دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تساؤلات حول تقدم الحكومة السريع في إدلب.. وتقارير تشير إلى عدم التعويل على الدور التركي لإنهاء المعارك

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – كثرت التساؤلات حول أسباب التقدم السريع الذي تحرزه القوات الحكومية السورية على حساب المعارضة في مناطق “خفض التصعيد” في إدلب، وذلك بالتزامن مع صمت تركي حيال ما يجري في المنطقة، واكتفائه بتصريحات منددة واخرى داعية لوقف العنف، والتي لا تقدم في الامر ولا تؤخر منه شيء.

أسباب التقدم السريع للقوات الحكومية في إدلب

وتحدثت تقارير إعلامية عن أسباب “التقدم المتسارع للحكومة السورية وروسيا” في محافظة إدلب، حيث يرجع التقرير سبب التقدم الأخير إلى أمرين أساسيين، الأول تمثّل في استخدام الحكومة السورية وروسيا “لأساليب الحرب التقليدية والعنيفة”

أما السبب الثاني، فيعود لعدم نجاح المعارضة السورية من الجانب السياسي والعسكري احتواء وفهم طبيعة دورها وتحركاتها حتى ضمن تفاهمات سوتشي 2018.

الدور التركي “غير مجدي”

وحسبما جاء في تلك التقارير، فإن الاعتماد على موقف تركي حاسم “أمر غير مجدي”، إذ أن “تركيا لن تدخل في مواجهة عسكرية مع روسيا أو الحكومة السورية في الوقت الحالي ولا يبدو انها ستدخل”، وهنا المطلوب من المعارضة الدخول في حرب غير تقليدية مع الجانب الآخر.

وأضافت التقارير أن المعارضة تدرك تجنب القوات الحكومية وروسيا لتحويل المعارك لعمليات استنزاف طويلة الأمد (أحد الطرق التي اتبعتها روسيا خلال حملاتها الأخيرة على إدلب)، وأشارت إلى اتباع الروس والحكومة لسياسة تطويق المدن بدل التقدم المباشر نحوها والقضم البطيء، وذلك لفقدانهم للعنصر البشري الذي يجب أن يغطي كل الجبهات، حسبما أفادت التقارير.

الحكومة تفتقد العنصر البشري

فقدان القوات الحكومية للعنصر البشري على عكس المعارضة، لا تستطيع الأخيرة أن تقوم باستثماره لصالحها، واتخاذها كثغرة استراتيجية عسكرياً وسياسياً، بالتزامن مع امتلاك المعارضة لكافة الإمكانيات والقدرات التي تخولها الدخول في حرب استنزاف مع القوات الحكومية وروسيا مما سيجبرهم بالتأكيد على وقف العمليات العسكرية.

من جهة أخرى، أشارت صحيفة “عربي 21” نقلاً عن ورقة بحثية لمركز “الجسور للدراسات” أن القوات الحكومية تحاول التقدم إلى معرة النعمان للسيطرة عليها، لتطويق نقطة المراقبة التركية في تل صرمان او معرحططا أو كليهما، مشيراً أنه سيستفيد من غياب وجود أي رد فعل من تركيا عندما تمت محاصرة نقطة مورك.

الحل في إدلب عسكري بحت

يشار إلى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعتبر أن اتفاق سوتشي فشل في مناطق شمال غرب إدلب، وذلك بسبب عدم التزام الجانب التركي بتعهداته، مشدداً أن الحل في إدلب “عسكري بحت”.

وبالعودة إلى التقارير التي سلطت الضوء على تقدم القوات الحكومية السريع في إدلب، فقد تحدثت عن استراتيجيات الحكومة وروسيا في معركتهم ضد المعارضة، ومنها اتباع سياسة الأرض المحروقة والتي اتبعتها روسيا والحكومة في أي محافظة أو مدينة حاولت السيطرة عليها، إضافة إلى سياسة القضم التدريجي كون العنصر البشري قليل، والسيطرة على المناطق المرتفعة والتلال الحاكمة، وهو ما حدث في معرة النعمان وسقوطها نارياً بمجرد سقوط التلال المحيطة بها، وهي الآن تتجه نحو المصالحة.

كما تتعمد الحكومة إلى سياسة التطويق للسيطرة على مساحات واسعة، والهجمات المباغتة وخاصة في فترة الليل، من أجل خرق تحصينات المعارضة، والأهم من ذلك كله، استراتيجية روسيا في استنزاف قوات المعارضة من خلال تنفيذ ضربات جوية على مناطق انتقائية، وإشراك قوات أجنبية إلى جانب القوات الحكومية.

 

إعداد: ربى نجار