أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رغم الإعلان عن توصل الجانب الروسي والتركي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وموافقة الطرفين على تفاصيله في إدلب، إلا أن طبول الحرب في آخر مناطق “خفض التصعيد” في سوريا لاتزال تقرع حتى اللحظة، كون “الهدنة” بين الطرفين أقل ما يمكن القول عنها أنها “هشة”.. هكذا وصف متابعون للشأن السوري الأوضاع في المحافظة.
ومع دخول الأزمة السورية عامها العاشر، يبدو جلياً أن الأرض السورية باتت مركزاً لصراع الدول الإقليمية والعالمية، وخاصة بين روسيا وتركيا التي يقول عنها محللون “أنها رأس الحربة الغربية ضد المخططات الروسية في منطقة الشرق الأوسط”.
الاتفاق على تفاصيل وقف إطلاق النار
وأعلنت تركيا، الجمعة، اتفاق الوفود العسكرية الروسية والتركية على خفض مستوى التوتر في محافظة إدلب، إضافة إلى الاتفاق على تفاصيل وقف إطلاق النار، الذي ترفضه الأوساط الشعبية في إدلب، وبدأت تعد العدة للاحتجاج على موافقة تركيا على الشروط الروسية، التي يرون فيها أنها “استكمال تسليم المحافظة لموسكو ودمشق”.
وذكر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، أن المسؤولين الأتراك والروس اتفقوا على تفاصيل وقف إطلاق النار في إدلب، وعلى تنظيم دوريات مشتركة على طريق حلب – اللاذقية المعروف باسم M-4، اعتبارا من يوم الأحد القادم، وقال إن تركيا وروسيا ستقيمان مراكز تنسيق مشتركة لمراقبة تنفيذ الاتفاق بعد استكمال المحادثات مع المسؤولين.
رفض اتفاق موسكو
الأوساط الشعبية في إدلب لاتزال على موقفها الرافض للاتفاق الذي يرونه تمهيداً “لتحقيق روسيا هدفها الثاني من الحملة العسكرية على إدلب”، وهو السيطرة وتثبيت نقاط عسكرية لها على الطريق الدولي “M-4″، مشيرين إلى أن روسيا بعد ذلك ستخلق الذرائع لاستئناف عملياتها العسكرية بعد سيطرتها على العمق الاستراتيجي لإدلب، وتقطيع أوصال المحافظة.
وفيما تعمل القوات الحومية السورية على فتح الطريق الدولي “M-5” عند عقدة بلدة معرحطاط بريف إدلب وإزالة الكتل الاسمنتية التي قطعت بها النقطة التركية الطريق الدولي سابقا أمام أرتال القوات الحكومية، رفض مُحتجّون من أهالي إدلب يعتصمون على أوتستراد اللاذقية– حلب الدولي (M4)، تسيير الدوريات التركية- الروسية المُرتقبة وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
التحركات الشعبية تأتي حسب مصادر خاصة لأوغاريت بوست، بعد توجيهات من قيادات الفصائل المعارضة في إدلب، الذين رفضوا هم أيضاً اتفاق موسكو ومانص عليه، وقالت تلك المصادر، أن الأهالي سيبقون على الطريق الدولي لمنع العربات الروسية من العبور حتى لو لم توافق القوات التركية على ذلك.
ذريعة بيد موسكو
ومن شأن هذه الخطوة أن تتخذها موسكو “كذريعة” لاستئناف العمليات العسكرية في إدلب، خصوصاً وأن روسيا والحكومة السورية تريدان ذلك، كون الهدف الأوحد هو السيطرة على إدلب، وطرد الفصائل منها لمناطق “درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام” (مناطق عمليات عسكرية تركية سابقة)، وبعد ذلك فإن الأنظار الروسية الحكومية ستتجه بالتأكيد لتلك المناطق للسيطرة عليها.
طبول الحرب لاتزال تقرع
وفي خطوة قال عنها خبراء عسكريون أنها “احترازية”، صرحت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، أن نقاط المراقبة التركية ستبقى في مكانها ولن تنسحب، وقالت الوزارة في بيان “تواصل نقاط المراقبة تنفيذ مهماتها، ولا حديث عن سحب الأسلحة الثقيلة منها”.
إضافة إلى ذلك لاتزال الأرتال العسكرية التركية تستمر بالدخول إلى الأراضي السورية، حيث بلغت الآليات والشاحنات العسكرية التركية في إدلب أكثر من 4 آلاف شاحنة، إضافة إلى انتشار أكثر من 9200 جندي تركي في المنطقة، ما يوحي أن تركيا تحسب حسابها لأي عملية عسكرية مستقبلية في إدلب.
بالتزامن مع ذلك، تواصل القوات الحكومية تعزيز قواتها العسكرية على تخوم نقاط التماس في المحافظة، وذلك رداً على التعزيزات العسكرية الضخمة للجانب التركي. وبحسب آراء الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين، فإن الطرفان مدركان تماماً ان “الهدنة” لن تدوم وأن طالت، والعمليات العسكرية لابد أن تعود مرة أخرى عند أول اختبار حقيقي لها.
إعداد: ربى نجار