دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا قد تستغل انشغال العالم بوباء كورونا لتنفيذ عمليات عسكرية جديدة في شمال وشرق سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة وباء كورونا، يبدو أن لتركيا حسابات أخرى لاستغلال الفرصة والقيام بتصفية حساباتها في المناطق السورية، وخاصة ضد الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، وسط الحديث عن احتمال تحرك تركي جديد في مناطق شمال وشرق البلاد.

عزل مناطق شمال سوريا عن بعضها

وكشفت مصادر إعلامية أن تركيا تخطط لاقتطاع المناطق الشمالية الشرقية من سوريا (التابعة للإدارة الذاتية) وجعلها معزولة عن بعضها البعض، وذلك في مسعى لإضعافها، والقيام فيما بعد بقضهما واحدة تلو الأخرى، وذلك لإفشال أي تواجد لحكم ذاتي للكرد في المنطقة حتى ولو تمت الموافقة عليها من قبل الحكومة السورية مستقبلاً، وتم تدوين في أي دستور جديد.

ويرى متابعون للشأن السوري، أن تركيا قد تستغل انشغال الدول التي لها اتصال بالأزمة السورية بوباء كورونا، للقيام بتحركات جديدة في شمال وشرق سوريا، مشيرين إلى تحركات مريبة للقوات التركية على الطرف الآخر من الحدود، وضمن المناطق التي تسيطر عليها، لافتين إلى أن تركيا تريد أن تحول تلك المناطق إلى “كانتونات” متقاطعة ومعزولة عن بعضها لسهولة السيطرة عليها.

تحركات مريبة.. وهجوم “بيولوجي”

بدورها أفادت مصادر من قوات سوريا الديمقراطية، أن قواتها المتواجدة على خطوط التماس رصدت خلال الأيام الماضية، تحركات مريبة للقوات التركية والفصائل الموالين لها بشمال وشرق البلاد، وعبرت تلك المصادر عن قلقها من احتمال قيام تركيا بعمليات عسكرية جديدة في ظل انشغال العالم بمواجهة وباء كورونا.

وأشارت إلى أن تركيا لم تكتفي بمحاولة نقل الفيروس إلى المنطقة من خلال نقل مصابين أتراك من داخل الأراضي التركية إلى مدينتي رأس العين (المسماة محلياً بسري كانيه) وتل أبيض (كري سبي)، وإدخالهم إلى مشافي المدينتين، بل تعدت ممارساتها لدفن وفيات بالفيروس في المنطقتين المذكورتين.

ولفتت المصادر إلى أن هذه المشافي لا ترقى لاستقبال حالات مصابة بفيروس كورونا، وهي تعاني من نقص في المعدات والتجهيزات الطبية، وشدد على أنهم تعرضوا خلال الفترة الماضية لهجوم “بيولوجي” من قبل تركيا، في محاولة لإيصال الفيروس لمناطق شمال وشرق سوريا.

تغيير ديمغرافي

وسبق أن قامت القوات التركية والفصائل الموالية لها بثلاث عمليات عسكرية في مناطق شمال سوريا، ضد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية، وكان آخر هذه العمليات العسكرية، تلك المسماة “بنبع السلام” التي بدأت في الـ9 من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وأدت لتهجير مايقارب الـ400 ألف شخص من بيوتهم في مدينتي رأس العين وتل أبيض، وسبق ذلك عملية “غصن الزيتون” في عفرين، والتي هجرت أكثر من 250 ألف شخص من منازلهم.

ويقول محللون، أن المساعي التركية أشبه بتلك التي مارستها إسرائيل في فلسطين، حيث تقوم بتشييد المئات من المستوطنات في شمال وشرق سوريا، لتوطين المهجرين من المناطق السورية الأخرى، على حساب تهجير سكان المناطق الأصليين تحت عنوان “المنطقة الأمنة”.

ويشدد هؤلاء على أن الفرصة سانحة وملائمة لأنقرة للقيام بما تسعى إليه خصوصاً وأن العالم والأطراف التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية منشغلة بوباء كورونا.

ضوء أخضر جديد

ولا تستبعد الأوساط السياسية في الإدارة الذاتية أن تقوم الولايات المتحدة وروسيا أيضاً بإعطاء ضوء أخضر جديد لتركيا للقيام بعملية عسكرية جديدة في المنطقة، خصوصاً وأن تلك الأطراف سبق وأن فتحت المجال لتركيا سابقاً، في عفرين ورأس العين وتل أبيض.

وفي ظل عدم رهان الإدارة الذاتية على أي من الأطراف الدولية للوقوف في وجه تركيا، يبقى مصير المنطقة مجهولاً، وكل الاحتمالات واردة.

 

إعداد: ربى نجار