أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – سيطرت “تحرير الشام” خلال اليوم الثالث لهجماتها الموسعة على حلب وريفها على عدة أحياء في المدينة مع تقدم مستمر في ريف إدلب، يأتي ذلك مع خروج تعزيزات عسكرية للمسلحين الإيرانيين ولقوات الحكومة صوب حلب للمشاركة بالتصدي للهجمات، فيما شنت طائرات حربية روسية غارات جوية على مواقع في حلب وإدلب.
الحصاد الميداني – محافظة حلب
قالت مصادر خاصة إن “تحرير الشام” سيطرت مساء الجمعة على مبنى المحافظة في حلب والمشفى العسكري، بينما امتدت الاشتباكات إلى حيي الكلاسة وقلعة شريف.
تعرضت مدينة مارع لغارات جوية عنيفة من قبل المقاتلات الروسية، قبل قليل، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي في سماء المنطقة، ولم ترد أي معلومات عن خسائر بشرية، وفق ما أعلنت الدفاع الروسية؛ التي أشارت إلى أنها قضت على 200 من العناصر المعارضة خلال 24 ساعة في حلب وإدلب.
أفادت وكالة الأنباء الكردية “هوار” مساء الجمعة، بان قصفاً للقوات التركية طال قرية شوارغة بريف “مقاطعة عفرين والشهباء” شمال حلب، ما أدى لإصابة عنصر لقوات الحكومة ويدعى محمد صالح محمود الذي تم نقله للمشافي لتلقي العلاج.
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمقاتلين مشاركين في الهجوم الموسع الذي أطلقته “تحرير الشام” على حلب وريفها، ومن بعض الصور، هي لمجموعة من المقاتلين يحملون شارات تنظيم داعش على أكتافهم إلى جانب “علم الثورة”، إضافة لصور مقاتلين من “جنود القوقاز” و “الحزب الإسلامي التركستاني” كانوا من بين المشاركين في الهجوم على حلب وريفها.
بلغت حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين ممن فقدوا حياتهم في عملية “ردع العدوان” في يومها الثالث 277 شخصاً منذ فجر يوم الـ27 من تشرين الثاني الجاري، وتوزعت كالتالي 132 قتيل من “تحرير الشام” – 24 قتيلاً من فصائل “الجيش الوطني” – 93 قتيل من قوات الحكومة السورية، و28 مدنياً فقدوا حياتهم بينهم 4 طلاب من جامعة حلب خلال قصف “للنصرة”.
سيطرت “تحرير الشام” أحياء “الحمدانية وحلب الجديدة و3000 شقة والجميلية وصلاح الدين”، وذلك عبر المئات من المقاتلين، بدوره أكد المرصد السوري أن عملية اقتحام حلب المدينة جاء بعد تفجير سيارتين انتحاريتين واشتباكات عنيفة دارت في محيط المدينة عقب السيطرة على مركز البحوث العلمية، وهذه أولى الأحياء التي تدخلها الفصائل منذ العام 2016.
منطقة خفض التصعيد
شنت طائرات حربية روسية وأخرى تابعة لقوات الحكومة السورية غارات جوية على مدينة إدلب، ما أدى لفقدان العديد من المدنيين حياتهم وإصابة آخرين، وارتفعت حصيلة الخسائر البشرية جراء الغارات الجوية الروسية التي مدينة إدلب يوم الجمعة إلى 4 قتلى إضافة إلى 19 مصاباً. وفق حصيلة للمرصد السوري.
كان الطيران الحربي الروسي والتابع لقوات الحكومة شنت 23 غارة جوية على مدينة إدلب، إضافة لمدن وبلدات وقرى قميناس وبنش وجوباس وداديخ وكفرعويد في ريف إدلب.
تمكنت “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” والفصائل المتحالفة معها من السيطرة على مدينة سراقب بعد معارك وتمهيد بري ضد قوات الحكومة السورية.
محافظة دير الزور
توجه رتل عسكري ضم 40 سيارة نوع “بيك آب” تابع لمسلحي لواء “الباقر” الموالي لإيران، من مدينة دير الزور نحو حلب، وتأتي هذه التحركات بعد انهيار قوات الحكومة السورية ودفاعاتها عن مدينة حلب ودخول الفصائل إليها وتمكنهم من السيطرة على عدة أحياء مع استمرار الاشتباكات.
محافظة الرقة
أفادت وكالة “هوار” الكردية، الجمعة، بأن معبر البوعاصل في ريف الطبقة يشهد حركة مرور كبيرة لسكان وطلبة المنطقة، عائدين من مدينة حلب إلى مناطقهم.، وأشارت نقلاً عن “إحصائيات” المعبر بأن أعداد العائدين وصلت إلى 1000 شخص من بينهم عدد كبير من طلاب الجامعات.
الحصاد السياسي
أكدت تقارير إعلامية توجه قوات للجيش العراقي من الموصل إلى الحدود مع سوريا، في ظل التطورات الميدانية في حلب وريفها وسيطرة “تحرير الشام” على مدينة حلب وريفها، بدوره دعا مسؤول بارز في الحكومة العراقية، القوات العسكرية والأمنية والأهالي لمواجهة نشاط “الجماعات الإرهابية” في مناطق غرب شمالي سوريا.
علقت وزارة الخارجية التركية على التطورات الميدانية والتصعيد العسكري في سوريا، مشيرة إلى إنها تراقب التطورات عن كثب، وقال المتحدث باسم الوزارة، أونجو كيسيلي في بيان الجمعة، “إننا نراقب التطورات عن كثب في إطار الأهمية التي نعلقها على وحدة وسلامة أراضي سوريا والأولوية التي نوليها للحرب ضد الإرهاب”.
قال المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول، أن حدود بلاده مع سوريا محصنة بأحكام ومؤمنة بشكل كبير، وتأمين الحدود العراقية بصورة تامة من الأولويات لدى بلاده، وأضاف إن الحدود وخاصة مع المناطق الشمالية الشرقية محكمة ومحصنة وتوجد فيها قطاعات قيادة قوات الحدود ومجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات.
نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مصدر عسكري كبير (لم تسمه) إنه في حال استمرت الحكومة السورية بدعم “حزب الله” بنقل الأسلحة فإنها ستواجه “عواقب مباشرة”، مؤكداً أن الضربات لن تقتصر على القوافل بل ستشمل أهدافاً داخل سوريا، وقال “لن نكتفي بضرب شحنات الأسلحة المرسلة إلى لبنان، بل أن نظام الأسد سيدفع ثمن مساعدته لحزب الله” حسب قوله.