دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

وباء كورونا.. يجدد الخلافات القديمة بين “تحرير الشام” و”حكومة الإنقاذ” في إدلب

 

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع الحديث عن وجود إصابات بفيروس كورونا بين العناصر التابعة للمعارضة السورية، وآخرين ممن يتبعون للقوات الحكومية في مناطق شمال غرب سوريا التي تشهد تصعيداً عسكرياً وتواجداً لقوات أجنبية تعد بلدانها موبوءة بالفيروس، وردت معلومات عن خلافات جديدة ظهرت بين فصائل المعارضة على الموقف من قرارات اتخذت لمواجهة الوباء.

كورونا يدخل على خط الخلافات

في السابق كان توسيع مناطق النفوذ والاستيلاء على المنازل والأحياء وتقاسم “الغنائم” من الأسباب التي كانت تسبب اقتتالاً بين فصائل المعارضة في أكثر من منطقة ضمن الشمال السوري، ليدخل فيروس كورونا هذه المرة على خط التوتر، ويحرك الخلافات القديمة بين القادة والمشرعين.

ووردت معلومات من مصادر خاصة لشبكة أوغاريت بوست، بأن الاساليب المتبعة في مناطق سيطرة المعارضة السورية لمواجهة وباء كورونا، أثارت انقسامات حادة وخلافات داخلية بين الفصائل في إدلب، حيث أبدى عدد من قادة الفصائل والمشرعين البارزين ضمن هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وغيرها، اعتراضهم على عدة قرارات كان من المفترض اتخاذها لمواجهة تفشي وباء كورونا في تلك المناطق.

خلافات بين “تحرير الشام وحكومة الإنقاذ”

ومنذ أكثر من أسبوع، ظهرت خلافات بين “تحرير الشام” من جهة “وحكومة الإنقاذ” من جهة أخرى، وذلك حول تعامل الأخيرة مع ظاهرة الوباء “وتعليقها لصلاة الجمعة في مساجد إدلب كخطوة لمنع تفشي العدوى وتقليل التجمعات والحركة ضمن المدن والأسواق”.

ونقلت المصادر الخاصة عن أخرى “مقربة من المعارضة السورية”، عن أحد المسؤولين البارزين في “تحرير الشام” ويدعى بـ “أبو مالك التلي” قال أن “الأمة الإسلامية ابتلت بتعطيل الجمعة والجماعات في المساجد دون ضبط الأسواق بحجة الوباء”، وطالب “التلي” بمنع التجمعات قبل إغلاق المساجد، وذلك في إشارة إلى الاعتصامات والتظاهرات التي تحدث على الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف باسم M-4.

وأشارت المصادر إلى أنه قبل ذلك، أحد المشرعين في “تحرير الشام” يدعى “أبا اليقظان المصري” أصدر في أحد مساجد إدلب فتوى “بتحريم تعليق الصلاة بسبب وباء كورونا”، متسائلاً عن “كيفية تعليق الصلاة في وقت البلاء”، ومشدداً على عدم إغلاق المساجد مهما كانت الأسباب. وهو ما ينذر باحتمال تفشي الوباء بين المدنيين في حال استمرار التجمعات ضمن نقاط محدود، وهذا ما عملت معظم الدول على منعه في الوقت الراهن.

ونوهت المصادر، أنه يمكن للفتوى التي أصدرها “أبا اليقظان” (الذي يعتبر من المشرعين في تحرير الشام)، أن تجدد الخلافات بين الهيئة وحكومة الإنقاذ التي قررت تعليق التجمعات بما فيها الصلاة في المساجد.

مشيرين إلى أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات صارمة لمنع تفشي الوباء في تلك المناطق، كون إدلب وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لا تمتلك أي معدات صحية وطبية لمواجهة الفيروس في حال انتشاره، وهو ما يعني حدوث كارثة إنسانية، الأمر الذي حذرت منه منظمات دولية.

كما أن تواجد القوات الأجنبية مختلفة الجنسيات والتي تعتبر بلدانها من البلدان الموبوءة بفيروس كورونا، يضع احتمال تحول إدلب لمنطقة تفشي أخرى واردٌ جداً، في ظل وضع “تحرير الشام وحكومة الإنقاذ” خلافاتهم الشخصية والقديمة في مسألة مكافحة الوباء ومنع انتشاره في تلك المناطق.

وأكدت المصادر الخاصة بأن هناك مخاوف جدية من قبل الأهالي من نفشي المرض بينهم في ظل تجاهل كامل من قبل فصائل المعارضة وتركيا والمنظمات الإنسانية حتى.

إعداد: علي إبراهيم