دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الطيران الاسرائيلي “حر” في استهداف المواقع العسكرية في سوريا.. وتساؤلات حول برودة الموقف الروسي

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – عادت الطائرات الإسرائيلية لقصف أهداف ضمن الأراضي السورية للمرة الثانية منذ آخر زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بالتزامن مع استمرار التساؤل حول الموقف الروسي الضعيف من خرق سلاح الجو الإسرائيلي للأجواء السورية، وهي تقع تحت حماية روسية وأنظمتها دفاعها الجوي.

وبعد أيام من قصفها لمواقع قيل إنها  “لقوات إيرانية” في ريف محافظة حمص وتحديداً حول مدينة تدمر، عاودت الطائرات الاسرائيلية، فجر الأثنين، قصفها لمناطق في ريف العاصمة دمشق.

أهداف عسكرية سورية أم إيرانية ؟

وذكرت وكالة الأنباء الحكومية “سانا” أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت منازل الأهالي في قرتي الخجيرة والعدلية بريف العاصمة، وأشارت إلى وقوع 3 مدنيين ضحايا وإصابة 4 آخرين نتيجة إصابتهم بشظايا الصواريخ، ولفتت “سانا” إلى أن “الدفاعات الجوية السورية هي من تصدت للأهداف المعادية في سماء دمشق”.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد كشف خلال تقرير له، أن الضربات الجوية الإسرائيلية على ريف العاصمة دمشق، استهدفت مواقع ومقرات تابعة لقوات موالية لإيران وحزب الله اللبناني ضمن المنطقة الممتدة من الكسوة حتى صحنايا بريف دمشق الجنوبي الغربي.

وأشار المرصد إلى أن القتلى الذين وقعوا نتيجة القصف هم “من القوات الموالية لإيران”، بالإضافة لوقوع ضحايا من المدنيين أيضاً ولم يعرف إذا ما قتلوا نتيجة شظايا الصواريخ الإسرائيلية أم الدفاعات الجوية السورية، ولفت المرصد إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية استطاعت تدمير عدة مقرات في المنطقة المستهدفة.

يشار إلى أن المنطقة المستهدفة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، تنتشر فيها مواقع للقوات الإيرانية وأخرى موالية لها، وتضم تلك المقرات عناصر من الجنسية السورية وغير السورية.

برودة الموقف الروسي

ويتساءل متابعون للشأن السوري حول عدم تحرك روسيا عند خرق الطائرات الاسرائيلية للأجواء السورية، أو عند استهداف تلك الطائرات المواقع العسكرية من خارج الأجواء السورية، علماً أن النظام الدفاعي الروسي في سوريا يستطيع رصد واستهداف أي مصدر معادٍ يمكنه أن يشكل خطراً على المواقع العسكرية داخل الأراضي السورية.

ويشير محللون سياسيون إلى وجود احتمالين، أحدهما: عدم رغبة روسيا باستهداف الطائرات الإسرائيلية إن كانت داخل النطاق الجوي السوري أو خارجه، وذلك تفادياً لأي تصعيد عسكري بين الطرفين، أو أن هناك تواطئ روسي اسرائيلي على تحجيم الدور الإيراني في سوريا.

وتقول تلك الأوساط عن الاحتمال الثاني، أن العنصر اللافت المتمثل بالصمت الروسي وبرودة موقفه، يرقى إلى مستوى التواطؤ الواضح أحياناً، مشيرين إلى أنه في أكثر الحالات فإن القوات الروسية تكون مرابطة بالقرب من المواقع التي يستهدفها الطيران الحربي الإسرائيلي ولا تتحرك للقيام بصد العدوان.

وأضافوا، أن الصمت الروسي يتواصل حتى في حالات بلغ فيها الاحتكاك درجة حساسة قصوى مثل إسقاط دفاعات جوية للقوات الحكومية السورية طائرة روسية في أيلول/ سبتمبر 2018، كان على متنها 14 عسكرياً روسياً.

ولفتت تلك الأوساط إلى أن موسكو تنشر في منطقة الساحل السوري تحديداً عدداً من معدات الرصد والرادار الأكثر تطوراً في العالم، والسكوت الروسي عن الغارات الإسرائيلية لا يعني موافقة الكرملين على الضربات فقط، بل يشير إلى أنها يمكن أن تخدم استراتيجية روسية بعيدة المدى تسعى إلى تحجيم الوجود العسكري والسياسي الإيراني في سوريا.

وبرزت خلال الفترة الماضية مؤشرات على خلافات روسية إيرانية حول بسط النفوذ في سوريا، والسيطرة على مؤسساتها، حتى بات “النظام في سوريا” منقسم بين مؤيد للروس وآخرون موالون لإيران.

إعداد: علي إبراهيم