دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

رغم إدراكهما أنه لن يدوم.. بوتين وأردوغان يشيدان باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أشاد كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بالاتفاق الذي حصل بينهما في موسكو بشأن إدلب، مشيرين إلى أنه لايزال متماسكاً رغم الخروقات الطفيفة التي تحصل في بعض المناطق من “خفض التصعيد” من طرفي الصراع على الأرض.

المعارضة تتمسك بموقفها الرافض لاتفاق موسكو

ورفضت قيادات المعارضة السورية الانصياع لبنود الاتفاق والانسحاب من المناطق التي سيشملها “الممر الآمن” على الطريق الدولي M-4، والذي يمر من (أريحا محمبل وجسر الشغور وصولاً إلى محافظة اللاذقية)، وأشارت مصادر قيادية إلى أن فور تمكن روسيا من تثبيت نقاطها على الطريق الدولي M-4، في العمق الاستراتيجي من إدلب، ستستأنف عملياتها العسكرية في إدلب، كاشفين عن وصول تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية السورية والروسية بمحاذات مناطق التماس في إدلب.

وقال أحد القياديين في المعارضة السورية لأوغاريت بوست (شريطة عدم ذكر أسمه)، “أن التعزيزات العسكرية الضخمة للنظام على محاور إدلب لا توحي أن الاتفاق سيستمر لأكثر من بضعة أيام”، مشيراً إلى أن “روسيا تلعب على تركيا، والأخيرة مجبرة على المضي قدماً بالاتفاق رغم إدراكها تماماً أن الاتفاق لم ولن يمنع النظام من مواصلة عدوانه على المناطق المحررة”. حسب وصفه.

وأكد القيادي “لأوغاريت بوست”، “أن المقاتلين لن ينسحبوا من المناطق التي نص عليها الاتفاق، ولو كلفهم ذلك سقوط الهدنة وعودة العمليات العسكرية دون دعم تركي”، معتبراً ذلك “مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم”.

بوتين وأردوغان يشيدان باتفاق موسكو

وكان الكرملين قد أعلن مساء الخميس، أن الرئيس الروسي ونظيره التركي أشادا “بانخفاض كبير في التوتر في منطقة خفض التصعيد”، وأشار الكرملين إلى أن اتصالاً هاتفياً جرى بين الطرفين تعهد الطرفان خلاله بمواصلة العمل المشترك “لضمان التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام وتعزيز استقرار الوضع”.

موجات نزوح.. وأكار يهدد

فيما أعربت اوساط سياسية تركية مطلعة عن مخاوفهم من أن تتسبب العمليات العسكرية في إدلب من موجات نزوح كبيرة باتجاه بلادهم، لذلك فإن أنقرة قدمت تنازلات كبيرة لروسيا لإرساء الأمن والاستقرار في إدلب، وإعادة السوريين النازحين في الداخل السوري إلى بيوتهم. منوهين إلى أن بلادهم ستستأنف عملية “درع الربيع” ضد القوات الحكومية إذا لم تلتزم القوات الحكومية بالاتفاق الروسي التركي.

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أكد خلال تصريحات صحفية، أن بلاده جاهزة وقواتهم مستعدة لاستئناف العمليات العسكرية من حيث توقفت ضد القوات الحكومية السورية في حال خرقت الاتفاق واكملت العمليات العسكرية.

المعارضة التركية لأردوغان: “لقد أهنت الأمة”

المعارضة التركية بدورها رأت أن زيارة أردوغان والمسؤولين الأتراك لروسيا، كان بمثابة “عار كبير على الأمة التركية”، مشيرين إلى أن “أردوغان أهان الامة.. وذهب ليترجى بوتين (الذي جعله ينتظر على أبوابه) للحفاظ على وجوده في المحافظة”.

وأضافت المعارضة التركية “أن أردوغان لم يحترم الشعب التركي، ولا دماء الشهداء من الجنود الأتراك، وذهب ليتفق مع بوتين الذي قام هو ونظام الأسد باختراق اتفاق سوتشي ووقف إطلاق النار في إدلب سابقاً والآن”.

وكانت تركيا تمني النفس في أن تحصل على دعم عسكري من حلف شمال الأطلسي في مواجهة روسيا بعد تعرضها لهجمات في إدلب أدت لمقتل العشرات من جنودها. لكن موقف حلفاء أنقرة جاء بما لا يرضي طموحات ورغبات أردوغان، الذي وجد نفسه مجبراً على الاتفاق مع بوتين لإرساء وقف لإطلاق النار في إدلب، بالرغم من إدراكه أن هذا الاتفاق وإن طال فإنه لم يمنع روسيا والحكومة السورية من المضي قدماً في خططهم باستعادة إدلب لسيطرة الدولة السورية.

إعداد: ربى نجار