبية على الصحة، وعلى تراجع قبول الناس لأي لقاح آخر.
وأضافت عالمة الفيروسات الفرنسية ماري بول كيني النائبة السابقة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية لوكالة فرانس برس، أن “هذا الإعلان سابق لأوانه لأننا لا نعرف بعد ما إذا كان هذا اللقاح أو أي لقاح آخر سيقي من كوفيد-19 وما ستكون عليه مدة الاستجابة المناعية”، معتبرة أنها لا تكون في الواقع “لدى الإنسان لأكثر من بضعة أشهر أو أسابيع” بعد الجرعات الأولى.
من جانبه، ذكر الدكتور مايكل هيد، الباحث في الصحة العالمية في جامعة ساوثهامبتون، أنه ليس من الواضح بالضبط ما الذي يحدثه اللقاح الروسي، وقال: “من الضروري أن يحظى طرح أي لقاح بثقة الجمهور العام، وأن يكون هناك معلومات دقيقة عن مستوى الفعالية وأي آثار جانبية محتملة”، وأوضح أنه في الوقت الحالي، لا توجد أي معلومات أو بيانات عن اللقاح الذي تقدمه روسيا لمجتمع الصحة العالمي.
وحتى الآن، لم تنشر روسيا دراسة مفصلة عن نتائج التجارب التي سمحت لها بتأكيد فاعلية اللقاح، في حين كشفت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الثلاثاء، أن موسكو اعتمدت اللقاح من دون مروره بمراحل الاختبارات اللازمة والنهائية من أجل التأكد من فعاليته وأمانه.
بينما أكد البروفيسور كيث نيل، عالم الأوبئة في جامعة نوتنغهام، أنه في حين أن عينة صغيرة كافية لإظهار ما إذا كان اللقاح آمنًا، إلا أن هناك حاجة إلى تجربة أكبر بكثير لإظهار ما إذا كان يمنع العدوى، وتابع: “ليس من الممكن معرفة ما إذا كان اللقاح الروسي قد أثبت فعاليته دون تقديم الأوراق العلمية للتحليل ومن ثم قد تكون هناك مشاكل في جودة البيانات.”
بدوره، قال الدكتور داني ألتمان، أستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن، إن معايير الموافقة على اللقاحات صعبة جدا، مشيرا إلى أن الأضرار الجانبية الناتجة عن إطلاق أي لقاح أقل من آمنة وفعالة ستؤدي إلى تفاقم مشاكلنا الحالية بشكل لا يمكن التغلب عليه.
أما الطبيب أيفر علي المتخصص في مجال البحث الدوائي في “وورويك بينزنس سكول” فقد أشار إلى أن لقاحاً سيئاً قد “يسهل نقل العدوى من خلال الأجسام المضادة، وهي ظاهرة لا يوفر خلالها اللقاح حماية جيدة…وبدلاً من ذلك، يسهل دخول الفيروس إلى الجسد ويفاقم المرض”.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال، وصفت اللقاح الروسي، بالتضحية بسلامة المواطنين، خاصة في ظل المخاوف من سلامته، والتي لم تثبت بعد، ويخشى علماء حتى من داخل روسيا، بأن الكرملين سيقدم “هيبة” وصورة الدولة على أولوية صحة المواطن، وهو ما يشكل فضيحة لها مثلما ما حصل مع قضية “المنشطات” التي ظهرت في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في 2014.
يذكر أنه خلال الشهر الماضي، أعلنت كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا أن روسيا حاولت اختراق أبحاث اللقاحات الغربية في سعيها للفوز بالسباق.
المصدر: الحرة