أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رأي القيادي العسكري أبو عمر الإدلبي أن ما يحدث في إدلب هو ترجمة للخلافات السياسية التركية الروسية، وما يجري الحديث عنه حول تفاهمات بينهما ما هي إلا محاولة لإلهاء الرأي العام. الإدلبي قال إن معركة إدلب هي معركة سياسية أكثر من كونها معركة عسكرية.
في فوضى الصراع المحتدم حول إدلب تتقاطع المساعي السياسية مع المكاسب العسكرية لكل طرف على الأرض، وعليه باتت الأطراف المتصارعة ترسم سياساتها وتحدد توجهاتها على طاولة المفاوضات وفق السيطرة الميدانية على الأرض.
ولإلقاء مزيد من الضوء على الواقع الميداني وانعكاساته على مجمل المواقف السياسية حاورت أوغاريت بوست القائد العام للواء الشمال الديمقراطي أبو عمر الإدلبي.
– تعيش إدلب حالة غليان وسط تصريحات روسية تركية بأنهم توصلوا الى تفاهمات بشأن وقف الاقتتال هناك، ولكن تركيا مستمرة في دعم تلك الجماعات وعلى رأسها جبهة النصرة، انت كيف تفسرون هذه الأمور ماذا يخطط كلاً من الروس والاتراك؟
ما نراه حقيقةً الخلافات السياسية التركية الروسية تترجم بصراع على الأرض يدفع ثمنه السوريون من دمائهم وممتلكاتهم.
أما ما يقال على الإعلام من توصل الطرفين إلى تفاهمات هي محاولة لإلهاء الرأي العام الدولي والمحلي الغير راض عما يجري من انتهاكات بحق الشعب السوري، وكسب المزيد من الوقت ليثبت كل طرف مكاسبه على الأرض أو يوسعها.
لوقت قريب جداً كانت التفاهمات الروسية التركية تفاهمات حقيقية وجادة ولكن لعبة التوازن الدولي والشد والجذب بين الغرب بقيادة أمريكا والشرق بقيادة روسيا عقد هذه التفاهمات وبعثر أوراقها. وتركيا لا تريد خسارة حلفائها التاريخيين وفي ذات الوقت لا تستطيع التنصل من اتفاقيات أستانة التي صيغت بلغة روسية بحتة.
– هل ترون أن معركة إدلب هي لبسط سيطرة القوات الحكومية على المنطقة، أم هناك خطط أخرى؟
ما تراه العين في إدلب هو معارك للسيطرة على الأرض.
أما ما نراه نحن هي معركة لتوسيع المكاسب السياسية لكلا الطرفين على طاولة الحل السياسي، فالجميع يعلم أن لا حل للأزمة السورية إلا من خلال المفاوضات المباشرة وحل سياسي بتوافقات دولية قد تكون أوسع من الجغرافيا السورية.
– أنتم كيف ترون مستقبل إدلب وتلك الفصائل التابعة لتركية، وهل سيكون لكم دور في تحرير إدلب ان صح التعبير؟
نحن نعول دائماً على شعبنا السوري بأصالته وانتماءه الوطني، الحقيقة أن الجميع تخلى عن إدلب منذ زمن بعيد عنها وتركوها لمصيرها المحتوم وأصبحت لقمة سائغة لأطراف لها مطامع لا تخدم مصلحة الشعب السوري.
نتمنى أن يكون لنا دور لتخليص وحماية شعبنا في إدلب من آلة إجرام النظام السوري الذي لا يتوانى عن استهداف وترويع المدن والقرى وإرهاب الأهالي هناك، ومن الفصائل ذات الأجندات الخارجية التي لا تصب في مصلحة الشعب السوري ومن التنظيمات الإرهابية، ولكن إلى هذه اللحظة لا يوجد مشروع دولي حقيقي لدعمنا في هذه المعركة وطبيعة الأرض والبعد الجغرافي والتعقيدات الموجودة تعطل هذا المشروع في الوقت الراهن.
حوار:فادي حسن