أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بالتزامن مع استمرار محادثات الوفود العسكرية الروسية والتركية في العاصمة التركية أنقرة، لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في آخر مناطق “خفض التصعيد” شمال غرب سوريا الذي دخل يومه السابع، أكدت مصادر شعبية وقيادية تابعة للمعارضة السورية رفضهم لاتفاق موسكو وإنشاء “الممر الآمن” الذي نصت عليه على الطريق الدولي M-4.
محادثات إيجابية وبناءة
ووصف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، المحادثات التي يجريها الطرفان بشأن الوضع في إدلب “بالإيجابية والبناءة”.
وأوضح أن اللقاءات المتبادلة مع الوفد العسكري الروسي تتواصل في أنقرة، مشيراً إلى أن تركيا تخطط وتعمل من أجل البدء بتسيير الدوريات المشتركة مع الروس على الطريق الدولي “M4” بسوريا في 15 آذار/مارس الجاري.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء الأربعاء، عن انتهاء المحادثات بين وفدي البلدين بشأن إدلب، لكن دون التطرق لأي نتائج تمخضت عن المحادثات، وأشارت أن المباحثات ستستمر الخميس.
اتفاق موسكو يبعد شبح “حرب الدول” عن إدلب
ويبدو أن الاتفاق الروسي التركي في إدلب، خفض التوقعات التي أشارت إلى احتمالية مواجهة عسكرية مباشرة بين القوتين الرئيسيتين في الصراع السوري (روسيا – تركيا)، لكنها لم تؤكد بشكل مطلق بعد، انتهاء المعارك بين القوات الحكومية السورية والمعارضة التي رفضت الاتفاق وقالت أنها لن تلتزم به.
المعارضة.. لن ننسحب
وخلال حديث خاص مع شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أكدت أوساط شعبية وقيادات في الفصائل المعارضة أنها لن تنسحب من “الممر الآمن” في محيط (M4)، وذكرت مصادر محلية من منطقة جسر الشغور بريف إدلب، أن المنطقة تشهد توتراً بعد التصريحات التركية حول انسحاب قوات المعارضة من مناطق جنوبي الطريق (M4) لتسير الدوريات التركية – الروسية.
وأكدت تلك المصادر أن فصائل المعارضة وأهالي منطقتي جسر الشغور وأريحا يستعدون لتنظيم مظاهرات على الطريق الدولي لمنع عبور الدوريات التركية والروسية.
هذه المواقف حسب مراقبين، وخصوصاً التي جاءت من قيادات الفصائل المعارضة، تضع ذريعة كبيرة في يد روسيا والحكومة السورية لاستئناف العمليات العسكرية في إدلب، وهذه المرة قد تضع تركيا سبب سقوط اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب على عاتق الفصائل التي رفضت الاتفاق وقالت انها لن تنسحب من نقاطها العسكرية.
مشيرين إلى أن تركيا أعلنت سابقاً على لسان مسؤوليها، أن روسيا وتركيا ستحاربان الجهة التي لا توافق على أي اتفاق ينتج عن المحادثات بينهما، (كان ذلك قبل الاتفاق الروسي التركي في موسكو)، وبذلك فإن فصائل المعارضة ستضع حجة تريد روسيا والحكومة السورية الحصول عليها لاستئناف المعارك في إدلب للسيطرة عليها بالكامل.
اتفاق ضبابي
ورغم كل مايحدث من تنسيق عسكري بين موسكو وأنقرة بشأن إدلب، وفتح قنوات اتصال عسكرية مباشرة لتنسيق الجهود بين الطرفين لتثبيت الهدنة، وتطبيق بنود اتفاق موسكو على الأرض، إلا أن متابعين للشأن السوري لايزالون يرون في بعض البنود المتفق عليها على أنها “ضبابية”.
متسائلين عن مصير إدلب بعد دخول القوات الروسية إلى العمق الاستراتيجي لتلك المنطقة (أي الطريق الدولي M-4)، واحتمال استئناف روسيا للعملية العسكرية في المحافظة (والحجج كثيرة) بعدما تثبت نقاطها على ذاك الطريق، حينها لن تنفع تواجد نقاط المراقبة التركية في إدلب، ولا التعزيزات العسكرية الضخمة التي جاءت، وستخرج تلك الآليات والجنود الأتراك من إدلب لتفادي التصادم مع روسيا، التي تأكدت بشكل كامل أن الدول الغربية لن تتدخل عسكرياً لمساندة أنقرة في شمال غرب سوريا.
إعداد: ربى نجار