أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – في وقت حذرت منظمات إنسانية ومنها الصليب الأحمر الدولي، من أن انتشار وباء كورونا في مناطق التي تشهد نزاعات وصراعات مسلحة ضمن الشرق الأوسط سيشكل كارثة إنسانية، يفضل نازحو إدلب منازلهم المدمرة على أن يبقوا في المخيمات البدائية والتي تفتقد لأدنى مقومات الحياة، في ظل مخاوف كبيرة من أن ينتقل إليهم فيروس كورونا.
وأدت العمليات العسكرية في محافظة إدلب، إلى نزوح اكثر من 700 ألف مدني من بيوتهم خلال الفترة الماضية، لكن مع توقف المعارك ودخول اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا يومه الـ43، عاد أكثر من 100 ألف نازح إلى بيوتهم التي وجدوها مدمرة أما بالكامل أو بشكل شبه كامل، مفضلين العيش تحت ما تبقى منها على العيش في مخيمات قد تكون السبب في انتقال المرض إليهم، بالتزامن مع ازدياد تعداد المصابين بالمرض في سوريا والبلدان المجاورة.
العيش في منزل مدمر أرحم من المخيمات
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن أحد النازحين قوله، أنه فضل العودة لمنزله المدمر على أن يبقى في المخيمات، التي تشهد اكتظاظاً كبيراً، مشيراً إلى أنه يخشى من انتقال فيروس كورونا له ولعائلته المؤلفة من 10 أشخاص، لذلك فضل العودة لمنزله بعد أن نزح منه قبل شهرين نتيجة المعارك والقصف المستمر.
وبالرغم من التحذيرات الدولية والوعود التي أطلقتها بمساندة اللاجئين السوريين في المخيمات وممن يسكون حتى في المقابر، بمواجهة وباء كورونا، إلا أن تلك الجهات المعنية بحقوق الإنسان، لم تقدم مساعدات بما يكفي لدرء الخطر عنهم، وبالرغم من التجاهل الدولي لم تسجل أي إصابة بالفيروس ضمن المخيمات السورية في الداخل السوري وخارجه.
ومايزيد المخاوف لدى الجهات الدولية والسوريين، الواقع الذي يشهده المخيمات من سوء في البنى التحتية وشبكات صرف الصحي والمياه غير الصالحة للشرب، ومع افتقار هذه المقومات فإن احتمال تفشي وباء كورونا في صفوف اللاجئين ضمن خيمهم كبيرٌ جداً، بالتزامن مع احتمال حدوث تصعيد عسكري جديد، رغم المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار لإفساح المجال أمام مواجهة الوباء.
السوريون يواجهون خطر كورونا
وتحدثت وكالة الأنباء الفرنسية، عن أن مناطق شمال غرب سوريا تؤوي أكثر من 3 ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين من مناطق سورية أخرى. ومع انعدام الرعاية الصحية والتدابير الوقائية فإن الخطر محدق بهم أكثر من العمليات العسكرية نفسها.
ويشير تقرير الوكالة، إلى أن معظم النازحين عادوا إلى بيوتهم ويحاولون إعادة الحياة إليها شيئاً فشيئاً، حيث بدأ بعضهم بإصلاح الأضرار التي طالت الأبنية والمنازل، وأعاد آخرون فتح محالهم والبحث عن مصدر رزقهم. بالرغم من ان الاختلاط الاجتماعي في هذه الظروف خطيرة للغاية كونها أحد أسباب تفشي المرض.
مساعدات “الصحة العالمية” لا تكفي
منظمة الصحة العالمية جلبت عدد قليل من الأجهزة التي تكشف الإصابة بفيروس كورونا إلى أحد المختبرات في إدلب، إلا أنها لاتكفي لتغطية كل من يشتبه إصابته بالفيروس، واقتصار دور المنظمة العالمية بجلب أجهزة كاشفة عن المرض دون أي معدات طبية ووقائية لا يمكن أن يحمي السوريين.
ورغم كل المخاطر المحدقة بالسوريين ومنهم اللاجئين والنازحين جراء انتشار وباء كورونا، إلا أن الجهات الدولية والمحلية لاتقوم بدورها كما يجب في الحد من وصول الفيروس إليهم.
ويحمل السوريون المجتمع الدولي وأطراف الصراع في سوريا مسؤولية انتشار الوباء بينهم، مشيرين إلى أن قلق تلك الأطراف وإبدائهم لمخاوفهم لاتكفي لحمايتهم من العدوى والموت.
إعداد: ربى نجار