دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تساؤلات حول مقتل البغدادي في إدلب، وجهات عدة أعلنت مشاركتها في العملية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عبر رئيسها دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي في منطقة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، ليثير تساؤلات عدة أبرزها ماذا يفعل في إدلب؟

تساؤلات حول وجود البغدادي في إدلب

وتقول أوساط سياسية سورية، أن إدلب هي منطقة عمل الاستخبارات التركية، والفصائل الموالية لها، كما تشهد هذه المحافظة وجوداً كبيراً “للتنظيمات المتشددة”، ومنها من أعلنت الولاء لداعش، مشيرين إلى أن ليس البغدادي فقط ولكن كل الدواعش الذين استطاعوا الفرار من مناطق سيطرتهم في شرقي الفرات والعراق لجأوا إلى إدلب، عند سيطرة قسد عليها.

ولم يستبعدوا، “علم أنقرة” المسبق بوجود البغدادي في إدلب التي تعتبر مجالاً حيوياً لنشاط مخابراتها، منوهين أن لذلك اعتبارات عدة، منها “أن الفصائل المسيطرة على المنطقة موالية لها (تركيا)، ولحماية الأمن التركي الداخلي من خلال قطع الطريق على المنشقين من “التنظيمات الإسلامية المتطرفة” ممن صاروا يتعاملون بعدائية مع الاتراك، وأيضا لمراقبة حركة النزوح السوري نحو الحدود التركية.

يشار إلى أن العديد من التقارير الاستخباراتية والإعلامية الدولية وجهت تهماً لأنقرة بالتعامل مع داعش، خاصة صهر الرئيس أردوغان المتهم بملفات شراء النفط من داعش.

صفقة أمريكية تركية

محللون أمريكيون وضعوا احتمالاً آخر، أن يكون قتل البغدادي صفقة أمريكية تركية، تقوم خلالها أنقرة بإعطاء معلومات لواشنطن عن محل وجود البغدادي مقابل سماح الأخيرة بالهجوم على شمال سوريا وإضعاف شريك التحالف ضد التنظيم “قسد”، مشيرين إلى أن العقوبات الأمريكية رُفعت عن أنقرة بعدما تم “تحجيم” قوة قسد (مطلب تركي) والحصول على مكان وجود البغدادي (مطلب أمريكي)، وذلك تحت ذريعة أن أنقرة أوقفت “غزوها” لشمال سوريا.

وهذا ما استبعده مراقبون، كون المعلومات الاستخباراتية التي أعطيت للأمريكان كانت من قوات سوريا الديمقراطية، حيث وصفت قياداتها أن العملية كانت استخباراتية بحتة، كذلك تم شكر القوات “بالاسم” هذه المرة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

جهات عدة أعلنت مشاركتها في مقتل البغدادي

وفي السياق أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، بمقتل زعيم تنظيم داعش ووصفه بأنه “نقطة تحول” في الحرب على الإرهاب. وكتب أردوغان على تويتر “مقتل زعيم داعش يعتبر نقطة تحول في الحرب على الإرهاب”.

وكذلك أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن مشاركتها الفعالة (التي أكدها ترامب) في العملية، ومصادر أكدت أن وحدات خاصة في مكافحة الإرهاب التابعة لقسد، شاركت في العملية وكانت على متن طائرتين مروحيتين من اللتان شاركتا في العملية، كذلك سارعت جهات أخرى كالعراق وتركيا وروسيا أيضاً مشاركتها في العملية.

وأعلنت تركيا في وقتٍ لاحق أنه تم “التنسيق” بين أنقرة وواشنطن قبيل العملية، الأمر الذي نفاه مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية لوسائل إعلامية، وقال “أن أنقرة لم يكن لها دور في عملية مقتل البغدادي ولا بأي شكل”، وهنا يبرز سؤال آخر سأله محللون “لماذا ذكر ترامب تركيا أيضاً”.

أما العراق فقد قال إن أجهزة مكافحة الإرهاب لديه هي من حددت موقع البغدادي وأبلغت واشنطن بذلك.

واعتبر مصدر أمني عراقي، “مزاعم بغداد” بالمساهمة في القضاء على البغدادي، “محاولة للبحث عن دور ليس أكثر”، باعتبار أن الولايات المتحدة تدرك أن المخابرات العراقية مخترقة من قبل إيران. بحسب المصدر.

خطة أمريكية

ويقول مراقبون، إن إعلان مقتل البغدادي من أكثر من جهة هي أيضاً “خطة أمريكية” كي لا يكون العبء الذي باتت تتوقعه الاستخبارات الأمريكية من ردة فعل مناصري التنظيم بعد مقتل البغدادي، على واشنطن وحدها، مما سيسهل عليها القيام بالعمليات الاستخباراتية والكشف عن أي عملية إرهابية انتقامية على أرضها، كون الذين قتلوا البغدادي الآن عدة جهات دولية وليست واشنطن وحدها، التي أظهرت نفسها كالذي ليس له علمٌ بشيء، وجاءته المعلومات الاستخباراتية وتحرك من خلالها.

إعداد: علي ابراهيم