دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

في ظل تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني.. “الجولاني” ينتظر حرباً بين طهران وتل أبيب في سوريا لتوسيع سيطرته في شمال البلاد

أوغاريت بوست (إدلب) – في وقت تتصاعد فيه التوترات بين المجموعات المسلحة الموالية لإيران، من بينها حزب الله اللبناني وإسرائيل، والضربات التي تشنها الأخيرة على مواقع سورية في مختلف مناطق البلاد، تنتظر “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” أي حرب تندلع في سوريا بين إسرائيل المسلحين الإيرانيين بهدف مباغتة قوات الحكومة السورية والسيطرة على طرق دولية استراتيجية وفي حال تهيئة الأوضاع التمدد نحو مدينة حلب والسيطرة عليها.

الرد الإيراني.. هل سيكون السبب في تمدد المعارضة السورية ؟

ويترقب العالم الرد الإيراني ومن حلفاء طهران على سلسة عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في الآونة الأخيرة، وعلى رأسها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي العسكري في “حزب الله” اللبناني فؤاد شكر، حيث كشفت تقارير إعلامية غربية إن إيران تخطط بأن يكون جزء من ردها على إسرائيل من الأراضي السورية، فيما أدخلت طهران خلال الأيام الماضية شحنات أسلحة من العراق إلى داخل الأراضي السورية، وربطها الكثيرون بالاستعداد للرد على تل أبيب من داخل سوريا.

“الجولاني” ينتظر حرباً في سوريا للسيطرة على حلب

المعارضة السورية بدورها، وتحديداً “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” تترقب أي حرب محتملة بين المسلحين الإيرانيين وإسرائيل في سوريا، للتمدد وتوسيع سيطرتها في الشمال الغربي من البلاد، حيث

أجرى متزعم “الهيئة” المدعو “أبو محمد الجولاني” اجتماعاً مع قيادات الصف الأول العسكرية والأمنية في “تحرير الشام” وتمت مناقشة إمكانية الهجوم على القرى والبلدات في ريفي إدلب وحلب للوصول إلى طريق دمشق – حلب المعروف باسم M5، وتأمين حماية أكبر للقرى في جنوب إدلب وشمال حماة، في حال اندلاح حرب بين إسرائيل والمجموعات المسلحة الموالية لإيران على الأراضي السورية أو في لبنان، لاستغلال الفرصة ومباغتة قوات الحكومة حينها.

وخلال الاجتماع الذي ضم كبار القيادات في “تحرير الشام”، كما تحدث “الجولاني” عن إمكانية الوصول إلى مدينة حلب في حال تهيئة الأسباب لذلك. وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ماذا يعني سيطرة “الهيئة” على حلب ؟

وفي حال حدوث ذلك، يرى مراقبون ومحللون عسكريون إن الحكومة السورية ستسخر جزءاً كبيراً ومهماً واستراتيجياً من مناطق سيطرتها في الشمال الغربي السوري، وخاصة مدينة حلب، التي شكلت خسارتها بالنسبة للمعارضة السورية المسلحة نقطة تحول في المعركة والصراع المسلح على السلطة في سوريا الممتد منذ أكثر من 13 عاماً، وجعلت موازين القوى تميل لصالح دمشق، وبالتالي حصر مناطق سيطرتها في جزء صغير من ريف حلب الغربي والشمالي وإدلب وريف حماة الشمالي الغربي و اللاذقية الشمالي.

كما أن سيطرة “الهيئة” على حلب (المدينة) بالتحديد سيغير من موازين القوى لصالح “تحرير الشام” وللمعارضة بشكل عام سواء من الناحية العسكرية والسياسية، كما سيخلق أزمة نزوح جديدة، وهذا سيفيد تركيا أيضاً في مسار مباحثات آستانا، حيث سيمكنها ذلك من وضع أجندات جديدة تخدم مصالحها ومصالح المعارضة المسلحة، ويحول مسار الحرب في سوريا إلى مرحلة جديدة من الصراع المسلح والمستمر على السلطة.

وتأتي هذه التطورات بعد إن جرى اجتماع بين قوات روسية وتركية في مدينة سراقب شرق إدلب في 17 تموز/يوليو الفائت، وتم مناقشة ملفات عدة منها المعابر الداخلية وفتح الطرقات بين مناطق الحكومة والمعارضة برعاية تركية- روسية، إضافة إلى التصعيد العسكري، والقصف الذي تتعرض له النقاط التركية بشكل مستمر.

إمكانية اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل في سوريا

يشار إلى أن امكانية اندلاع حرب بين إسرائيل والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، إضافة لحزب الله اللبناني، كبيرة جدا، خاصة في ظل تهديدات إيرانية برد قاسي وكبير ومؤثر على إسرائيل، واحتمال أن تكون الأراضي السورية منطلقاً للرد الإيراني كبير جدا، خاصة مع التعزيزات العسكرية التي وصلت من العراق إلى مناطق نفوذ إيران في شرق سوريا، حيث كشف المرصد السوري عن وصول شحنتين من الأسلحة خلال الأيام الماضية إلى ريف دير الزور، وهذا يضع احتمال تخطيط طهران بوضع أهداف تابعة للتحالف الدولي وأمريكا في شمال شرق سوريا ضمن الحسابات والمواقع التس سيتم استهدافها، ما يعني توسيع رقعة الحرب وامكانية أن تشمل جزءاً كبيراً من الأراضي السورية.

وكانت قيادة قوات الحكومة السورية أصدرت تعليمات خلال الأيام الماضية بعدم المشاركة أو الرد على أي عمليات استهداف تتم من جانب إيران والمسلحين الموالين لها على إسرائيل في المناطق الجنوبية والقطع العسكرية القريبة من خط النار الفاصل والجولان المحتل، بينما وفي وقت هناك انقسام في هيكلة المؤسسة العسكرية السورية، التي منها توالي روسيا ومنها توالي إيران، فإن التقيد بهذه التعليمات لا يمكن أن يكون بشكل كامل، ما يعني أن بعض الفرق والألوية العسكرية، على رأسها “الفرقة الرابعة” قد تنجر أو تدخل الحرب، وهو ما يعني أن سوريا أيضا ستكون مشاركة في هذه الحرب وسيتم ضرب أهداف في سوريا من قبل إسرائيل وربما التحالف أيضاً.

 

إعداد: ربى نجار