أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – سلطت تقارير إعلامية غربية الضوء على مسعى روسي ضد تركيا وإيران في سوريا بالتعاون مع الإمارات والسعودية للحد من نفوذهما، وهذا ماتريده المنطقة كلها.
الأســد قوي
حيث نقلت تلك التقارير عن أحد المتخصصين في التاريخ العسكري المعاصر للشرق الأوسط، ويدعى “كمال علام” أنه قد اتضح أن التقييمات التي قالت أن الرئيس السوري فشل وباتت نهايته قريبة “لا أساس لها من الصحة وهي بعيدة عن الحقائق”، مشيراً إلى أن الرئيس الأسد يدرك أنه لكي يفوز في المعركة الاقتصادية عليه أن يتخلص من الأسماء الفاسدة حتى لو كان هؤلاء من عائلته، وذلك لكسب الدعم الروسي.
ويلفت المحلل السياسي السوري “علام”، أن من كان يتحدث عن رحيل الأسد بعد اغتيال 4 من ضباطه الكبار في 2014، هم أنفسهم من يقولون أن “روسيا سئمت من الأسد”، وأن الخلاف مع أغنى رجل في سوريا (رامي مخلوف) دليل على النهاية، مشيراً إلى أن روسيا وفي تاريخ تعاملها مع سوريا كانت دائماً تعطي الأولوية للعسكر ليمسكوا زمام الأمور.
ونقلت صحيفة “ناشونال انتريست” الأميركية عن “علام” قوله ، إنّ الحديث عن وجود خلاف روسي مع دمشق يتجاهل أساسا الدور التاريخي لروسيا في سوريا، ويمثل استمرارا لأكثر من ستين عاما من المشاركة الدائمة في الشؤون العسكرية السورية.
نجاح روسيا عسكرياً في سوريا
وفي الوقت الذي كان يشكك فيه كثيرون في 2015 بنجاح التدخل الروسي في سوريا، تنبأ المختص في التاريخ العسكري “كمال علام” بأن روسيا ستنجح عسكرياً في سوريا، وهذا ما اعترفت فيه الولايات المتحدة قبل أيام.
وبحسب التقارير فإن مكافحة الفساد كانت مطروحة على أجندة الأسد منذ 2018، وبدأ يلاحق الفاسدين بما في ذلك ابن خالته رامي مخلوف، للإشارة إلى الروس أنه قادر على مكافحة الفساد والأسماء الكبيرة الذي يقفون وراءه مثل رامي مخلوف.
ويشير علام إلى أن سوريا نجحت دائماً في تحقيق توازن في علاقتها القوية بإيران، ومع ذلك تواصل تحقيق مصالح استراتيجية قوية مع دول الخليج العربي، وقد تعلم الأسد (الأبن) من والده الراحل حافظ الأسد متى وكيف يستخدم ورقة الخليج، فبعد اغتيال الحريري نجح في إعادة كل دول الخليج كمستثمرين في دمشق.
مصالح مشتركة
وبحسب المحلل السياسي السوري، فإن بشار الأسد يفعل نفس الشيء الآن وفي الوقت المناسب، كما أن مصالح موسكو تتوافق مع العديد من دول الخليج، ولاسيما الإمارات والبحرين بتأييد ضمني من السعودية، فروسيا والإمارات تتخذان معا الآن مواقف مضادة في مواجهة تركيا في ليبيا وسوريا، وهذا يعني أنه سوف يتعين على تركيا تحقيق توازن دقيق مع روسيا في ضوء أنها تبدو في حالة انعزال متزايدة في منطقة البحر المتوسط.
كما أن روسيا ستطلع إلى الاستفادة من مشاركة الإمارات الجديدة في سوريا، حيث تتطلع موسكو لدعم الإمارات لمواجهة النفوذ التركي في شمال سوريا، كما يسعى بوتين للتعاون مع الامارات والسعودية معاً في سوريا من خلال تعزيز عدائهما ضد تركيا والرغبة في إحداث توازن في مواجهة النفوذ الإيراني، ومن المعروف تماما أن الروس يريدون انحسار الدور الإيراني، وهو ما ترحب به المنطقة كلها بما فيها إسرائيل.
إعداد: ربى نجار