أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رفض قيادي في المعارضة السورية تسمية ما يجري في إدلب معركة بين قوات المعارضة والقوات الحكومية، وقال بأن ما يجري “معارك بين مقاومة شعبية وطنية سورية وبين ميليشيات مسلحة ومجموعات من المرتزقة بقيادة الاحتلال الروسي”.
وأجرت شبكة أوغاريت بوست حواراً خاصاً مع رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم مصطفى سيجري بخصوص المعارك التي تجري في منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها، وقال سيجري إن “الدبلوماسية التركية تبذل جهود جبارة لإيقاف العدوان والعمليات الإرهابية الروسية بحق أهلنا وشعبنا المدنيين والمهجرين المقيمين في الشمال السوري”.
وأشار سيجري أن “الشمال السوري آخر قلاع الثورة السورية والحاضن الرئيس للقوى الرافضة لفكرة إعادة إنتاج الأسد ونظامه الإرهابي”.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل أوغاريت بوست فادي حسن مع رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم مصطفى سيجري:
1- في ظل استمرار الأعمال القتالية بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية في إدلب وحماة، كيف ترون الموقف التركي الذي عقد عدة اتفاقيات مع النظام الروسي؟ ولماذا لا تبدي تركيا موقف صارم حيال ما يجري ؟
بداية لم يعد من المقبول وصف ما يحدث اليوم من معارك عنيفة أنه بين فصائل المعارضة و”القوات الحكومية”، حقيقة الأمر أن ما يحدث هو معارك بين مقاومة شعبية وطنية سورية وبين ميليشيات مسلحة ومجموعات من المرتزقة بقيادة الاحتلال الروسي.
وبالنسبة للحلفاء في الجمهورية التركية فنحن على علم تام بما تبذله الدبلوماسية التركية من جهود جبارة بهدف إيقاف العدوان والعمليات الإرهابية الروسية بحق أهلنا وشعبنا المدنيين والمهجرين المقيمين في الشمال السوري، إلا أن عدم التزام الاحتلال الروسي وإخلاله بالاتفاق، وغياب دور المجتمع الدولي وغياب مؤلم من الأشقاء العرب جعل موقف الحلفاء في الجمهورية التركية يبدو ضعيفاً، وقد أتاح الفرصة للاحتلال الروسي لممارسة جرائمه علانية.
2- تركيا قبل الآن ومنذ بدء الأزمة السورية كانت تستقبل اللاجئين ولكننا نرى أنها ومنذ بدء الهجمات على إدلب وحماة أغلقت حددوها ولا تسمح لأحد بالدخول، برأيك ما سبب ذلك ؟
نعم تركيا ومنذ بداية الثورة السورية العظيمة لم تدخر أي جهد في دعم الشعب السوري ودعم صموده، وتعتبر تركيا شريان الحياة الوحيد للشمال السوري، إلا أن قرار إيقاف تدفق اللاجئين السوريين باتجاه الأراضي التركية لم يكن قرار تركيا فقط، بل قرار دولي مشترك، تلتزم فيه تركيا بإيقاف تدفق اللاجئين السوريين على أن يقوم المجتمع الدولي بإنهاء الأزمة السورية وتقديم الدعم اللازم للشعب السوري، وبالتأكيد عندما بدأ العدوان الروسي على إدلب تحركت تركيا دبلوماسيا ولوحت بورقة اللاجئين وإمكانية فتح الحدود لحماية أرواح المدنيين من الهجمات الإرهابية الروسية.
3- هل ستنجح الهدنات التركية الروسية في إدلب، وما هدف كل واحد منهما ؟
بحسب التجارب السابقة، الاحتلال الروسي لا عهد له ولا ميثاق، وعليه نحن معنيين بحماية أرضنا وشعبنا والدفاع عن المنطقة وعدم التفريط بشبر واحد.
4- إلى أين تتجه إدلب ؟
يريد الاحتلال الروسي أن يعيد السيناريوهات السابقة وأن تكون إدلب كسابقاتها من المناطق السورية، أي استخدام القوة العسكرية وقتل المدنيين وارتكاب الجرائم والمجازر، وفرض السيطرة، إلا أننا نؤكد هنا بأن الشمال السوري لا يشبه أي من المناطق الأخرى، نحن نتحدث هنا عن آخر قلاع الثورة السورية والحاضن الرئيس للقوى الرافضة لفكرة إعادة إنتاج الأسد ونظامه الإرهابي، ونتحدث عن حليف قوي وصادق اسمه تركيا، لا يشبه الغرب ولا العرب، هنا قتال حتى النهاية، المعركة نكون أو لا نكون، حياة أو موت، يراهن الاحتلال الروسي على احتلال إدلب وإعادتها إلى حضن الأسد، ونحن نراهن على أننا ومن إدلب سنعيد كامل الوطن إلى حضن الشعب.
حوار: فادي حسن