أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أظهرت دراسة جديدة لمنظمة الصحة العالمية أن المرضى الذين أقلعوا عن التدخين قبل إجراء العمليات الجراحية بـ 4 أسابيع على الأقل، حققوا نتائج أفضل بشكل كبير، ويواجهون خطر أقل لمضاعفات ما بعد العملية.
ووجدت الدراسة أن المدخنين الذين يخضعون للجراحة عرضة للمضاعفات بمعدل ضعف غير المدخنين، مما يشكل عبئًا كبيرًا على المستشفيات في جميع أنحاء العالم.
ويوجد في العالم أكثر من مليار مدخن، واحد من كل 25 يخضع لعملية جراحية كبرى كل عام، وفي البلدان الأكثر ثراءً، يعاني ما يصل إلى 16 بالمائة من مرضى ما بعد الجراحة من مضاعفات شديدة؛ وفي العالم النامي، يمكن أن يصل معدل الوفيات بعد الجراحة إلى 10 في المائة حسب البلد.
من جانبه، قال إدوارد تورسان ديسبينيت، الباحث في مجال التبغ في جامعة نيوكاسل في أستراليا، والذي تعاون في التقرير، “أن هذا لا يعد أمرًا سيئًا للمريض فحسب، بل يعد أمرًا سيئًا بالنسبة لتوزيع الخدمات الصحية، فالمضاعفات ستتطلب إعادة المدخن مرة ثانية إلى المستشفى”.
وقال معدو التقرير إن النتائج وفرت فرصة قوية للأطباء لتأخير الجراحة الاختيارية للمدخنين، لمنحهم مزيدًا من الوقت للإقلاع عن التدخين.
كما وجد الباحثون أنه اعتبارا من أربعة أسابيع من الإقلاع عن التدخين، كل أسبوع إضافي بلا تبغ يحسن الوضع الصحي للمريض بنسبة 19% عبر تحسين الدورة الدموية.
وعن مخاطر التدخين، فأكدت الدراسة أن التدخين يؤثر سلبا على وظيفة القلب والأوعية الدموية وقدرة الأنسجة على الشفاء، ذلك لأن أول أكسيد الكربون الموجود في دخان السجائر يقلل من الأكسجين اللازم لوظيفة الخلية الطبيعية، كما أن النيكوتين يعيق تكتل الصفائح الدموية التي تساعد على الشفاء.
من جهته، قال الدكتور كيرستين شوت، المسؤول الطبي في مستشفى “WHO”: “أن الجراحة بحد ذاتها اعتداء على الجسم وستكون شفاؤك أصعب بكثير إذا كنت تدخن”.
والإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل عند بعض المدخنين، فقد قالت الدكتورة آمي آن لاسيج، أستاذة جراحة سرطان الرأس والرقبة في مركز هينيبين للرعاية الصحية في مينيسوتا: “إن حوالي نصف مرضاها يواصلون التدخين حتى بعد تشخيص السرطان”.
وتأمل الدراسة التي استعرضت أكثر من 100 بحث حول هذا الموضوع، أن تكون النتائج التي توصلت إليها بمثابة دعوة واضحة للجراحين وأخصائي التخدير ومديري المستشفيات،لدعوة المرضى الى الإقلاع عن التدخين عند إجراء العمليات ولو بشكل مؤقت.