دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تساؤلات حول توقيت الاعتقالات المتسارعة لعناصر داعش وأقرباء “البغدادي” في تركيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أثار إعلان السلطات التركية، يوم أمس، اعتقال مجموعة جديدة من عناصر وعائلات “داعش” بينهم أقرباء للبغدادي، قضية التهديدات التركية لأوروبا وأمريكا؛ بعد مقتل زعيم داعش، بترحيل عناصر التنظيم الأجانب المحتجزين في تركيا إلى بلدانهم الأوروبية. ما دفع ببعض الأوساط السياسية والإعلامية إلى التذكير بورقة اللاجئين التي كانت تركيا تبتز بها الغرب للحصول على أموال ومواقف سياسية.

السلطات التركية تعلن توقيف مجموعة جديدة من أقرباء البغدادي بعمليات أمنية

أعلنت السلطات التركية، أمس السبت، عن توقيف 25 شخصاً من أقارب زعيم تنظيم “داعش” السابق، أبو بكر البغدادي، خلال عمليات أمنية في 4 ولايات في البلاد، مبينةً أنه سيتم ترحيل 21 منهم إلى بلدانهم التي يحملون جنسيتها، وتحويل 4 منهم إلى محاكم الصلح التركية.
قضية الاعتقالات المتسارعة لعناصر تنظيم “داعش” الإرهابي وعائلاتهم في تركيا، بعد مقتل البغدادي الشهر المنصرم، أثار تساؤلات حول التوقيت (المتأخر) لهذه الاعتقالات والغاية التركية منها، رغم تجاهل تركيا لاستخدام الآلاف من عناصر “داعش” الأراضي التركية معبراً إلى سوريا والعراق خلال السنوات الماضة، فضلاً عن وجود عدد كبير منهم في مناطق بـ شمال غرب سوريا خاضعة للجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية لأنقرة.
وأوضح مكتب المدعي العام التركي، أمس السبت، أنه من بين الـ 25 موقوفاً تبين أن 4 منهم من أقارب زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي.
مبيناً أنه تم القبض على 6 منهم في ولاية شانلي أورفه، و3 في ولاية أوردو، و5 في صامصون، و11 في ولاية قير شهير من بينهم 4 من أقارب البغدادي.
وأضاف أنه بعد اكتمال التحقيق واستجواب المشتبه بهم، تمت إحالة 4 منهم إلى محكمة الصلح بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية مسلحة، فيما نقل البقية وعددهم 21 إلى مراكز الترحيل.

تسارع عمليات اعتقال عناصر “داعش” وعائلاتهم في تركيا تأتي بعد مقتل البغدادي الشهر المنصرم

وتأتي عمليات الاعتقال لعناصر “داعش” في تركيا بشكل متسارع عقب مقتل البغدادي، حيث كانت السلطات التركية قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري، اعتقال زوجة البغدادي وشقيقته وصهره. كما تزامن ذلك مع تصريحات المسؤولين الأتراك بمن فيهم الرئيس رجب طيب أردوغان، بأن تركيا ستبدأ بترحيل عناصر داعش الأجانب المتواجدين لديها إلى بلدانهم الأوروبية. مادفع بأوساط سياسية وإعلامية إلى القول بأن تركيا تستخدم هؤلاء كورقة مناورة في مواجهة الغرب، على غرار قضية اللاجئين التي تهدد بين الحين والآخر بفتح حدودها وإرسالهم إلى أوروبا، رغم حصولها على أموال لإيواء اللاجئين على أراضيها.

خبراء: تركيا تبتز الدول الغربية بورقة عناصر داعش الأجانب على غرار اللاجئين السوريين

ويرى خبراء أنه بالنظر إلى سجل السلطات التركية وعلاقات أجهزتها الاستخباراتية الغامضة مع داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى في سوريا، فإنه من المرجح أن الاستخبارات التركية تقف وراء حملة اعتقال عناصر وعائلات داعش دفعة واحدة مع فوارق زمنية قريبة؛ وذلك لإظهار أن تركيا جادة في محاربة داعش، تزامناً مع الزيارة التي قام بها أردوغان إلى واشنطن قبل أيام، وبعد الكثير من الانتقادات التي وجهت لها بسبب تجاهلها بالمشاركة في جهود القضاء على داعش، وإغلاق حدودها بوجهة عناصر داعش الذين استخدموا الأراضي التركية للعبور إلى سوريا والعراق طوال السنوات الماضية، وكذلك ابتزاز الدول الغربية بورقة المحتجزين الأجانب، لتخفيف الضغوطات على أنقرة بسبب سلوكها في المنطقة، وخاصة عمليتها العسكرية على شمال سوريا رغم تحذيرات الدول الأوروبية بعدم الإقدام على ذلك.

تقارير أمنية: عناصر داعش وعائلاتهم تنقلوا بحرية في تركيا خلال السنوات الماضية

واعتبر خبراء أمنيون أن أدلة كثيرة تثبت تنقل عناصر داعش بحرية في مدنٍ تركيا خلال السنوات الماضية، مايطرح التساؤل حول توقيت الإعلان عن الاعتقالات الأخيرة. لاسيما أن معلومات أفادت أن شقيقة البغدادي برفقة زوجها وزوجة ابنها وخمسة أطفال، الذين أعلنت السلطات التركية اعتقالهم في السادس من الشهر الجاري، كانوا يتنقلون في مدينة إعزاز شمال سوريا الخاضعة لتركيا لمدة ستة أشهر قبل مقتل البغدادي.
كما أن البغدادي نفسه قتل على على بعد 5 كيلومترات من الحدود التركية، في قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية، وكذا المتحدث باسم داعش، أبو حسن المهاجر، قتل هو أيضا في مدينة جرابلس التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، والجيش التركي.

مراقبون: أنقرة تناور مع الغرب لتمويل بناء مدن للاجئين السوريين في “المنطقة الآمنة” شمال سوريا

ولعل المناورة التركية مع الدول الغربية بورقة عناصر داعش وابتزازها لدول الاتحاد الأوروبي وأمريكا يحمل جملة من الأهداف، تتمثل في الحصول على أموال لتمويل بناء مدن اللاجئين في شمالي سوريا (المنطقة الآمنة) التي تعتزم تركيا نقل مليوني لاجئ سوري إليها، بجانب الانتقام من بعض الدول الأوروبية بسبب مواقفها من العملية العسكرية التركية، ودعمها للقوات الكردية خلال حربها على داعش، بالإضافة إلى الانتقادات الغربية المتزايدة لسياسات تركيا فى السنوات الأخيرة، مع التلويح المتكرر بتصدير اللاجئين لدول أوروبا، فضلاً عن التقارب الروسي ـ التركي وقضية شراء تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية إس 400 الدفاعية، بحسب مراقبين.

إعداد: رزان أيوبي