دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تسعى لتطبيق “النموذج السوري” في ليبيا مع روسيا.. واتفاق مرجح خلال لقاء القمة المرتقب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أعلن الرئيس التركي قبل يومين، أنه سيشكل وفداً أمنياً في إطار زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، للقاء نظيره فلاديمير بوتين، وذلك بشأن بحث الملف الليبي، واحتمال إرسال قوات تركية إلى البلاد لدعم حكومة السراج، بعد اقتراب الجيش الوطني الليبي من قلب العاصمة طرابلس.

تطبيق النموذج السوري في ليبيا.. وتصدير الأزمات

وبحسب مصادر دبلوماسية روسية، فإن أردوغان يسعى خلال لقاءه بنظريه بوتين إلى خلق تفاهمات مع روسيا (الداعمة لقوات حفتر)، تشابه تلك التي حصلت في شمال سوريا، مشيرين إلى أن السعي التركي يصب في إطار الحصول على حصة من “ثروات ليبيا النفطية”.

وكان الرئيس التركي قد أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، قبل ذلك بيوم، جاء ذلك بعد إعلان الكرملين أن المحادثات بين الزعيمين بشأن ليبيا ستتأجل إلى العام المقبل، وبما أن المعارك تشتد في طرابلس، لن يستطيع الرئيس التركي الانتظار إلى ذلك الحين، خشية من فقدان قوات السراج السيطرة على طرابلس، وبالتالي فقدان كل الأوراق التي من شأنها التفاوض مع روسيا على تقاسم السيطرة على ليبيا وثرواتها.

ونقلت وسائل إعلامية عربية عن “المحلل السياسي باسل الترجمان، قوله، “أن إردوغان يرغب في خلق أزمة خطيرة تهدد الأمن والسلم الدوليين في حوض المتوسط، ويريد أن يصدّر الأزمة التي كان يستثمرها في سوريا إلى ليبيا من خلال استعمال الجماعات الإرهابية التي انتشرت في شمال سوريا ثم أقام جزء كبير منها بعد هزيمتهم في الأراضي التركية، ونقلهم إلى ليبيا”.

وأوضح ترجمان، أن ما يريده الرئيس التركي “لا نعرفه ولا نعرف ما يفكر فيه”، لكنه حول تركيا إلى دولة “تعادي كامل محيطها الجيوسياسي وتعمل على توسيع العداء إلى دول بعيدة جغرافيا عنها”.

يشار إلى أن الموقف التركي والروسي من الصراع في ليبيا مختلف عن بعضهما، كما في سوريا، والتي استطاع الطرفان حل المشاكل فيما بينهما من خلال الاتفاق على تقاسم السيطرة والنفوذ في مناطق شمال سوريا، عبر محادثات آستانا وسوتشي، وهذا ما يسعى إليه اليوم الرئيس التركي في ليبيا.

أنقرة تخشى من دعم روسيا لحفتر.. وتهدد بمهاجمة قوات مدعومة روسياً

وتخشى تركيا من يؤدي التدخل الروسي في ليبيا، إلى قلب موازين المعركة لصالح قوات “الوطني الليبي”، كما حصل في سوريا، عند تدخل روسيا إلى جانب الحكومة السورية وكانت السبب في استرجاع ثلثي الأراضي التي كانت خارجة عن سيطرتها.

وهدد الرئيس التركي، بمهاجمة مجموعة “فاغنر” المدعومة من روسيا، والذين يساندون قوات المشير حفتر في ليبيا، جاء ذلك بعد أن أعربت موسكو عن قلقها من تدخلٍ عسكري تركي في ليبيا. وقال الرئيس التركي، إن بلاده لا يمكنها البقاء صامتة تجاه “المرتزقة” المدعومين من روسيا، والذين يساعدون قوات المشير حفتر في ليبيا.

لقاء القمة الروسي التركي قد يشهد اتفاقاً

تصريحات الرئيس التركي تأتي بعدما أفاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية، بأن التدخل العسكري الخارجي في ليبيا لا يمكنه سوى تعقيد الوضع في البلاد، وأن إمكانية استقدام جنود أتراك إلى ليبيا يعتبر مصدر قلق بالنسبة لموسكو، ونوهت إلى أن الخطوة التركية لا يمكن أن تبقى دون ردة فعل من دول الجوار الليبي.
ويعتقد محللون غربيون، أن الاجتماع المرتقب بين روسيا وتركيا قد يشهد اتفاقاً بين الطرفين، كون القاسم المشترك بينهما هو “عدم تدخل أي طرف أخر في الصراع الليبي كالولايات المتحدة ودول الخليج”، وذلك كما حصل تماماً في سوريا، مشيرين إلى أن روسيا وتركيا تسعيان لإخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط والاستفراد بتقاسم السيطرة على دول المنطقة.

 

إعداد: ربى نجار