أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تكن سوريا بعيدة عن تداعيات الحرب في قطاع غزة التي دخلت يومها الـ330 على التوالي، وذلك من حيث تكثيف إسرائيل لضرباتها على المواقع الإيرانية والتي تتمركز فيها مسلحين موالين لطهران وآخرين محسوبين عليها من جهة، و تحول بعض المناطق السورية إلى نقطة انطلاق للهجمات على إسرائيل، وبالتالي رد الأخيرة وهو ما أوقع خسائر بشرية وإصابات ومادية، ناهيك عن تصاعد العنف بين مجموعات موالية لطهران والتحالف الدولي.
سوريا مسرح للصراع الإسرائيلي الإيراني
وكانت سوريا منذ بداية الحرب في غزة يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مسرحاً لتصفية الحسابات بين إسرائيل وإيران، حيث تعرضت مواقع ونقاط عسكرية ومنشآت سورية لضربات إسرائيلية جوية وصاروخية، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، بينما هناك مخاوف جدية من أن تنزلق سوريا إلى الحرب في ظل حديث إيراني عن الرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، على أراضيها.
المئات من العسكريين والمدنيين قتلوا وأصيبوا في الضربات الإسرائيلية التي تلت الحرب في غزة، والتي تركزت بشكل مباشر على عبر ضربات جوية وبرية على مواقع ومباني وآليات مرتبطة بالمجموعات المسلحة الموالية لإيران وحزب الله اللبناني إضافة إلى مستودعات وثكنات عسكرية لقوات الحكومة السورية.
إسرائيل كثفت من ضرباتها على سوريا بعد حرب غزة
المرصد السوري لحقوق الإنسان وفي حصيلة له نشر تعداد الهجمات الإسرائيلية منذ بدء الحرب، ووثق 106 هجمات، منها 73 برية و33 برية قامت بها إسرائيل على الأراضي السورية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 207 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
وتسببت تلك الضربات بمقتل 265 من العسكريين بالإضافة لإصابة 158 آخرين منهم بجراح متفاوتة.
ووفق حصيلة المرصد فإن القتلى هم “44 من المسلحين الموالين لإيران من الجنسية السورية” – “64 من المسلحين الموالين لإيران من جنسيات غير سورية” – “26 من الحرس الثوري الإيراني” – “52 من حزب الله اللبناني و 20 من العاملين مع حزب الله” – “56 من قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لها” – “3 من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي”.
المدنيين من بين الضحايا.. ودمشق الأولى من حيث عدد الاستهدافات
كما أسفرت الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية الإيرانية كونها قرية من المناطق المدنية لفقدان 23 مدنياً حياتهم بينهم طفلين و4 سيدات، مع إصابة 36 آخرين، إضافة لمقتل رجل الأعمال المقرب من إيران والرئاسة السورية براء القاطرجي وأبن عمه.
ووفق حصيلة المرصد فإن العاصمة دمشق وريفها في صدارة المناطق التي تعرضت للضربات الإسرائيلية بواقع “40 استهدافاً”، تليها درعا بـ26 استهداف، ومن ثم القنيطرة 15 استهداف، 11 على حمص، حلب 7 استهدافات، 3 على كل من دير الزور وطرطوس، واستهدافين اثنين على السويداء و استهداف واحد على حماة.
قواعد التحالف تحت النار
كذلك أدت الحرب في غزة إلى تصاعد العنف على الأراضي السورية بين التحالف الدولي الذي يقوده الولايات المتحدة الأمريكية للحرب ضد داعش، والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، وذلك عبر قصف الأخيرة قواعد ونقاط عسكرية للتحالف بعشرات المرات ورد التحالف وأمريكا بقصف واستهداف مواقع إيرانية في مختلف المناطق السورية وخاصة في دير الزور.
وتتصاعد المخاوف من حرب أوسع في سوريا إضافة لحرب أخرى إقليمية، خاصة مع استمرار الحرب في قطاع غزة وتوسعها، وقيام إسرائيل في الآونة الأخيرة بتنفيذ سلسلة عمليات عسكرية ضد قادة حركة حماس، وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ووعد الأخيرة بالرد، إضافة لقادة عسكريين من حزب الله اللبناني، منهم قتل في سوريا وعلى الحدود مع لبنان، وقيام حزب الله في بعض الأحيان بشن هجمات على إسرائيل من داخل الأراضي السورية، وهو ما يجعلها عرضة لتكرار الاستهدافات.
“سوريا ستكون جزء من الرد الإيراني”
وكان المرصد السوري نقل عن “مصدر عامل مع المجموعات الإيرانية” بأن “الأراضي السورية ستكون جزءً من الرد الإيراني رداً على اغتيال هنية والقائد العسكري لحزب الله اللبناني “فؤاد علي شكر”.
وكانت القيادة العسكرية في سوريا أصدرت تعليمات صارمة لكافة القطعات العسكرية والمواقع التابعة لها المتمركزة بالقرب من الجولان السوري المحتل في القنيطرة وريفي دمشق ودرعا بمنع استخدام هذه المواقع في انطلاق أي هجوم بالصواريخ أو المسيّرات باتجاه الجولان السوري المحتل تفادياً للضربات الإسرائيلية.
جاء ذلك بعد تقارير إعلامية بأن دمشق أخبرت طهران رسمياً بعدم مشاركتها بالرد على اغتيال هنية وشكر، وهو ما أخر الرد الإيراني على إسرائيل.
إعداد: علي إبراهيمن، ووعد الأخيرة بالرد، إضافة لقادة عسكريين من حزب اسياسي اسماعيل تحدة الأمريكية للحرب ضد داعش، وال